كتبها: عبدالرحمن بن إبراهيم الضحيان
في مطلع كل عام يواجه مجموعة كبيرة من خريجي الجامعة والكليات من الموظفين المنتسبين من جهات عملهم وإداراتهم جهداً، فالبعض يوفق وينجح ومرتبته أقل من مرتبة الجامعي، ولذا يطلب من إدارته الترفيع واعطاءه ثمرة جهاده ونجاحه.
غير أن تلك الإدارة تقف في وجه الموظف بحجة عدم وجود وظيفة تناسب مؤهله، وعليه أن يبحث عن وظيفة في مصلحة أخرى توفر له الوظيفة المناسبة.
صحيح أن لكل إدارة ميزانية وأن هناك وظائف مرتبطة بتلك الميزانية، غير أن هناك حقيقة لا تغيب عن نظر البعيد - بالرأي - وهي أن تخلي إدارة ما عن موظف عمل لديها - سنين كثيرة - أصعب من ايجاد أو احداث وظيفة تناسب مؤهل ذلك الموظف.
فالموظف المتمرس والمتقن لعمله خير من موظف جديد تبدأ الإدارة في تدريبه وتأهيله للعمل من جديد حتى يتقنه.
كما أنه لا شك أن الإدارة وأعمالها هي التي تتأثر وترتبك بسبب هذه التنقلات.
إن احداث وظائف لخريجي الجامعة من الموظفين المنتسبين في نفس أعمالهم لهو أفضل وأعز للعمل وللموظف وذلك كي تبقى الخبرة التي اكتسبها الموظف في محلها، بل تزداد.
ان ترشيح الموظفين الجامعيين المنتسبين في وظائف تناسب مؤهلهم له فوائد كثيرة يمكن أن نذكر منها ما يلي:
أولاً: أن ذلك رفع للمعنوية التي يتمتع بها هذا الموظف من لدن إدارته وتقديراً لجهده.
ثانياً: إن مثل هذا التشجيع هو أيضاً تشجيعاً لاقران هذا الموظف وزملائه في العمل فيقتدوا به لأنهم رأوا من يقدر العامل ويكافئ المجتهد.
ثالثاً: الفائدة الثالثة هي أن ترفيع الموظف في إدارته سيضاعف من جهد هذا الموظف ليثبت جدارة ما حمله من مؤهل أوصله إلى هذا المنصب الجديد وهذا الجهد المضاعف سيكون دون ريب من صالح العمل.
هذه وجهة نظر اكتبها لا اعتباطاً، بل هناك بعض الإخوان من الموظفين المتخرجين من الجامعة حائرون مع إداراتهم في مسألة الترفيع..
ان انتقال الموظف المتحصل على شهادة جامعية إلى جهاز آخر للعمل وتعيين موظف جديد ليس من صالح العمل.. بل من الصالح الترفيع والتشجيع ورفع المعنوية ليتضاعف الانتاج وينجح العمل..
والله مع العاملين المخلصين..
| 
