Friday 26th september,2003 11320العدد الجمعة 29 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يوم الوطن.. ودور المواطن يوم الوطن.. ودور المواطن
د. مساعد إبراهيم الحديثي

تمر بنا هذه الأيام ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية، حفظها الله من كل سوء، وهي تجتاز مرحلة حرجة من تاريخها تتمثل في الظروف الخارجية والداخلية التي يعرفها الجميع، ولا داعي لتكرار الحديث عنها.
إن يوم الوطن يستدعي منا جميعاً وقفة مع النفس، نتأمل فيها ما كانت فيه هذه البلاد قبل الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وما أصبحت فيه بعده.. لا مجال هنا للمقارنة بين المرحلتين.. فقد بدّل الله الأحوال، ومرّت البلاد بفترة ذهبية من النمو والتقدم والازدهار في كافة المجالات حتى وصلت إلى ما هي فيه اليوم من رخاء، وأمن بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بجهود المخلصين من أبناء هذا البلد المسلم الكريم قيادة وشعباً.
والسؤال المهم هنا: كيف نحافظ على هذه المكتسبات العظيمة؟ وكيف نتجاوز التحديات الكبيرة؟ وكيف نؤكد عوامل الوحدة والاستقرار، ونتمسك بها، ونحارب كل من يهددها بقول، أو فعل؟
وأخيراً، ما دور المواطن في هذه المعادلة وما ينبغي له أن يقوم به لتأكيد المواطنة الحقة، وشكر النعمة التي هو فيها قولاً وعملاً؟
إن الأمر هنا يتجاوز مرحلة العواطف، وتوكيد الانتماء بالكلام، وترديد العبارات التي سمعناها، وألفناها سنين طويلة، يتجاوز كل ذلك إلى مرحلة العمل، والإسهام الصادق في الحفاظ على أمن هذا البلد، واستقراره، ووحدته، ورخائه كل بحسب طاقته، وكل في موقعه، وقد تكون البداية من خلال استشعار عظم النعم التي نعيش فيها، ومعرفة ما ينبغي فعله لشكرها، والحفاظ عليها، وبث روح التفاؤل في أرجاء الوطن بمستقبل مشرق واعد للجميع، بإذن الله، آخذين في الاعتبار أن ذلك لن يتحقق إلا بتوفيق الله سبحانه وتعالى، ثم بتكاتف الجهود، وتقديم التضحيات، وبذل النصح لله، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم.
إن ما يحدث في عالم اليوم من متغيرات سريعة، وتداعيات مخيفة، وخاصة في الدول المحيطة بنا جغرافياً يضع علينا عبئاً إضافياً في دراسة الواقع، ومحاولة استشراف المستقبل، والعمل معاً في سبيل حماية هذا البلد الآمن بمساحاته الشاسعة، وحدوده الكبيرة، وتركيبته العرقية من كل أسباب الضعف، أو عوامل الفرقة، لا سمح الله.
ينبغي ألا يترك المجال للحاقدين والجاهلين أن يعبثوا بمستقبل هذه المملكة - حرسها الله - وينبغي أن نقف صفاًواحداً خلف قيادتنا الرشيدة في طريق الاستمرار والاستقرار تمسكاً بالشريعة، وتطبيقاً لها، والأخذ بأسباب التقدم الحديث، لما فيه خير الوطن والمواطن، وينبغي أن نقدم التضحيات اللازمة، لتعيش أجيال المستقبل من أبناء هذه البلاد في خير وسلام، بإذن الله.
إن ذكرى يوم توحيد هذه البلاد لتحمل لنا كثيراً من الذكريات والعبر والتحديات، وهي مناسبة سعيدة - بلا شك - نفخر بها، ونحمد الله عليها، ولكنها في الوقت نفسه فرصة لنعرف أين كنا؟ وأين أصبحنا؟ وإلى أين نحن سائرون؟
أسئلة كبيرة بحجم هذا الوطن العظيم، وأفكار بسيطة عبّرت عنها عواطف جياشة حيال هذا البلد المفخرة: مهد الإسلام، ومهبط الوحي، وملتقى أفئدة مئات الملايين من المسلمين.
لقد شاء المولى - عز وجل - أن يجعل التحديات بحجم المكانة، وأن يجعل التضحيات بحجم الكنز الثمين الذي أعطانا الله إياه، وأمرنا أن نحافظ عليه.
أسأله - سبحانه وتعالى - أن يعيد هذا اليوم العزيز على نفوس الجميع أعواماً عديدة، وهذا البلد في خير حال، وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم، وأن يحفظ علينا أمننا واستقرارنا ورخاءنا في ظل قيادتنا الرشيدة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved