Saturday 27th september,2003 11321العدد السبت 1 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

زلة لسان أسوأ من طعنة رمح زلة لسان أسوأ من طعنة رمح
أميرة السملق ـ الرياض

اللسان كما يقول الجاحظ «زارع يحصد المودة وحاصد يستأهل العداوة، وشاكر يستوجب المزيد ومؤنس يسلي الوحشة» ان اللسان دواء لكل سقيم أو داء لكل صحيح، فهو الآلة التي تترجم انفعالات الإنسان واستفهاماته وما يجول بداخله من عواطف، وأحاسيس ومشاعر وكما قيل قديما القلوب كالقدور تغلي بما فيها وألسنتها مغارفها، وقد يعبر الإنسان عن تلك الأحاسيس بكلمة طيبة فتلقي بظلالها على روح مزهقة فتريحها أو تكون سحابة رضى تجلو الخلاف وتزيل الكدر، كما قد يكون اللسان محاوراً مفيداً، أو قائداً فعالاً يحاور بموضوعية.. ويحلل بوضوح وبذلك يصبح مشاركاً منتجاً، ومساهماً مقنعاً، يقدم المشورة والنصيحة ويتعامل بحذق ومهارة في جميع المواقف الإنسانية والأوضاع الحياتية المختلفة.
ان من أشد العثرات وطئاً وأكثرها عثرة اللسان وكما قال المثل العربي ضربة لسان أسوأ من طعنة رمح فقد يكون هذا اللسان طاعناً بسهام لفظه، مقذعاً لاذعاً في نصحه متشدقاً، ثرثاراً متفيهقاً فيحمله لسانه إلى مهاوي الهلاك قال الشاعر:


يموت الفتى من عثرة بلسانه
وليس يموت المرء من عثرة الرجل

ان اللسان عضو فاعل يؤثر ويتأثر فكم من كلمة كانت باعثاً للعناء القاسي والشدة الطاغية في نفس صاحبها!! كم من كلمة كانت وقوداً جزلاً لكل مفسدة وفتنة!! كم من كلمة أصبحت زاداً شعورياً يقتات به الآخرون!! كم من كلمة ساعدت في انتصاب المعوج أو اعوجاج المنتصب!! كم من كلمة أشعرت صاحبها بالوهن والضعف وفتور الهمة!! وكم من كلمة ساعدت في اتحاد الصف ووحدة الهدف!!
ان لسان الحكــيم وراء قلــبه، فإذا أراد ان يقـــول رجع الى قلبه فان كان له قال وان كان عليه أمسك، وان الجاهل قلبه على طرف لسانه، لا يرجع الى قلبه فما أتى على لسانه تكلم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved