ضعف الجنيه يدفع الشركات إلى التصدير

* القاهرة - توم بيري - رويترز:
قال وزير التجارة الخارجية المصري يوسف بطرس غالي ان الهبوط الحاد لقيمة الجنيه المصري يدفع الشركات الى التصدير بدلا من البيع في الداخل وانه انعكس فعلا في زيادة كبيرة في ارقام المبيعات في الخارج.
وكانت السلطات المصرية قامت بتعويم الجنيه في يناير/ كانون الثاني الماضي ليفقد نحو 25 في المائة من قيمته مقابل الدولار، ويقول محللون ان الحكومة حاولت التحكم في التعويم لكنهم استدركوا بقولهم ان هذه الخطوة ما زالت تعطي المصدرين دفعة تشتد حاجتهم اليها.
وقال بعض المصدرين ان المبيعات في الخارج ارتفعت بشدة بفضل هبوط قيمةالعملة المحلية لكن آخرين قالوا ان الشركات المصرية مازال يتعين عليها معالجة مشكلات مسألة جودة المنتج والتسويق للمحافظة على الزبائن.
وقال غالي في كلمة القاها في منتدى مؤسسة يوروموني في القاهرة: التصديرالان اربح كثيرا من البيع للسوق المحلية وأتوقع انه في العامين القادمين سنرى... تغيرا هيكليا في الاقتصاد المصري نحو الصادرات.
وأضاف غالي قوله ان الصادرات في بعض القطاعات تنمو بنسبة 50 في المائة سنويا، وقال ان الهبوط في الواردات بلغ نحو 20 أو 30 في المائة.
وساعد ارتفاع الصادرات مصر على تسجيل فائض أكبر في ميزانها للمعاملات الجارية في سنة 2002/ 2003. وقال غالي ان أكثر الشركات استفادة من ضعف الجنيه كانت شركات المنسوجات والملابس والكيماويات والمنتجات الجلدية. لكنه قال أيضا ان الجنيه الذي يتراوح سعره الان حول 16 ،6 جنيه مقابل الدولار مقوم بأقل من قيمته مرددا صدى تصريحات مسؤولين حكوميين آخرين، ولم يقل ما هو السعر الذي ينبغي ان يجري به تداول الجنيه.
وقالت شركة النساجون الشرقيون لصنع السجاد التي أعلنت عن زيادة في صافي ارباحها نسبتها 47 في المائة في النصف الاول لعام 2003 بفضل هبوط الجنيه ان تراجع العملة المحلية شجعها على الاستثمار في فائض طاقتها الانتاجية. وقال أحمد عوني محلل الاستثمار في النساجون الشرقيون لرويترز في المنتدى: في سنة 2002 انفقنا 110 ملايين جنيه مصري وفي سنة 2003 ننفق 135 مليون جنيه مصري... لتلبية طلبات التصدير.
غير ان حمدي السيد مدير التمويل في جلاكسوسميثكلاين قال ان ضعف الجنيه لم يكن له اثر يذكر على صادرات الشركةالتي تقوم على جودة المنتج والتسويق. وقال: نحن نستورد معظم موادنا الخام وتكلفة المواد الخام زادت الان أكثرمن مائة في المائة.
وكان خبراء اقتصاديون رحبوا بوجه عام بتعويم الجنيه حتي وان كان جزئيا قائلين انه خطوة هامة على الطريق نحو زيادة النمو حتى يتمكن الاقتصاد من استيعاب صفوف العاطلين والقادمين الجدد الى سوق العمل لكنهم قالوا ان اصلاحات أخرى مطلوبة وقال الخبير الاقتصادي أحمد جلال للصحفيين نحن نحتاج الى مجموعة اصلاحات منها اصلاح القطاع المالي واصلاح التعليم واصلاح المؤسسات واصلاح السياسة الضريبية والمالية واصلاح اقتصادي.