* القدس - بلال أبو دقة:
أصدر قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء دان حلوتس أمرًا يقضي بفصل الطيارين الرافضين لشن هجمات في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل مؤقت حتى يتم البت في أمرهم لاحقا.
وقالت مصادر عليمة في الجيش الإسرائيلي: إن كل طيار من الموقعين على عريضة الرافضين لشن هجمات في الضفة والقطاع سيجتمع مع قائد المعسكر الذي يخدم فيه ويدلي بأقواله ثم سيتم بعد ذلك النظر في مصيره في سلاح الجو الإسرائيلي.
وتقدر أوساط في سلاح الجو الإسرائيلي أنه سيتم بعد ذلك إنهاء الطلعات الجوية لهؤلاء الطيارين بشكل دائم.
ويبدو أن ديوان رئيس الحكومة ووزارة الخارجية الإسرائيليين على اقتناع تام بأن عريضة الطيارين الرافضين لشن هجمات في الضفة الغربية وقطاع غزة ستجعل إسرائيل محط انتقادات دولية شديدة.
وقالت مصادر مقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلي أريل شارون: إن على الطيارين الموقعين على العريضة أن يستقيلوا من الجيش ويخوضوا اللعبة السياسية بدل ذلك، إذ ليس من المعقول أن يستغلوا زيهم العسكري ليثيروا الجدل داخل الجيش وكل من يرغب بأن يكون رافضًا للخدمة فليذهب في الطريق حتى نهايته، إذاً كانوا يريدون الخروج إلى الجمهور العريض فليخلعوا إذا زيهم العسكري.
وتقول مصادر مقربة من شارون: إن شن هجمات ضد أهداف في تجمعات سكانية مدنية لا يمكن منعه ولن يتغير.
وتضيف تلك المصادر قائلة : لقد تغير طابع الحروب إلى الأبد، لم يعد هناك ساحة قتال يقوم فيها جيش بمواجهة جيش آخر، الحروب المقبلة ستكون نووية أو حروباً ضد الإرهاب الذي سيكون دائماً في أماكن مكتظة سكانياً.
كان بإمكان الجيش الإسرائيلي في السابق ضرب أهداف قي سيناء ثم العودة إلى القاعدة بهدوء لكن من يريدون قتلنا الآن يتواجدون في تجمعات سكانية مدنية.
هذا وقال نائب مدير الشؤون الإعلامية في وزارة الخارجية الإسرائيلية معقباً على الموضوع: إننا نتوقع ونستعد لقيام الفلسطينيين باستغلال عريضة الطيارين من أجل أهدافهم الإعلامية، لا شك في أن الإعلام الأجنبي سيأخذ هذه المجموعة الثانوية، ويحاول بواسطتها إثبات ادعاءات المعسكر المعارض لعمليات الاغتيال الإسرائيلية، ويضيف: الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم.
وكان 27 طياراً إسرائيلياً من الذين أدوا الخدمة العسكرية في سلاح الجو الإسرائيلي سابقاً ومن الذين يؤدونها الآن بعثوا بعريضة إلى قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء دان حَلوتس أعلنوا فيها أنهم لن ينفذوا مهمات هجومية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ومن أبرز الموقعين على العريضة العميد (احتياط) يفتاح سبكتور ويعتبر طياراً أسطورياً في سلاح الجو الإسرائيلي، فقد عمل في قيادة أسراب وكان قائد قواعد كما شارك في تفجير المفاعل النووي العراقي في الثمانينيات.. وكان مرشحاً لمنصب قائد سلاح الجو الإسرائيلي.
وقال الطيارون: نحن طيارون قدامى وطيارون يؤدون خدمتهم الآن خدمنا وما زلنا نؤدي الخدمة لدولة إسرائيل عدة أسابيع في كل عام، نرفض تنفيذ أوامر بشن هجمات غير قانونية وغير أخلاقية كتلك التي تقوم بها دولة إسرائيل في المناطق الفلسطينية، نرفض أن نأخذ على عاتقنا جزءاً من الغارات الجوية التي يشنها سلاح الجو الإسرائيلي على أحياء سكنية مدنية، نرفض مواصلة استهداف الأبرياء، إن هذه العمليات غير قانونية وغير أخلاقية، وهي نتيجة مباشرة للاحتلال المتواصل، الذي يفسد المجتمع الإسرائيلي برمته، إن استمرار الاحتلال يضر بشكل خطير بأمن دولة إسرائيل وبمنعتها الأخلاقية، نحن الذين نؤدي الخدمة العسكرية كطيارين ومقاتلين وقادة ومرشدين لجيل الطيارين اللاحق نعلن بهذا أننا سنستمر في الخدمة في جيش الدفاع الإسرائيلي وفي سلاح الجو في أية مهمة للدفاع عن دولة إسرائيل.
|