لقد نشأت شجرة النخيل منذ قديم العصور في بيئة صحراوية جافة شديدة الحرارة صيفاً قليلة الأمطار شتاءً، ونتيجة لتعايشها مع هذه الظروف القاسية لسنين فقد تكيفت النخلة لتتحمل حرارة الصيف وجفاف التربة، فهي من أكثر أشجار الفاكهة تحملاً للعطش وأكثرها مقاومة لارتفاع درجات الحرارة لطبيعتها المورفولوجية وصفاتها التشريحية، بجانب التكيفات الفسيولوجية في نظام حصولها على الماء.
إلا أنه رغم ذلك فإن أشجار النخيل تحتاج إلى اتباع برنامج ري مناسب للوصول إلى النمو الخضري الأمثل والإنتاجية المرتفعة من التمور ونوعيتها المختلفة، يستجيب النخيل بشكل واضح لنوعية وكمية مياه الري وينعكس ذلك على قوة نموه وإنتاجيته. وبالرغم من مقاومته الشديدة لملوحة مياه الري مقارنة إلا أن إنتاجه يبدأ بالانخفاض عندما تصل الملوحة إلى 6000 جزء بالمليون بينما يتوقف إنتاجه عندما تصل 12000 جزء بالمليون حيث يصل ضعيفاً وخوصها قصيراً وجذعها نحيفاً، وعموماً يمكن القول إن مياه الري هي العنصر الأساسي الذي يحدد إنشاء مزارع النخيل الحديثة.
يتبع في ري النخيل ثلاث طرق تقليدية هي:
1- الري بالخطوط (الخوابيب).
2- الري بالقنوات الإسمنتية.
3- الري بالأنابيب المفتوحة، وتستعمل هذه الطرق في المزارع القديمة.
أما الطرق الحديثة فهي الري بالنافورات أوالفقاعات وهي من طرق الري السليمة الكفؤة التي تصل كفاءتها 80-85% وتتميز بانتظام توزيع مياه منطقة الجذور والتحكم في كمية المياه المستعملة لضمان تنفيذ المقننات المائية اللازمة. وما ينتج عن ذلك من ترشيد لاستهلاك الماء. وتستعمل هذه الطريقة في المزارع الحديثة.
تسميد أشجار النخيل
يعتقد البعض من المزارعين بأن تسميد النخيل غير ضروري وأنه يمكن للنخلة أن تعطي محصولاً جيداً دون إضافة الأسمدة، وهذا الاعتقاد ينطوي على خطأ إذا علمنا بأن النخلة تستنزف سنوياً من التربة 472 غم نيتروجين، 47غم فسفور، 422غم بوتاسيوم، 218غم كالسيوم، 5 ،8غم حديد، 1 ،2 . 1 ،3غم زنك، وهي كميات كبيرة تحتاج النخلة إلى توفرها في التربة لكي يكون نموها جيداً وإنتاجيتها عالية هذا رغم أن للنخلة نظاماً جذرياً كبيراً يتغلغل في حيز كبير من التربة يصل أحياناً إلى 200 متر مكعب فقد تصل الجذور إلى (7-9) أمتار عمقاً وتنتشر أفقياً (10-11) متراً باحثة عن المواد الغذائية.
إن أهمية العناصر الغذائية للنبات معروفة وتستجيب نخلة التمر لإضافة الأسمدة الكيماوية والعضوية كثيراً فالأشجار التي تسمد سنوياً تكون جذورها كبيرة وعدد الخوص (السعف) فيها كثيراً وطويلاً وإنتاجها عالياً وذا نوعية ممتازة من حيث حجم الثمار والمواد الطبيعية والكيماوية. أما النخيل غير المسمد فيمتاز بضعف نموه وشحوب لون الخوص فيه وقلة عدده وصغر حجمه وانخفاض إنتاجية النخلة. وبالإضافة إلى الأسباب والمبررات الداعية لتسميد أشجار النخيل في جميع مناطق زراعته فهناك أسباب إضافية لتسميده تحت ظروف ما يتعلق بطبيعة ترب المزارع.
