كتب الأخ محمد التركي في عدد الجزيرة 25/7/1424ه رداً على أحد الكاريكاتيرات المنشورة سابقاً عن المعلم وأود ان أشارك بالرأي حول الموضوع الذي تكلم عنه الأخ عن شخصية المعلم كيف ذابت وعما يقال عن المعلم في المجالس وانتهى أخيراً بقوله انه موظف.
أبدأ وأقول: قال في النهاية كلمة «ما يقال» وليس كل ما يقال صحيح قد يجلس الإنسان في مجلس ويسمع عن أشياء هي في حقيقتها كذب وأنا لا أنفي كلام الأخ الكريم ولكن هناك أشياء فيها صحة وأخرى غير كذلك وأيضاً أشياء غابت عن ذهن الأخ محمد، أولاً شخصية المعلم لم تذب كما قلت ولم تسلب حقوقه ان كان هناك ذوبان لتلك الشخصية فهي من فعل المعلم نفسه قد تكون شخصيته قد ذهبت في الحديث والتباهي كما قلت في المجالس بما يقولونه عنه وانه ليس بيده شيء وكذلك تحريض الأبناء عليه في تلك المجالس لكن كل ذلك لا يتعدى أفواههم فالواقع شيء والكلام شيء آخر. المعلم الآن ومستقبلاً له احترامه ومازال الطالب في حاجة المعلم فأنت تتكلم من واقع المجالس وليس من واقع المدرسة خاصة وانك تقول انك موظف ولم تدخل المجال التربوي هذا من ناحية، الناحية الأخرى لقد قلت ان الأخ الكريم الرسام الماضي يحرض الطلاب على معلميهم ولم أجد أي نوع من التحريض بل هو يحكي واقع الضرب في مدارسنا الابتدائية وإذا عندك شك اذهب واستطلع الأمر لترى بأم عينك ما يدور هناك فلا تحريض في كاريكاتير الماضي.
المعلم في هذا الوقت ليس كمعلمي الماضي، المعلم في زماننا هذا لا يتكلف سوى تحضير الدرس والقائه على الطلاب ثم يخرج والحق يقال المتكلف فعلا في التربية هو وكيل المدرسة بل وأغرب شيء انه يتابع أعداداً هائلة من الطلاب ولا سيما في المدارس الثانوية فله كل الشكر والتقدير.
لقد قلت قبل النهاية ان الدلال الزائد لم ينجب لنا سوى جيل متميع لا يتحمل هبات النسيم ان كان هذا الجيل لا يقوى على هبات النسيم ولا يقاوم أشعة القمر فلن يستطيع ان يذوب شخصية المعلم كما قلت سابقاً لأنه في الحقيقة ضعيف والضعيف بلا شك لا يستطيع ان يفعل شيئا مهما حرضوه او قالوا له أي عبارة تحريض.
لقد قلت كلاما جميلا عن المعلم «ومدحت» المعلم ولك الشكر الجزيل فهو يستحق اكثر من ذلك لكن قولك انه يضيق صدرك بما يقال فهذا إن شاء الله زيادة في حسنات المعلم وهذا يفرح ولا يضيق فهم لم يستطيعوا ان يصلوا إلى مكانة المعلم فلم يبق لهم وسيلة سوى كلامهم الذي لا يقدم ولا يؤخر وانا كأي طالب لا يجمعنا مع معلمينا سوى الاحترام والتقدير ولم أر طالبا يحاول اهانة معلمه اما الشواذ فلا حكم لهم أخي الفاضل دعوة لك ولقراء الجزيرة ألا نبني آراءنا على كلام الناس فهو كلام لا يلبث دقائق حتى ينسى ويذهب أدراج الرياح.
ختاما مهما قلنا فالمعلم له مكانة خاصة في قلوبنا وكذلك له مكانته في المجتمع ولو اني أرى انها مهضومة بعض الشيء لكن يكفيه شرف العلم الذي يتحلى به.
فهد بن سعد بن ذهيان العتيبي
ثانوية الملك فهد بالخرج
|