نقف جميعاً في مثل هذا اليوم من كل سنة، نستعرض سجل الإنجازات، ونعود بالذاكرة إلى أيام التوحيد وقصة الإنجاز لكي تعلم الأجيال القادمة حقيقة الخير والرفاء والنماء الذي تعيشه كيف جاء وإلى أين يسير، حامدين في ذلك المولى القدير على كريم عطاياه، وجزيل مننه.
إن اليوم الوطني لبلد بحجم المملكة يعني عدة حقائق، ويثير في الذهن العديد من الموضوعات، فالمملكة أكبر منتج للنفط في العالم، وهي بلاد الحرمين الشريفين، وبها أكبر المجمعات لإنتاج البتروكيماويات في العالم، وهي ثاني أكبر دولة عربية من حيث المساحة، وتطل على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي، مما يتيح لها الإطلال على آسيا من جهة الشرق وعلى أفريقيا من جهة الغرب.. فوق هذا وذلك فإن المملكة تقدم للعالم تجربة فريدة في الوحدة الوطنية استمرت قرابة المائة عام، بنظام استمدت تعاليمه من العقيدة الإسلامية والتراث الإسلامي الأصيل، وأبرز تلك التعاليم هو الانفتاح على العالم الخارجي بكل معطياته، شرط عدم المساس بالثوابت. بالتالي فإن المملكة بلد عربي مسلم لكنه عالمي التوجه، يتأثر بكل مجريات العالم، ويؤثر في كافة الأحداث العالمية بصورة أو بأخرى.
وربما كانت هذه العوامل - وغيرها - وراء المكانة الكبيرة التي تحتلها المملكة من بين الدول، ليس في العالم العربي والإسلامي، فهذا مما لا خلاف عليه، ولكن الأمر على مستوى أكبر وأوسع.. هذه المكانة التي تعد إنجازاً حققه - بعد توفيق الله - مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وسارت عليه الأسرة الكريمة الحاكمة، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود الذي ننعم في ظله ورعايته.
وفي هذا المجال يسعى ولاة الأمر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني إلى ترسيخ تلك المكانة والمحافظة عليها، وان تكون حقيقة ماثلة أمام كل مطلع وباحث عن الحقيقة، وترسيخ الأساسات التي قامت عليها، وأبرزها الاعتماد على الإنسان السعودي وتنمية قدراته وكفاءاته.
لهذا لا تخشى المملكة في الوقت الحاضر من الدخول في التحديات، ومواجهتها والخروج منها بأقل الخسائر، فهل هناك تحد أشد من تحدي التنمية والتطوير في مجتمع كان يعاني جملة من الأمراض الحضارية، كالأمية والجهل؟
وإذا كنا في الوقت الحاضر، في العصر الحديث، عصر العولمة والانفتاح، وتقنية المعلومات، فإن المملكة تدخل هذا العصر بأدواتها الخاصة، اعتماداً على كفاءاتها وقدراتها، وهيأت نفسها لأي طارئ، لذلك دخلت مفاوضات شاقة لبضع سنوات من أجل الانضمام إلى التجارة العالمية واضعة في حسبانها كافة المخاطر والتحديات، لكنها هي الحكمة التي تسير عليها المملكة، وهي مواجهة التحديات، لذلك كانت المملكة - ولا تزال - في الصفوف المتقدمة.
إن البنية التحتية، والأطر التنظيمية، وقبل ذلك الإنسان السعودي في وضع قابل لاستيعاب كل مقومات النمو والتقدم بإذن الله.
(*) أمين عام الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية
|