الأسمدة: أنواعها وكمياتها
الأسمدة العضوية :
وهذه الأسمدة إما أن تكون من مصدر نباتي أوحيواني أو كليهما وهناك نوعان من الأسمدة العضوية، الأول سماد عضوي غير معامل حرارياً،ولا ينصح باستخدام مثل هذه الأسمدة لكونها غالباً ما تحتوي على بيوض ويرقات وحشرات ضارة بالنخيل. أما النوع الثاني فهو السماد المعامل حرارياً والمدعم بالعناصر الغذائية المهمة لنمو النخيل وهو الموصى باستخدامه في مزارع النخيل.
وأياً كان مصدر السماد العضوي فإن للأسمدة العضوية فوائد كثيرة، فإضافتها يساعد على تفكك الترب الثقيلة ويساعد على تماسك الترب الرملية بالماء والعناصر الغذائية إضافة إلى تعديل حموضة التربة (PH) ولزيادة استفادة النخيل من الأسمدة الكيماوية المضافة تضاف الأسمدة العضوية بمعدل كغم لكل سنة من عمر النخلة في خندق عرضه 20سم وعمقه 20 سم يحفر في محيط حوض النخلة ثم يردم (شكل رقم 70)، أما أفضل موعد لإضافته شهري نوفمبر وديسمبر.
الأسمدة الكيماوية
يضاف إلى النخيل الأسمدة النيتروجينية والفسفورية والبوتاسية لتمده بالعناصر الرئيسية، وهناك أسمدة مركبة تحتوي على عنصرين أو أكثر من الفسفور والبوتاسيوم. وبعضها يحتوي على عناصر نادرة.
تضاف الأسمدة الكيماوية بنثرها في حوض النخلة وتقليبها مع التربة ثم ريها كما يمكن إضفاتها بخلطها مع الأسمدة العضوية وعمر النخلة إلى 200ج م نيتروجين، 75 ج م فسفور و 100 ج م بوتاسيوم وذلك لكل سنة من سنوات عمرها.
تعتبر عملية التعشيب من العمليات الضرورية لخدمة النخيل ويجب إجراؤها باستمرار وكلما دعت الضرورة لذلك للتخلص من الأعشاب التي تنتشر في النخيل وذلك للأسباب التالية:
1- تنافس الأعشاب أشجار النخيل على العناصر الغذائية والمتوفرة في التربة.
2- تنافس الأعشاب أشجار النخيل على امتصاص الماء.
3- تكون مأوى للقوارض ومخبأً للحشرات وأحياناً معيلاً لبعضها.
تنتشر في مزارع النخيل غالباً مجموعتان من الأعشاب تضم المجموعة الأولى الأعشاب الحولية وهي التي تكمل دورة حياتها بأقل من سنة وتتكاثر بواسر البذور وأهمها البرير والرجلة والمجموعة الثانية تضم الأعشاب المعمرة وهي تلك الأعشاب التي تبقى لأكثر من سنة وتتكاثر إما بالبذور أو الرايزومات وأهم هذه الأعشاب هو السعد والنجيل.
المكافحة
تكافح الأعشاب يدوياً أولاً بأول لكي لا تعطى الفرصة للنمو وخاصة المعمرة منها حيث يؤدي الحش المستمر إلى استنزاف المواد الغذائية في الرايزومات (Starvation) وبذلك لا تستطيع الإنبات ثانية. أما في المزارع الكبيرة فيفضل استخدام مكائن التعشيب ذات العجلتين والمحور القلاب (الروتيفيتر) على ألا يزيد تعمق الدوارة في الأرض لأكثر من 6-10سم تحاشياً لتقطيع الجذور، لا سيما وأن نسبة كبيرة من الجذور تنتشر في الطبقة السطحية من التربة للأسباب المتعلقة العلاقة بطبيعة التربة ونظام الري. وهناك مكائن صغيرة تحمل في يد وتوجه سكينتها باليد الأخرى لقطع الأعشاب الضارة المتواجدة في أحواض المبيدات الكيميائية فيفضل الابتعاد عن استعمالها نظراً لتأثيراتها الجانبية الضارة.
تقليم النخيل
النخلة كأي شجرة من أشجار الفاكهة بحاجة إلى تقليم بهدف الموازنة بين نموها الخضري وإنتاجها من الثمار وإزالة الأجزاء اليابسة منها ولتسهيل خدمتها والعناية بها.
تتمثل الأغراض الرئيسية للتقليم بما يلي:
1- التخلص من الأجزاء اليابسة والتي غالباً ما تكون مخبأً مفضلاً للحشرات خاصة الحفارات بالإضافة للآفات الزراعية الأخرى.
2- تسهيل عمليات الخدمة الزراعية لاسيما سهولة استخدام جذع النخلة للتسلق إلى قمتها لغرض إجراء العمليات المطلوبة.
3- الاستفادة من مخلفات التقليم في بعض الصناعات كالخشب المضغوط والورق والأسمدة العضوية والعلف الحيواني بعد تقطيعها بمكائن خاصة بالصناعات الريفية المعروفة أو استخدامها كوقود.
4- تهوية الثمار وتعريضها لأشعة الشمس بصورة جيدة وتسهيل عمليات التحدير والجني.
5- تحسن عملية التقليم من منظر النخلة وتزيد في جمالها.
كيف ومتى نقوم بعمليات تقليم النخيل؟
أولاً: الشراطة أو التسعيف:
وتعني قطع الخوص اليابس بواسطة الداس والمنشار أو سكين حادة معكوفة ومصنوعة من الحديد المقسَّ ويقطع الخوص ولا ينصح بقطع الخوص الأخضر تحت ظروف المنطقة ويكون القطع عند بداية تثخن الخوصة.
إن عدد الخوص (العسبان) الجديد الذي يظهر سنوياً يختلف باختلاف الأصناف ودرجة الرعاية التي تحاط بها النخلة، ففي المزارع المعتنى بها جيداً نجد نخيلها أكبر من الخوص مقارنة بتلك المهملة. وبصورة عامة فإن عدد الخوص المتكون سنوياً يتراوح بين 10-25 عسيباً يجف بالمقابل نفس العدد بعد النخلة مما يتطلب قطعه سنوياً وتجري عملية التسعيف عادة مرتين في العام، الأولى عند التنبيت والثانية عند التحدير أو الجداد.
ثانياً: الخلابة أو التكريب:
وهي إزالة قواعد العسبان وتجرى إما بالمخلب (سكين الخلابة) أو بالشكنة (سكين عريضة ومطرقة) وذلك في موسم الصيف والشتاء وفي كل سنتين مرة ويجب قطع الكربة بصورة مائلة لكي لا يتجمع ماء المطر عليها ويسبب تعفنها. هذا ويترك خطان أو أكثر من قواعد الخوص من رأس النخلة بدون تكريب أي عدم الاستمرار بالتكريب حتى بداية الخوص الأخضر وذلك لحماية قلب النخلة (الجمارة) من التقلبات الجوية الحادة. إضافة إلى أنه عند قطع الكرب الأخضر تنبعث رائحة خاصة تساعد على جذب حشرة سوسة النخيل. وأثناء هذه العملية يزال الليف الذي بين قواعد الخوص. لا ينصح بإجراء عملية التكريب للنخيل الحديث ما لم يكتمل نموه ويأخذ الجذع حجمه الطبيعي ويفضل إجراؤها بعد 7 سنوات من الزراعة تحت ظروف الدود، وعندما يبلغ ارتفاع جذع النخلة حوالي 1 ،5-2 متر ولا ينصح بإزالة الخوص الأخضر خلال هذه المدة بل يقطع الخوص الذي يعيق حركة المزارع لخدمة النخلة فقط.
يجب إزالة العدد الفائض من الصرم ويترك (4-8) صرمات حسب قوة ونشاط النخلة ومن الضروري فصل الصرم عند اكتمال نموها وعدم تركها فترة طويلة ويفضل تعفير مواقع الفصل بأحد المبيدات الحشرية لوقاية النخلة من الإصابة بسوسة النخيل الحمراء والحفارات الأخرى.
قد تظهر بعض الصرم على جذع النخلة فوق سطح الأرض «كرواكيب» ومن الضروري قلعها أولاً بأول وعدم تركها تستنزف المواد الغذائية من الأم فتؤثر على كمية ونوعية التمر إلا أنه في حالة الأصناف النادرة والتي لا تكون عدداً كافياً من الصرم يمكن تشجيع الكواريب على التجذير وفق بعض الطرق الفنيةالمعروفة.
