تعليقاً على ما نشر في الجزيرة من مواضيع حول الدوام الجديد للمراكز الصحية أعرض لمعالي وزير الصحة وجهة نظرنا حول النظام الجديد للدوام في المراكز الصحية المطبق حالياً في بعض المراكز على سبيل التجربة بحيث يستمر العمل في المركز لفترة واحدة من الساعة الثامنة صباحاً إلى السادسة مساءً بدل العمل لفترتين صباحية ومسائية وبحكم خبرتنا المباشرة بواقع العمل في هذه المراكز يسرنا أن نطرح بعض الملاحظات حول هذا النظام من منطلق الرغبة في تحقيق المصلحة العامة للجميع.
1- هذا النظام -كما قيل لنا- مطبق في بعض الدول الأخرى ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن ينجح حينما يطبق لدينا فلكل مجتمع خصوصيته وظروفه وعاداته المختلفة وينبغي أن يراعى في هذا النظام هذه الخصوصية فعلى سبيل المثال الطقس لدينا في الصيف حار جداً ومن الصعب على العاملين والمراجعين الخروج لمراجعة المركز وقت الظهيرة الذي يعتبر وقت راحة لكثير من الناس بينما في دول أخرى قد لا توجد نفس المشكلة تبعا لاختلاف الطقس، ونظام العمل السابق في المراكز يراعي هذا الجانب وهو لا يشكل لنا أي مشكلة ولم نسمع من المراجعين أي تذمر من هذا النظام.
2-النظام الجديد لايتيح وقتا كافيا للمراجعين وخصوصاً العاملين والعاملات الذين لايستطيعون مراجعة المركز في الفترة الصباحية إذ ان كثافة المراجعين بشكل عام تزداد بعد الساعة الخامسة مساء وحسب النظام الجديد ينتهي العمل في الساعة السادسة مساء وبالرغم من أن العمل حسب النظام السابق ينتهي في الساعة الثامنة إلا أننا نلاحظ التذمر على بعض المراجعين مطالبين بتمديد ساعات العمل ولا ندري ماذا سيكون حالهم في ظل النظام الجديد.
3- من المفترض أن يؤخذ رأي المراجعين في المراكز قبل صدور النظام بصفتهم المستفيدين من الخدمة وكذلك رأي العاملين والعاملات في المراكز بصفتهم المعنيين بتقديم الخدمة وهم أكثر التصاقا بمشاكل واحتياجات المراجعين اليومية لأنهم يعملون في الميدان.
4- هذا النظام لا يناسب وضع العاملات بصفة عامة وخصوصاً المتزوجات منهن، لأن الموظفة ستضطر للخروج للعمل وقت عودة زوجها وأطفالها من العمل والمدارس وهم بحاجة لرعايتها في هذا الوقت بالذات وهذا له انعكاس سلبي على استقرارها العائلي وبالتالي على أدائها لعملها.
لما تقدم نرجو من معاليكم إعادة النظر في تطبيق هذا النظام بإعطائه المزيد من الدراسة وأخذ الجوانب التي تمت الإشارة إليها بعين الاعتبار مع ثقتنا التامة أن النظام لم يوضع إلا لخدمة المواطن وراحته إلا أن اجتهادات البشر تبقى قابلة للصواب والخطأ.
رشيد الغريب
|