في حياة الأمم والشعوب وقائع وأحداث خالدة يشار اليها بالإكبار والتقدير فلولا الأحداث لما كان التاريخ والأيام هي ذاكرة الشعوب. والأمة التي تعنى بتاريخها وجليل أحداثها، أمة تتسنم مكانها بين الأمم.
والأول من شهر الميزان هو يوم خالد نحتفل به مفاخرين بصانع مجد هذه الأمة ومؤسس كيانها الكبير جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وأسبل عليه شآبيب الرحمة والرضوان وذلك اليوم هو الذي تحققت فيه المعجزة الكبرى بتوحيد المملكة العربية السعودية.. ومنذ ذلك التاريخ والبناء مستمر والعطاء متواصل في كافة المجالات بما فيها المجال الصحي.
ويعد القطاع الصحي واحداً من معالم العطاء المتواصل منذ عهد الموحد رحمه الله وهو في الوقت نفسه من معالم الانجازات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - يحفظهما الله - فالخدمات الصحية يشار اليها بالبنان فقد تمت اقامة البنية الأساسية للخدمات الصحية من خلال انشاء المستشفيات العامة والتخصصية البالغ عددها «194» مستشفى يصل اجمالي عدد أسرتها «140 ،28» سريراً تساندها مراكز الرعاية الصحية الأولية التي يبلغ عددها «1804» مركزا بالاضافة للبرامج الوقائية وبرامج التوعية الصحية واصحاح البيئة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
كما أخذ في الاعتبار ضرورة تأهيل القوى البشرية حيث ابتعثت الوزارة خلال السنوات القليلة الماضية «235» موظفا للخارج لنيل الدرجات العلمية المختلفة فأصبح المواطن يحصل على أرقى الخدمات الطبية في وطنه دون الحاجة الى السفر للخارج، بما فيها عمليات زراعة الأعضاء الحية التي تجرى في المملكة كزراعة القلب وزراعة الكلية والقرنية وغيرها.. ولم تعد هناك حاجة الى العلاج في الخارج إلا لقليل من الحالات النادرة جداً، ومما يبشر بالخير الدور الايجابي الذي تلعبه المستشفيات حيث تم تعميم نظام الاحالة من المراكز الصحية التي تضطلع بتوفير الخدمات الصحية للمواطنين حيث أقاموا، وتعد المملكة من أوائل الدول التي طبقت أسلوب الرعاية الصحية وحققت مستوى جيدا كما ان نسبة شمول التطعيم الأساسي ضد أمراض الطفولة أصبحت أكثر من 90% مما ساعد في القضاء على بعض الأمراض المستهدفة وانحسار بعضها لذا فإن برنامج التطعيم يعد من البرامج التي طبقت وحققت مستوى جيدا شهدت له منظمة الصحة العالمية واليونيسيف.
وهكذا فإن ملحمة العطاء والبناء مستمرة حيث تأتي ذكرى اليوم الوطني في كل عام ونحن نتفيأ ظلال الرخاء العميم أمنا وتقدما وعطاء نشهده ونعيشه في كل مشاهد حياتنا وان المواطن ليقف موقف الاعجاب والفخر وهو يلمس هذا التطور وهذه الانجازات العملاقة التي تحققت. كما يقف موقف الشكر والعرفان بالجميل للنعم التي يعيش فيها ويدعو الله ان يوفق خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة لكل ما فيه الخير والصلاح لبلادنا الحبيبة التي تشهد مع مطلع شمس كل يوم اضافة جديدة.
* وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية
|