حضرة المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر
بعد التحية:
لقد اطلعت على كلمة الأستاذ صالح السالم المنشورة في العدد 327 بتاريخ 15-11-90هـ حول مصنع الكبريت في الرياض ولتوضيح الغموض الذي أشار إليه الأستاذ الكاتب أود أن أشرح لكم بعض الأسباب التي أدت إلى توقف هذا المصنع.
أولا- لم تجر للمصنع قبل انشائه الدراسة الاقتصادية والفنية والمالية ولم يقم صاحبه بدراسة تكاليف الانتاج وأوضاع السوق المحلي قبل استثمار رأسماله في المشروع وانما اعتمد على الآراء التي قدمتها له الشركة الموردة لآلات المصنع والتي يهمها فقط زيادة مبيعاتها.
ثانيا- لم يقم صاحب المصنع بإجراء دراسة، دقيقة عن المواد اللازمة لإنتاج الكبريت بالنسبة إلى نوعها وامكانية توفرها وأسعارها، ومن المعلوم أنه لا تتوفر في البلاد حاليا هذه المواد، بذلك يقوم المصنع باستيرادها جميعا من الخارج.
ثالثا- لقد أنفق صاحب المصنع رأسماله في اقامة المباني وشراء الآلات والتجهيزات ولم يلاحظ ضرورة توفر رأسمال عامل للبدء بالانتاج مما أوقعه في عجز مالي يحمله نفقات وتكاليف اضافية.
رابعا- لم تعمل حسابات دقيقة لتكاليف الانتاج وأسعار البيع لانتاج المصنع وقد تبين فيما بعد أن تكاليف انتاجه تزيد على أسعار معظم الأنواع المستوردة من الكبريت بنسبة مرتفعة.
خامسا- صممت بعض آلات المصنع على أساس انتاج العلب الخشبية بينما المعروف أن جو الرياض جاف وغير مناسب لإنتاج هذا النوع من العلب وربما كان من الأفضل إنتاج ألعاب إلكترونية.
ومن ذلك يتضح أن هذا الاستثمار أقيم على أساس غير سليم من دون أي دراسة للجدوى الاقتصادية، مع ذلك فقد قدمت وزارة التجارة والصناعة له المساعدات الممكنة منها:
أ- أعفي ما استورده من آلات ومعدات وتجهيزات ومواد أولية ومواد تعبئة وتغليف من الرسوم الجمركية وكمثال على ذلك فقد بلغت قيمة المواد الأولية التي أعفتها الوزارة من الرسوم الجمركية حوالي (000 ،720)ريال.
ب- كلفت الوزارة معهد البحوث الصناعية في لبنان بإجراء دراسة اقتصادية عن المصنع وذلك في عام 1382 وقدمت الوزارة هذه الدراسة لصاحب المصنع للاستفادة منها.
ج- صدر الأمر الملكي الكريم فيما بعد بإعفاء المصنع من رسوم الأرضية على المواد الأولية التي استوردها المصنع وبقيت فترة طويلة في ميناء الدمام بسبب عجز المصنع عن تسديد قيمتها وبلغت هذه الرسوم نحو (000 ،400) ريال.
وفي الختام أرجو أن تكون هذه الأسباب قد وضحت لماذا توقف المصنع المذكور عن العمل. ولكم خالص تحياتي.
عبدالهادي جاد
مدير إدارة العلاقات العامة
|