|
|
أرجو أن تسمح لي عزيزتي الجزيرة أن أبدي استغرابي بل واستغراب الكثير ولاشك من خبر قرأته وهو بيان لأسماء المرشحين للتدريس في المدارس الليلية يتركون الخريجين الذين يحلمون ببناء أسرة ولا يستطيعون، يعيشون الألم والحزن لا وظيفة ولا مال، لا زوجة ولا ولد وفراغ قاتل وكلام الناس الذي لا يرحم، لو وظفوا هؤلاء في المدارس الليلية فهم أحق ولفرجوا بذلك عن مئات الخريجين وأسعدوهم وستروا عليهم ولكنهم وياللأسى يوظفون مدرسي المدارس الصباحية وهذا يجلب مضار كثيرة، المدرس أصلا لديه راتب يكفيه وزيادة فلماذا بالله عليكم تتعبون هذا المدرس ألا يكفي دوام واحد؟ لاشك أن هذا سينعكس على عطائه التعليمي، تدريس في الصباح والمساء أهذا يعقل؟ التدريس مهنة تربوية عظمى تحتاج إلى جهد حتى يستطيع المدرس أن يبني رجال المستقبل فكيف يستطيع ذلك وهو مزحوم هكذا، أهو رجل آلي، إن هذا يشكل ثغرة في العملية التربوية إضافة إلى ذلك الصحة البدنية والنفسية للمدرس، كيف تستطيع صحته التحمل فمن المعروف أن المدرس معرض للضغوطات والتوترات لأنه يتعامل مع أطفال أو مراهقين منهم المشاغب ومنهم المهمل وكل هذا يزيد توتر المدرس فما بالك إن درس مرتين في اليوم؟ هذا قد يعرضه للمرض فالتدريس ليس كالمهن الأخرى، وهناك أمر آخر كيف يستطيع هذا المدرس المضغوط أن ينتبه لأبنائه؟ أنتم يارجال التعليم تطالبون الآباء بمتابعة أبنائهم دراسيا وها أنتم تحرمون الأب من أبنائه لفترة طويلة فكيف يستطيع وهو منهك مراعاة أبنائه؟ قد يصبح في المنزل عصبياً حاداً بسبب ما يعانيه من ضغوطات وهذا يعرض الأسرة للمشاكل العائلية والمشاكل الزوجية، هذا الأمر إذاً فيه ضرر على الطلاب والأبناء والمدرسين والخريجين وفيه إهدار للموارد المالية، نعطي البعض وظيفتين وراتبين ونحرم البعض من راتب واحد ومن لقمة العيش! أرجو النظر في هذا الأمر وعدم التساهل فيه ولكم شكري وتقديري. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |