* بغداد - د. حميد عبدالله:
من بين جميع المحافظات العراقية الثمانية عشر تفردت محافظة كربلاء بتجارة لم يعرفها العراق على امتداد تاريخه الطويل وهي تجارة المخدرات بكل أنواعها ومناشئها، والأدهى أن المتعاملين بتلك التجارة لم تمنعهم قدسية المدينة من المجاهرة بتجارتهم وعرض «بضاعتهم» على مقربة من الأضرحة المقدسة، بل إن الصلف وصل ببعضهم إلى إدخال «الحشيشة» ومشتقاتها إلى داخل تلك الأضرحة مما ألهب مشاعر أهالي المدينة بالنقمة والاستياء فصبوا جام غضبهم على الأمريكان الذين لم يعد يعنيهم في العراق أي شيء سوى أمن قواتهم المهددة بالقتل حيثما حلت أو ارتحلت والسؤال هو من أين جاءت المخدرات إلى كربلاء؟ ومن وراء هذا الإفساد المتعمد والإساءة الصارخة لمقدسات الشيعة؟«الجزيرة» زارت كربلاء والتقت ببعض مسؤوليها وناقشتهم في هذه الظاهرة بعد أن رأت شوارع المدينة تعج بالمخدرات وحبوب الهلوسة وكأن المدينة قد تحولت إلى تكساس أو إلى أية مدينة أوروبية منفلتة!!السيد عبدالأمير الأموي عضو المجلس البلدي في محافظة كربلاء وصف ظاهرة انتشار المخدرات بأنها انتهاك خطير لحرمة المدينة ومقدساتها، وهي ظاهرة لا تمت بصلة لسلوك الكربلائيين وجميع الذين تم القبض عليهم لم يكن بينهم كربلائي واحد.أما مدير شرطة كربلاء المقدم خالد محمد فقد أكد أنه، وعلى مدى أكثر من 23 عاما قضاها في مديرية شرطة كربلاء، لم ير مثل هذه الظاهرة بما يؤكد حقيقة أنها ظاهرة دخيلة على أهالي كربلاء، موضحا أن مديرية شرطة كربلاء تتبعت مصادر المخدرات فوجدت أن أفغانستان هو البلد الوحيد في المنطقة الذي تزرع فيه المخدرات.ويرجح مدير الشرطة أن تكون حركة طالبان هي التي تقف وراء الترويج لهذه التجارة وانتشارها في العراق عموماً وفي مدنه المقدسة بوجه أخص لاعتبارات تتعلق بأيديولوجية طالبان التي تبيح مثل هذا السلوك الذي ينخر المجتمعات ويدمرها.
|