* عمان - الجزيرة خاص:
حذر أحمد عبدالرحمن المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الحكومة الإسرائيلية من المس بالمسجد الأقصى المبارك معتبراً ذلك خطاً أحمر سيلهب المنطقة بأسرها.
وقال عبدالرحمن في تصريحات ل «الجزيرة» إن أي مساس بالمسجد الأقصى هذه المرة سيكون شرارة للانتفاضة الفلسطينية الثالثة لا محالة.
وندد عبدالرحمن بدخول المستوطنين المتطرفين إلى داخل المسجد الأقصى المبارك تحت حماية الشرطة والجيش الإسرائيلي والذي كان آخره أول من أمس عندما حاول المتطرف يهودا عتصيوني المتهم بتفجير المسجد الأقصى المبارك عام 1984 اقتحام المسجد مرة اخرى وتحريض المستوطنين المتطرفين ضد المسلمين والادعاء ان الهيكل المزعوم موجود اسفل المسجد الأقصى.
وقال: ان الأقصى المبارك احدى الجبهات الخطيرة التي فتحتها حكومة شارون اليمينية العنصرية بالإضافة إلى جبهة الاغتيالات وحصار الرئيس عرفات والاستيطان وجدار الفصل والضم العنصري.
وأشار إلى ان فتح جبهة المسجد الأقصى المبارك جاءت بهدف المساس بقدسيته تمهيداً للسيطرة عليه.
واشار إلى حملة التهويد المسعورة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية لإخراج القدس المحتلة من أي مفاوضات بهدف ضمها إلى إسرائيل وتقسيم الضفة الغربية إلى قسمين شمالي وجنوبي عبر مد حدود القدس المحتلة إلى ما بعد مستوطنة معاليه ادميم التي امتدت إلى البحر الميت في الشرق.
وقال إن القدس رغم كل المحاولات الاسرائيلية ستبقى محتلة وكل هذه الإجراءات غير قانونية وباطلة ولن نسلم بالأمر الواقع وكل ما بُني على باطل فهو باطل فحقوقنا في المدينة راسخة ولن يثنينا عن استرجاعها أحد.
وفي تعليقه على سياسة التصعيد الإسرائيلية والاغتيالات قال عبدالرحمن انه لا حاجة إلى أكثر من دماء الشهداء الفلسطينيين حتى يقتنع العالم بأن الذي يدمر الأمن للإسرائيليين وعملية السلام وخريطة الطريق هو شارون نفسه وحكومته وجيش احتلاله وماذا يريد الرئيس بوش اكثر من دماء الشهداء الفلسطينيين دليلا على ان الجانب الفلسطيني هو الساعي إلى الأمن وضبط النفس والتهدئة.
وأضاف: منذ أسبوعين لم يقع أي حادث يعكر الوضع الأمني ونحن منهمكون في تشكيل حكومة فلسطينية جديدة تتولى الاشراف على الأمن بدقة ومسؤولية وشارون لا يريد هذا وبالتالي هو يستدعي ردود الفعل الفلسطينية من أجل ان تقع عملية هنا أو هناك كي يواصل استراتيجية الاحتلال والاستيطان والتدمير لعملية السلام ولأمن الإسرائيليين على السواء.واستبعد عبدالرحمن أي امكانية لتحقيق السلام مع حكومة يمينية يقودها ارئيل شارون وقال انه في ظل هذا التخاذل الدولي والانحياز الأمريكي اعتقد ان لدى شارون ضوءاً أخضر لمواصلة عدوانه وضرب عملية السلام.
وأردف قائلاً: اعتقد انه بعد الآن ما كان يسمى باللجنة الرباعية ليست الا كلمات على الورق لا قيمة لها على الأرض فالولايات المتحدة بعد خطاب الرئيس بوش في الأمم المتحدة منحازة كلياً في مرحلة بداية الانتخابات الأمريكية لإسرائيل بالكامل.
وتساءل: هل سمعنا او سنسمع تنديداً أمريكياً مطالباً بتغيير شارون كما يطالب بتغيير الرئيس عرفات المنتخب من قبل الشعب الفلسطيني.
ووصف استهداف شخص الرئيس ياسر عرفات بأنه ورقة انتخابية يراها الرئيس الأمريكي جورج بوش رابحة لدى اللوبي الصهيوني في امريكا وليس لها أي صلة اطلاقاً بموقف الرئيس ياسر عرفات وعملية السلام أو الأمن مؤكداً ان هذه الورقة فقط لاستمالة اللوبي الصهيوني لما لديه من نفوذ ومال وإعلام لدعم الرئيس بوش في معركته الانتخابية ولست وحدي من يقول ذلك فكبار المعلقين في الولايات المتحدة وأوروبا قالوا ان بوش بدأ في هذا الخطاب معركته الانتخابية ويريد الشعب الفلسطيني ان يكون كبش المعركة.
وعن موعد الإعلان عن حكومة أبو العلاء قال مستشار الرئيس ياسر عرفات اعتقد ان الحكومة ستعلن خلال الأسبوع المقبل على أبعد تقدير وبالتالي على رئيس الوزراء المكلف أن يختار من يريد أن يتعاون معه من بين الشخصيات الفلسطينية المستعدة للعمل وكذلك من أعضاء المجلس التشريعي.
وأرى ان أبو العلاء منهمك الآن بهذا التشكيل الوزاري فهو يريد حكومة ترضى عنها القوى الفلسطينية وان يشارك فيها أوسع طيف ممكن من القوى الفلسطينية وهذا مشروع في حالتنا الراهنة حيث نريد كل أبناء الشعب الفلسطيني والقوى الفلسطينية ان تكون متفقة على برنامج واحد سياسي وأمني.وأكد أن الحديث عن حكومة وحدة وطنية أصبح مبالغاً فيه بعد ان أعلنت بعض القوى مثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي انها لن تشارك في هذه الحكومة وان كانت مستعدة للحوار حول الوضع السياسي والأمني للخروج من مآزق الوضع الراهن بسبب الحصار المفروض على الرئيس ياسر عرفات والانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل.
|