* موسكو - د- سعيد طانيوس:
حاز مدير الاكاديمية السعودية في العاصمة الروسية، الاستاذ ماجد بن عبيد الحربي، على شهادة الدكتوراه في التربية من معهد تعليم الكبار التابع لاكاديمية التعليم الروسية باجماع 12 بروفيسورا روسيا اشرفوا على نقاش رسالة الدكتوراه التي اعدها تحت عنوان «مشكلة التسرب من التعليم المسائي المتوسط للكبار في المملكة»، ليكون بذلك اول عربي واول سعودي على الاطلاق يحصل على شهادة الدكتوراه من هذا المعهد العالي المتخصص بالتربية والتعليم ومناقشة ومنح شهادات الدكتوراه على مدى اكثر من 60 عاما في عاصمة روسيا الثانية مدينة سانت بطرسبورغ.
وتميز دفاع الاستاذ الحربي عن اطروحة الدكتوراه التي اعدها باللغتين الروسية والعربية بمشاركة ممتحن اجنبي من المملكة، هو الدكتور عبدالرحمن بن سعد الحميدي، بروفيسور الادب الروسي في الجامعات السعودية، الذي انتدبته جامعة الملك سعود ليشارك نظراءه من الاكاديميين الروس في امتحان معد رسالة الدكتوراه ومناقشته والاشراف على ادائه، وهو الامر الذي يشكل سابقة لا قرين لها من قبل في تاريخ مناقشة اطروحات ورسائل الدكتوراه في روسيا الاتحادية.
واستمر دفاع الاستاذ الحريي عن اطروحته طوال اربع ساعات ونصف الساعة، بحضورالمدير العام المنتدب لادارة الاكاديمية السعودية في موسكو، الاستاذ بيغاد العتيبي، بالاضافة إلى حشد من الاكاديميين والمستشرقين الروس ودبلوماسيين واعلاميين واكاديميين عرب، قطعوا آلاف الكيلومترات لحضور هذا الحدث الاكاديمي الذي لم يسبق له مثيل في روسيا الاتحادية طوال سنوات التعاون الاكاديمي والثقافي بينها وبين العالم العربي والاسلامي.
واجمع الدكاترة الروس الذين اشرفوا على نقاش رسالة الدكتوراه التي اعدها الاستاذ الحربي على اعتبارها جسرا لتعزيز التعاون الثقافي والاكاديمي والتربوي بين روسيا والعالمين العربي والاسلامي على وجه العموم، وبين روسيا الاتحادية والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، وقال البروفيسور فالنتين فلاديميريفتش: ان الاستاذ الحربي استند في رسالة الدكتوراه التي اعدها على الفلسفة والفكر الاسلاميين، لذا ابرز في اطروحته الوجه الاسلامي المشرق لنظام التعليم في المملكة.
واشار بكل وضوح وشفافية إلى خصوصية واستقلالية هذا النظام التعليمي عن غيره من النظم التربوية في العالم، اما البروفيسور اركادي الكسييفتشف ابدى اعجابه باهتمام قيادة المملكة وحكومتها بتعليم الكبار، مشيرا إلى ان التنمية الحقيقية في اي دولة تبدأ قبل كل شيء من تنمية القدرات الذهنية لمواطنيها وتعزيز مواردها البشرية قبل اي امر آخر.
ودعا الاستاذ الحربي في الخلاصة التي انتهى إليها في توصيات اطروحته إلى اعتماد التحولات الديموقراطية في نظم وإدارات التعليم في النظام التربوي في المملكة لتكون هذه التحولات عنصرا مساهما في تفهم مشكلة التسرب من برامج التعليم المسائي للكبار واداة فعالة في ايجاد الحلول الناجعة لها. مشيرا إلى ان نظام التعليم في المملكة هو اسلامي في روحيته لكنه اكاديمي بحت في منهجه ومواده. وكان من اللافت وجود ضابط كبير من الجيش الروسي برتبة مقدم ركن، في صفوف لجنة الدكاترة الروس التي ناقشت اطروحة الاستاذ الحربي، وعلمت «الجزيرة» ان هذا الضابط هو القائد العسكري الوحيد الحائز على درجة دكتوراه في التربية داخل صفوف القوات المسلحة الروسية.
|