أما الأشواك فإنها تزال أثناء عملية التنبيت مما يسهل حركة التعامل حول قمة النخلة وليس هناك من ضرر عند إزالتها بصورة صحيحة بقشطها سطحياً أو بالمقص. كما تزال بقايا العذوق وأغلفة الطلع المتبقية على النخلة من الموسم السابق لئلا تكون مصدر عدوى لبعض آفات النخيل.
التنبيت (التلقيح)
يعتبر تنبيت (تلقيح) النخيل من العمليات الزراعية الهامة لما له من تأثير مباشر على المواصفات الكمية والنوعية للتمور، حيث تتأثر نسب العقد والإنتاج بصنف الفحل وعدد الشماريخ الذكرية (كمية النبات) الملائم للطلعة الأنثوية الواحدة وموعد التنبيت، كما يتأثر بذلك كل من حجم ولون وشكل الثمرة ونضجها. ولذا فمن الضروري أن يكون لدى المزارع المهارة والخبرة الكافيتين في هذا المجال ولإجراء عملية التنبيت نوجز فيما يلي طريقتي التنبيت والآلي:
أولاً: التنبيت اليدوي:
وتتلخص عملية التنبيت اليدوي بما يلي:
1- قبيل قطع النبات يجب التأكد من جودة صنف الفحل واحتواء الطلعة الذكرية على كمية كافية من النبات، ويجب عدم الاعتماد على الأفحل البذرية كمية ونوعية حبوب لقاحها.
2- يقطع النبات بعد إتمام نضجه وقبل انفلاق أو تشقق غلاف الطلعة، ويستدل على نضج الطلعة الذكرية غير المنفلقة (المفتوحة) من كبر حجمها قليلاً إلى الأسفل، أو بالضغط على الجزء الأسفل من الطلعة بالأصابع، عندئذ يصدر صوت فرقعة دليل نضجها وجاهزيتها للقطع.
3- يجمع الطلع الذكري ويشق غلافه وتسحب الأغاريض (النورات الزهرية). وتفرد إلى مجاميع من الشماريخ (العطول) (كل مجموعة تحتوي شماريخ) وتنشر على ورق الصحف أوفي أطباق معدنية وتوضع في مكان مظلل وغير معرض للتيارات الهوائية، أوتعلق على حبال داخل غرفة ذات تهوية ورطوبة نسبية منخفضة. تقلب الشماريخ بين فترة وأخرى لضمان جفافها تماماً وتستغرق فترة التجفيف من يومين إلى ثلاثة أيام.
4- تؤخذ خرافة (زمبيل) يحمله العامل معه عند إجراء عملية التنبيت، يوضع عدد من الشماريخ الذكرية داخل كل طلعة متفتحة ويختلف اعتماداً على الصنف الأنثوي وكمية حبوب اللقاح وحيويتها في الشماريخ الذكرية وغالباً ما يستخدم من 6-24 شمراخ.
وقد تستعمل الشماريخ الذكرية مباشرة في التنبيت دون الحاجة لتجفيفها.
يفضل نفض أو هز الشماريخ الذكرية على الاغريض الأنثوي بصورة خفيفة حتى تسقط كمية من حبوب اللقاح مباشرة على مياسم الأزهار الأنثوية. يجب إجراء عملية التنبيت أولاً بأول. ويلاحظ عدم إجراء التنبيت لجميع طلع النخلة مرة واحدة وذلك لتفاوت الطلعات في مواعيد تفتحها. تختلف الأصناف في الفترة اللازمة لتنبيت طلعها بعد تفتحه والتي يطلق عليها بفترة الاستقبال.
5- بعد الانتهاء من عملية التنبيت وعند وجود فائض من الشماريخ الذكرية عندئذ نقوم بفصل حبوب اللقاح بواسطة المنخل (الغربال) وننشرها لتجف تماماً، تعبأ بعد ذلك في أكياس ورقية ثم في أكياس نايلون وتخزن في المجمدة (الفريزر) للموسم القادم. كما يمكن خزن الشماريخ الذكرية كاملة بعد تجفيفها في مكان ظليل وجاف ويحافظ عليها من التعرض للرطوبة.
ثانياً: التنبيت الآلي:
وهو عبارة عن إيصال خليط النبات (حبوب اللقاح) مع مادة مخففة أو حاملة (مثل الطحين) وذلك من الأرض إلى الطلعات الأنثوية المتفتحة وهذه الطريقة تتميز بالتالي:
1- سهولة وسرعة إجراء عملية التنبيت الآلي وقلة تكاليفه مقارنة بالتنبيت اليدوي.
2- الاقتصاد في كمية حبوب اللقاح (النبات) اللازمة لتنبيت النخلة.
3- عدم الحاجة إلى الخبرة والمهارة الخاصة عند إجراء عملية التنبيت آلياً ويمكن إجراؤه من قبل أي عامل زراعي.
خطوات التنبيت الآلي
يجري التنبيت الآلي وفق الخطوات التالية:
1- استخلاص حبوب اللقاح:
تستخلص حبوب اللقاح من الأغاريض الذكرية (الطلعات) يدوياً أو آلياً. وتستخلص يدوياً بجمع الطلع الناضج وإزالة أغلفته، ونثرها في أطباق أو على ورق ووضعها في مكان مظلل وغير معرض للتيارات الهوائية وتركها لفترة ثلاثة إلى خمسة أيام حتى تجف تماماً. بعد ذلك غربال (منخل) لفصل حبوب اللقاح عن باقي أجزاء الزهرة وإعادة العملية على نفس الأزهار بعد يوم أو أكثر لفصل أكبر كمية من حبوب اللقاح.
أما استخلاص حبوب اللقاح آلياً فيتم كما يلي:
يجفف الطلع الذكري الناضج في غرفة خاصة يمكن السيطرة داخلها على درجات الحرارة بواسطة مدافئ، وتتراوح درجة الحرارة المناسبة 28-32 درجة مئوية، ويتم تغيير هواء الغرفة باستمرار بواسطة مفرغات هوائية حتى لا ترتفع الرطوبة النسبية داخلها وتؤدي إلى تعفن النورات الزهرية يتم تقسيم غرفة التجفيف بواسطة أنابيب أو زوايا الدكسن وتسليكها لتعليق أكبر كمية من الطلع الذكري حيث يعمل حز في حامل النورة الزهرية لتسهيل تعليقها.
تستغرق فترة تجفيف الطلع ولمختلف الأصناف الذكرية من (48-72) ساعة وعندئذ تكون الطلعة جاهزة للاستخلاص، وذلك بوضع حامل الطلع الذكري بين فكي الماسك المتصل بهزاز يعمل بواسطة محرك كهربائي. تفصل حبوب اللقاح وبعض أجزاء الأزهار لتنفصل عن بعضهما وتتجمع حبوب اللقاح في قنينة مخصصة لذلك بينما تقذف أجزاء الأزهار المتبقية من الجهة الأخرى، وتجفف هذه الأزهار ولمدة يوم أويومين لإعادة استخلاص حبوب اللقاح منها وبنفس الجهاز وبنفس الطريقة.
تنشر حبوب اللقاح المستخلصة داخل أطباق معدنية أو على ورق الصحف لتجفيفها تماماً. بعد ذلك تجرى عملية فحص حبوب اللقاح بواسطة صبغة الاسيتوكارمين والمجهر للتأكد من حيويتها. ثم يتم وضعها في قناني أو أكياس ورقية لاستعمالها مباشرة في عملية التنبيت أو خزنها للعام القادم.
لقد وجد في دراسة أجريت على خزن حبوب اللقاح أن الدرجة المثلى للخزن هي (18درجة مئوية تحت الصفر) أي يمكن خزن حبوب اللقاح في المجمدات العادية التي تستخدم في المنازل، حيث تحتفظ حبوب اللقاح بحيويتها ويمكن استخدامها في عملية التنبيت للموسم القادم.
2- عملية التنبيت الآلي:
تخلط حبوب اللقاح مع طحين ناعم أبيض رقم (1) على أن يكون جافاً تماماً وبنسبة واحد من حبوب اللقاح إلى تسعة من الطحين (1:9) خلطاً جيداً وتوضع في الملقحة لإجراء عملية التنبيت.
تجرى عملية التنبيت الآلي بواسطة ملقحات يدوية أو آلية. وهذ ه الملقحات عبارة عن معفرة عادية يتصل بها أنبوب طويل وخفيف مصنع من البلاستيك عادة حيث يتم بواسطته إيصال خليط حبوب اللقاح والطحين إلى الطلع الأنثوي المتفتح. وعموماً سواء كان التلقيح آلياً فإن عملية التنبيت يجب أن تجرى بعد (3-4) أيام من بدء تفتح الطلع الأنثوي وتعاد هذه العملية بعد (5- 7) أيام ولثلاث مرات للنخلة الواحدة وحسب العوامل الجوية وذلك لتباين الطلع في موعد تفتحه.
