Sunday 28th september,2003 11322العدد الأحد 2 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

والد قتيل إسرائيلي: الانتقام يولِّد الانتقام.. والد قتيل إسرائيلي: الانتقام يولِّد الانتقام..
إسرائيل وصلت إلى طريق مسدود.. وحكومة شارون لم تضع حداً لسفك الدماء

* القدس - غزة - بلال أبو دقة:
قال أحد الإسرائيليين الذين فقدوا أبناءهم نتيجة العمليات الفلسطينية التي استهدفت حافلات إسرائيلية في قلب إسرائيل: لقد وصلت إسرائيل إلى طريق مسدود وهي غير قادرة على الخروج منه.. ونشعر بأن حكومة شارون لم تفعل شيئاً من أجل وضع حد لسفك الدماء؛ وأضاف: إن الانتقام يولِّد الانتقام والقنبلة التي تسقط في خان يونس وتقتل 17 فلسطينياً تنطلق بعد ذلك إلى عملية في قلب إسرائيل لتقتل عشرات الإسرائيليين، مؤكداً على أن ما يجري بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو بمثابة دائرة سحرية لا يمكن وقفها.
وناشد عميرام غولدين (الذي فقد ابنه في عملية فدائية فلسطينية وقعت قبل نحو عام في مفترق ميرون قرب صفد.. حيث كان ابنه القتيل في طريقه إلى معسكر للجيش لتأدية الخدمة العسكرية، ليصل إلى المكان فدائي فلسطيني ليفجر نفسه في حافلة كان يستقلها جنود إسرائيليون مما أدى إلى مقتل تسعة وإصابة أربعين آخرين..) - ناشد رئيس الحكومة الإسرائيلي أريئيل شارون ووزراء الحكومة إلى بذل كل ما في وسعهم من أجل وقف أعمال القتل والانتقام لأن حياة أولادنا تساوي أكثر من ذلك؛ كما ودعا أنصار السلام ومعسكر اليسار الإسرائيلي إلى العودة إلى الميادين والاحتجاج على السياسة الإسرائيلية.. ويقود والد القتيل الإسرائيلي رحلة يشارك فيها آباء وأمهات إسرائيليون وفلسطينيون ثكلوا ذويهم في عمليات قتل بين الطرفين داعين إلى حقن الدماء ووقف العنف؛ وستنطلق قافلة السيارات من المكان الذي وقعت فيه العملية وستسير ببطء لتمر في مناطق رئيسية في إسرائيل وتصل في النهاية إلى القدس حيث ستجري هناك مظاهرة احتجاجية ومن المتوقع أن تستمر هذه الرحلة لمدة عشرة أيام.
شارون الفشل الأكبر في إسرائيل
هذا وأقرّ مصدر أمني إسرائيلي بمدى العجز في وقف انتفاضة الأقصى الفلسطينية التي تفجَّرت منذ نهاية سبتمبر عام 2000، مشيراً إلى أن تواصل عمليات المقاومة الفلسطينية خلال ثلاثة أعوام وعدم قدرة الجيش على وقفها لهو دليل قاطع على العجز الأمني الذي تعانيه إسرائيل في السيطرة على المقاومة الفلسطينية.. وقال المصدر في برنامج أذاعه الراديو العسكري الإسرائيلي: إن تواصل عمليات المقاومة الفلسطينية مع اقتراب الانتفاضة من إنهاء عامها الثالث تثبت أن العمليات الإسرائيلية المتواصلة ضد المقاتلين الفلسطينيين ونجاحها في التخلص من قسم كبير منهم لم توفر الأمن للمجتمع الإسرائيلي، حيث كان بإمكان المقاومين الفلسطينيين الوصول إلى كل مكان تقريباً في إسرائيل لتنفيذ عمليات على الرغم من حالات الاستنفار القصوى والإنذارات التي ترد عن قرب وقوع عمليات، وأضاف المصدر الأمني أن القوات الإسرائيلية فشلت في كسر إرادة الفلسطينيين.
هذا ويُستدل من إحصاءات إسرائيلية رسمية أن عدد الجنود والمستوطنين اليهود الذين قتلوا في عمليات المقاومة الفلسطينية منذ اليوم الأول من اندلاع انتفاضة الأقصى، في التاسع والعشرين من سبتمبر من عام 2000 وحتى وقت قريب بلغ أكثر من «805 » قتلى ونحو 5500 جريح.. وتشير مصادر طبية إسرائيلية إلى أن سجلات المستشفيات الإسرائيلية تضم أسماء ل «5492» جريحاً أصيبوا في عمليات المقاومة التي شملت «340» عملية فدائية و«42» عملية تفجير سيارة مفخخة و«80» كمين إطلاق نار و«70» عملية تشغيل عبوات ناسفة و«50» عملية إطلاق نار من خلال تجاوز سيارات.
يذكر أن الحكومة الإسرائيلية أصدرت منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية قراراً بعدم نشر الأعداد الحقيقية للقتلى الإسرائيليين الذين يسقطون في عمليات المقاومة الفلسطينية، وذلك خشية التأثير على معنويات الجيش والمستوطنين المنهارة أصلاً بسبب استمرار المقاومة، ولعدم رفع معنويات الفلسطينيين..ونُشر مؤخراً مقال في صحيفة «هتسوفيه» الناطقة باسم حزب المفدال الإسرائيلي المتطرف يصف صاحب هذا المقال الرئيسي في الصحيفة شارون بأنه الفشل الأكبر في إسرائيل، وأن فترة توليه الحكم شهدت قتل أكبر عدد من الإسرائيليين..
خسائر الفلسطينيين
هذا وأكدت إحصائية فلسطينية أصدرها مركز المعلومات الوطني الفلسطيني في الهيئة العامة للاستعلامات أن عدد شهداء انتفاضة الأقصى خلال خمسة وثلاثين شهراً وصل إلى (2700) شهيد بينهم (490) طفلاً و(180) مواطنة فلسطينية.
وأوضحت الإحصائية التي تلقت «الجزيرة» نسخة منها: أن من بين الشهداء (732) لقوا حتفهم جراء القصف الإسرائيلي الذي بلغ عدد مراته منذ اندلاع الانتفاضة في التاسع والعشرين من شهر سبتمبر أيلول لعام 2000 (20588) مرة وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في تقرير وصلت «الجزيرة» نسخة منه: أعاق رصاص الاحتلال الإسرائيلي أكثر من (7000) فلسطيني إعاقة دائمة، منهم أكثر من «1000» طفل... إما فقدوا عيناً أو يداً أو رجلاً... وإما أصبحوا مشلولين بلا حراك.. ونوهت الوزارة إلى أن: «20 % » من الإصابات تركزت على الرأس والرقبة، و«8% » تركزت على الصدر.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved