** لقد سعد الجميع بذلك الخبر الذي نُشر في الصحف عن اجتماع مجلس منطقة الرياض.. برئاسة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.. وكان الخبر.. يحمل شيئاً جديداً.. بل كبيراً في قضية السياحة في منطقة الرياض.
** وقبله.. كان خبر توقيع مذكرة التفاهم بين الهيئة العليا للسياحة وإمارة منطقة الرياض.. والتي قال عنها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة.. حيث قال سموه عنها:
** «إن برنامج التخطيط السياحي.. الذي تنص على تنفيذه مذكرة التفاهم بين الهيئة وإمارة منطقة الرياض.. يهدف إلى إعداد استراتيجية وخطة عمل للتنمية السياحية في المنطقة.. تتضمن تحديد أولويات مناطق التنمية السياحية والمواقع السياحية ضمن منطقة الرياض.. ومن ثم.. اختيار منطقة التنمية السياحية ذات الأولوية وموقع سياحي داخل المنطقة وتقديمها كنموذج للتطوير السياحي.. حيث يتم إعداد الشروط المرجعية للدراسات الشمولية لتطوير المنطقة المختارة.. وإعداد التصاميم الأولى والدراسات الاقتصادية للموقع المختار.. بالإضافة إلى إعداد خطة تسويق استراتيجية للمنطقة.. وإقرار الأدوار المحددة للقطاعين.. العام والخاص.. واقتراح الإطار المؤسسي للشراكة بينهما.. من خلال تأسيس تنظيم سياحي مناسب وفعال.. يقود إلى تنمية قطاع السياحة في المنطقة بشكل مخطط ومنظم.. وفقاً للأهداف المرسومة» ا - هـ.
** هذا ما أوضحه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز.
** ولا شك.. أن هذين الخبرين أسعدا جميع أهالي وسكان منطقة الرياض ومحبي العاصمة.. الذين عانوا لسنوات من شيء اسمه.. السياحة الوطنية أو المحلية..
** نحن في الرياض.. نملك أسواقاً تجارية ليست موجودة في أي بلد في الشرق الأوسط كله.. هي أضخم أسواق بالفعل.. وموجوداتها من البضائع.. غير موجودة في أي بلد في الشرق الأوسط أيضاً.. بل تفوق الكثير من الأسواق الأوروبية والشرقية والغربية.
** ولدينا مشافٍ ومستشفيات لا توجد أيضاً في أي مكان من الشرق الأوسط كله.
** ولدينا أشياء كثيرة.. منها الإمكانات والقدرات وأعداد السكان.. لكننا نتبرع بهم للقاهرة وبيروت.. ودبي.. ودمشق والدار البيضاء.
** نوزعهم هنا وهناك.. لأنهم يجدون هناك متنفسات ووسائل جذب وسعة صدر.. ولا من يقول لهم «قُومَوا.. وممنوع الجلوس هنا..» و«جَنِّب يا راعي الكامري».
** والرياض تنشط في الصيف.. في مجال واحد.. وهو.. الدوريات المرورية وملاحقة المخالفين وملاحقة الشباب «وينك رايح؟ وين تبي؟ وش معك..؟! ومن هذا اللِّي راكب معك؟ وين الرخصة؟ وين الاستمارة؟» ليه ما تربط الحزام ثم ينطلق الشاب «على طول» للبحرين ودبي.. حيث لا يُسأل.. بل يجد لوحة كبيرة تقول «مرحباً بكم في دبي».
** نحن لا نحتج أبداً.. على معاقبة المخالف ولا سؤال المشتبه به واستيقافه ومساءلته ولكن.. لمجرد أنه شاب.. أو مجموعة شباب.. يتم ايقافهم وسؤالهم؟! هل هذا مبرر كافٍ؟! هذا شيء آخر.
** وهكذا الشباب أو غير الشباب في الأسواق والشوارع والمطاعم والمحلات..
** يخرج الإنسان من بيته ويرجع وقد أوقفته جهتان أو ثلاث جهات ومساءلته.. من أنت؟ ومن معك؟ وإلى أين ذاهب؟
** هذا الكلام - ليس جديداً - وليس بعد أحداث المتفجرات.. لأنه شيء منطقي بعد الأحداث أن يتم التدقيق والسؤال والتفتيش والمساءلة.. لكنه كان موجوداً قبلها وبكثافة أكثر وأكثر.
** ما أقوله هنا.. أنه يجب أن يسبق هذه المنجزات الجديدة أو الخطط الطموحة في صناعة السياحة داخل الرياض.. أرضية أخرى غير الأولى..
** المشكلة.. ليست في صناعة سياحية جديدة.. ولا في منشآت ومنجزات.. ولا في دور لرجال الأعمال.. ولا لغياب دور المسؤول.. ولا لغياب دور الهيئة العليا للسياحة.. المشكلة.. هي الأرضية الغائبة
** لابد أن تتفاعل كل الجهات بدون استثناء في هذا العمل وإلا.. سيكون مصيره الفشل والنتيجة عندئذ أننا سوف نجد أسرنا.. في دبي والقاهرة وبيروت ودمشق والدار البيضاء.. غير الذين سافروا إلى لندن وباريس.. وكان.. ونيس.. وغيرها.
** إن الرياض.. تختلف كثيراً.. عن جدة.. وأبها.. والخبر.. والطائف.. والباحة ومدن أخرى سبقتها سياحياً.. مع أن الرياض - تحفة معمارية رائعة.. ومع أن الرياض.. واحدة من أجمل مدن العالم.. ومع أن الرياض.. واحدة من المدن العظام التي توفَّر لها كل شيء .. غير السياحة.
** إن المطلوب.. ليس العمل بشكل انفرادي هكذا.. بل لابد أن يوازيه.. عمل في اتجاه آخر.. وهي الأرضية.
** هل يمكن أن نسأل سؤالاً بسيطاً جداً وهو.. أن الرياض يسكنها ثلاثة أضعاف سكان جدة.. وفنادق جدة.. أضعاف فنادق الرياض حجماً وكثرة.. وفوق هذا.. فنسبة الإشغال في فنادق جدة رغم كثرتها.. أضعاف اشغال فنادق الرياض.. لماذا؟!
** ابحثوا هذه المشكلة.. وعندها.. ستحل كل المشاكل.. أو خلُّونا في حرنا وغبارنا.. «نشفط ها المعسَّل.. ونِضْرِب في المندي والمثلوثة.. وكبدة الحاشي.. ونْبَرِّد كْبُودْنا بالسيدلان» والعاقل.. «يِقْضِبْ حلاله».
|