تأثير العوامل الجوية على التنبيت
1- درجة الحرارة:
تستغرق عملية إنبات حبوب اللقاح على مياسم الأزهار الأنثوية ونمو الأنبوب اللقاحي وإتمام عملية الإخصاب (7-10) أيام وتتراوح درجات الحرارة العملية بين (25-30 درجة مئوية). وإذا ما انخفضت عن ذلك فسيكون لها تأثيراتها السلبية على عملية الإنبات.
ولأن درجات الحرارة تكون عادة في الصباح الباكر منخفضة لذا يفضل إجراء عملية التنبيت بعد الساعة العاشرة صباحاً عند اعتدال درجة الحرارة وإذا كانت درجات الحرارة معتدلة فلا بأس من إجراء عملية التنبيت صباحاً.
يلاحظ أحياناً أن بعض الأصناف تزهر مبكراً في غير الموعد الاعتيادي، ويكون معدل درجات الحرارة منخفضاً، لذا يجب القيام بعملية التنبيت عند ارتفاع معدل درجات الحرارة وتكيس هذه الطلعات بعد تنبيتها بواسطة أكياس ورقية أو لفها بالليف للمحافظة على اعتدال درجة الحرارة.
2- الرياح:
تؤدي الرياح الجافة السريعة إلى جفاف مياسم الأزهار الأنثوية وبالتالي فإن فرص إنبات حبوب اللقاح تنخفض كثيراً، بالإضافة إلى تأثير الرياح الشديد حبوب اللقاح بعيداً عن مياسم الأزهار مما يقلل فرص الإنبات ولهذا يجب تجنب إجراء عملية التنبيت عند هبوب الرياح الشديدة، خاصة إذا ما استخدم التنبيت الآلي.
3- الأمطار:
للأمطار تأثيرات كبيرة على عملية التنبيت والإخصاب أيضاً حيث تغسل مياه الأمطار حبوب اللقاح وتزيلها من مياسم الأزهار الأنثوية. ولقد وجد أن الفترة اللازمة حتى تبدأ حبة اللقاح بالنمو تستغرق ست ساعات وعليه فإذا ما سقطت أمطار خلال الست ساعات الأولى من التنبيت فمن الضروري إعادته.
خف حمل النخيل
يعتبر خف حمل أشجار النخيل من العمليات المهمة في خدمتها والعناية بها ويجب الإلمام التام بهذه العملية لما لها من تأثيرات مباشرة على كمية الحاصل من الثمار إضافة إلى تأثيرها على انتظام الحمل للمواسم القادمة والوقاية من ظاهرة المعاومة (حمل غزير في موسم يتبعه حمل قليل) حيث أثبتت دراسات عديدة أجريت في هذا المجال أن لعدد الخوص (السعف) وحجمه وعمره علاقة مباشرة بحمل النخلة ثمارها.
كيفية إجراء خف الحمل النخيل
تجرى عملية خف حمل النخيل بطريقتين:
الطريقة الأولى : قطع العذوق:
وهي الطريقة الشائعة لدى المزارعين الذين يهمهم أن تكون الثمار ذات مواصفات ممتازة، خاصة بالنسبة للأصناف الجيدة والمرغوبة لدى المستهلك. تجرى عملية خف عدد العذوق خلال عملية التفريد حيث تزال عادة العذوق الضعيفة والتي تكون غالباً بعيدة من قلب النخلة وكذلك العذوق التي تكون العقد قليلة.
وكلما كانت عملية الخف مبكرة كان تأثير ذلك أفضل على كمية الحاصل ونوعيته والتبكير في نضجه حيث أن التأخير في الخف يؤدي إلى استنزاف المواد التي تنتجها النخلة بينما يؤثر استغلال هذه المواد في تغذية الثمار المتبقية تأثيراً واضحاً على تحسين نوعيتها.
الطريقة الثانية: قطع الشماريخ (إزالة جزء من العذق):
تجرى هذه الطريقة بقطع جزء من الشماريخ أو إزالة بعض الشماريخ من مواقع مختلفة على العذق، أو تقطع نهاية العذق ولهذه الطريقة مميزات عديدة منها تقليل وزن العذق مما يقلل فرص تعرضه للكسر وكذلك تحسين مواصفات الثمرة خاصة زيادة حجمها.
وينصح باتباع الآتي:
1- يفضل إجراء عملية الخف مبكراً أثناء أو بعد التنبيت مباشرة.
2- يجب خف عدد العذوق بحيث يتناسب مع نمو النخلة الخضري (عذق واحد لكل 8-10 عسيب) بالإضافة إلى قطع نهاية العذوق عند التثبيت.
3- في النخيل الفتي وفي مراحل إنتاجه الأولى يفضل قطع العذوق جميعها لتشجيعها على تكوين نمو خضري جيد نشيط ولا يجوز تحميلها أكثر من طاقتها.
4- تبين من نتائج التجربة أن بعض الأصناف تحتاج إلى خف عدد الثمار على الشمراخ الواحد لتحسين مواصفات ثمارها خاصة الحجم.
التفريد والتحدير وحماية العذوق
التفريد:
عملية التفريد عبارة عن تخليص العذوق من السعف والخوص والأشواك وتوزيعها بصورة دائرية منتظمة حول رأس النخلة وتتم بعد التنبيت بثلاثة أسابيع حيث يوضع كل عذق على سعفة والغرض من هذه العملية:
1- توزيع حمل النخلة وعدم تركيزه في جهة معينة.
2- تنظيف العذوق من الثمار الجافة والأتربة.
3 - إجراء عملية الخف أثناء التفريد والتخلص من العذوق الضعيفة وذات العقد القليل.
4 - إزالة بقايا العذوق وأغلفتها من الموسم السابق.
التحدير (التركيس) (التركيب) :
تجرى عملية التحدير أو التركيس أو التدلية أو التقويس عادة في نهاية مرحلة الخلال وحتى بداية مرحلة الرطب حيث تدلى العذوق إلى الأسفل ويربط عند بداية تفرع الشماريخ بخوصة أو خوصتين ويكون تحديرها عادة على العسبان لحملها وحمايتها من الكسر.
إن الغرض من عملية التحدير :
1 - حتى يقوى حامل العذق على حمل الثمار ولا يتعرض للكسر نتيجة حركته بفعل الرياح .
2 - التخلص من الثمار اليابسة والتالفة والأتربة.
3- تسهيل عملية جني الثمار وعدم ضياع جزء من التمور بين قواعد السعف أثناء جني وجمع الحاصل.
4- تعريض العذق إلى التيارات الهوائية للإسراع في نضج الثمار وتجفيفها.
5- تقليل الثمار الساقطة بسبب زيادة حركة العذق بواسطة السعف بتأثير الرياح الشديدة إذا كان العذق معلقاً في رأس النخلة وبين خوصها.
عند إجراء عمليتي التفريد والتحدير يجب أن نكون حذرين وأن نقوم بتحريك العذق بكل عناية ودقة، ويجب عدم استخدام القوة لأن ذلك سيؤدي إلى كسر جزئي أو كلي لقاعدة حامل العذق وبالتالي ذبول وسقوط الثمار. وأثناء هذه العملية يجب أن تستخدم يد واحدة لتثبيت قاعدة حامل العذق (موقع ارتباط العذق بفرع النخلة) واليد الأخرى لتحريك اتجاه العذق. ويفضل استخدام أكياس بلاستيكية ذات الثقوب الغربالية لحماية الثمار للأسباب التالية:
1- حماية الثمار من مهاجمة الطيور والدبابير والمحافظة على قيمتها التسويقية.
2- عدم تساقط الثمار إلى الأرض ولولا الأكياس المشكبة لأصيبت الثمار المتساقطة بالمسببات الحشرية والمرضية وأصبحت مصدراً لعدوى الثمار السليمة.
3- استخدام هذه الأكياس في عمليات الجني المتعددة، حيث يهز العذق داخل الكيس ثم تفتح نهايته لجمع الثمار الناضجة.
4- يقلل من العمالة المطلوبة في عملية الجني (الجداد) ويحافظ على نظافة الثمار، حيث يقطع العذق وهو داخل الكيس المشبك.
|