مرت عليّ منذ أيام رسالة لأحد القراء منشورة بإحدى الصحف تحت عنوان «هلال الصداقة أفضل من هلال الدوري».. والحقيقة انني لم أقرأ مضمون أو فحوى الرسالة المنشورة لسبب لا أعلمه حتى الآن.. ربما لعامل الوقت، وربما للشعور بالمبالغة في رؤية القارئ الكريم والتي يعبر عنها العنوان، على اعتبار ان الكتاب يقرأ من عنوانه.. وان كنت أرجح السبب الأخير في عدم قراءتي للموضوع، وأعترف هنا بخطأ ذاك، فقد تجد في ثنايا رسالة قارئ بسيط ما لا تجده في طرح من يحسبون أنفهسم من كبار وعتاولة الحرف.. ومع ذلك ظل العنوان عالقاً في ذهني.
** ويوم السبت الماضي تزامن ما أشار إليه الدكتور عثمان عبده هاشم من خلال زاويته الرياضية مع ما نشرته معظم الصحف إزاء الغضب الجماهيري الهلالي لما آلت إليه الأحوال هناك.. والتي تصب كلها في الخانة التي أشار إليها القارئ في عنوان رسالته.
** فبنظرة سريعة وموضوعية للأوضاع الهلالية الراهنة، ولاسيما على صعيد الفريق الأول.. وحالة التدهور الفني والنتائجي التي يمر بها إلى درجة أنه لم يجمع سوى (6) نقاط من أصل (15)، نقطة فضلاً عن المستويات المهزوزة في غالبيتها.. يتبين انه يسير على نفس الخط والرقم الذي سار عليهما خلال مشوار دوري الموسم الماضي، سواء من حيث التفريط في النقاط بأريحية مفرطة.. أو من حيث المستوى الفني والأدائي المتذبذب.. وعندما حاول الاستفاقة من «تعسيلته» وجد بأن الطيور قد طارت بأرزاقها وانه يلعب في الوقت الضائع، ليحتل المكان اللائق بمن لايقدر الوقت والأمور حق قدرها، وبعيداً عن المكان الذي اعتاد على التغريد منه على طريقة (بيدي لابيد عمرو)؟!.
** وخرج من الموسم ببطولة يتيمة رغم تعدد الاستحقاقات والمشاركات المحلية والخارجية.. مع ان نصفها على الأقل كانت أسهل عليه من الاستعداد لخوض غمار مباراة دورية جدّية.. وخرج كذلك دون ان يقدم أي اسم جديد يشار له بالبنان .. بمعنى انه ضحى بالبطولات والألقاب كما ضحى بالمستقبل في آن واحد(؟!)
وأخشى ما أخشاه ان يصدق تنبؤ القارئ فيتسرب الموسم دون بطولات، ودون الاستفادة من إعداد نجوم الصداقة للمستقبل، كما حدث الموسم الماضي.. وبذلك ينطبق عليه المثل الذي يقول «لا طال عنب الشام ولا بلح اليمن»؟!
الطبع يغلب التطبع!!
** كعادة النصراويين في أعقاب كل لقاء لايحصلون من خلاله على الحق والباطل.. فقد شنوا هجوماً كاسحا ولاذعاً على الحكم ظافر أبو زندة.. استعرضوا من خلاله محتويات القاموس إياه (؟!!).
** ومع ان اللقاء الذي أداره أبوزندة بين الخليج والنصر جاء بُعيد تصريح متلفز لمسؤول نصراوي كبير أكد من خلاله ان احترام المتلقي أو المشاهد للمسؤول الرياضي ولآرائه يتوقف على مدى التزام ذلك المسؤول بقول الحقيقة أياً كانت مرارتها وقسوتها ..مع انه استشهد في رفع ذلك الشعار بواقعة محسومة سلفاً ولا تستحق الذكر، أي انها أقل وأدنى من ان تدعم موقفه.. وإنه فقط أراد توظيفها لمجرد ذر الرماد في العيون؟!
** كذلك فإن النصراويين حصلوا في تلك المباراة على كل شيء عدا انه لم يحتسب لهم جزائيات كالعادة.. لذلك اتخذوا من الاصابة الطفيفة التي تعرض لها مهاجمهم البيشي، والتي لم تعقه عن اتمام اللقاء.. اتخذوا منها ذريعة لممارسة عادة الهجوم على الحكام لمجرد الهجوم الموصل إلى مقاصد الله بها عليم.. حيث أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وصوروا أبوزندة (ضمناً) على أنه مجرم حرب.. وانه حاول بايعاز من الشقير سلب حقهم في الكسب.. واستندوا في ذلك على مواقف سابقة اصطنعوها بأنفسهم، وضعوا بموجبها الحكم المذكور ضمن قائمة طويلة من الحكام ممن هم موضع اتهام وسخرية نصراوية.. مع ان كل الاحداث أو الحالات التي نتجت عنها تلك المواقف المفتعلة لم يكن النصر طرفاً فيها؟!
** ولكيلا يفهم مما ذكرته اعلاه بأنني مع إصابة البيشي أو سواه من نجومنا الواعدة، والمعول عليهم بعد الله في الحفاظ على مكتسبات الرياضة السعودية من أمثال (أحمد الحربي)... أو انني بصدد الدفاع عن الحكم ابوزندة أو عن أي اسم ورد آنفاً أو سيرد لاحقاً بقدر ما أردت فقط التذكير بالاشادات النصراوية بابداعات مدافعهم الحارثي ووصمه بتهمة النجومية في اعقاب كل لقاء يقوم فيه بتهشيم قدم لاعب صاعد.. أو كسر أنف آخر.. كذلك أردت التذكير بالاستهجان النصراوي للموقف الرياضي والإنساني للمدافع أحمد خليل المتمثل بالاعتذار الفوري والمباشر من زميله يسري الباشا على خلفية الاحتكاك العفوي الذي حدث بينهما.. كما أردت التذكير بان الباشا شارك أساسياً في المباراة التي تلت المباراة التي أصيب فيها بينما مازال الغموض يلف الوضع الصحي لكريري.. أما أحمد الحربي فمازال يعتمد كلية على العكازات بعد ان ُحرم من مشاركة فريقه والمنتخب معاً(؟!!).
** مع ملاحظة ان الفارق في تلك الاحداث والحالات يتمثل في كون خليل عوقب واعتذر ونفى بشدة نية التعمد.. بينما محسن لا عوقب ولا اعتذر، ولا حتى فكر مجرد تفكير في القيام بأية بادرة من هذا القبيل(؟!!).
** السؤال: لماذا يحاط اللاعب في هذا النادي بهذا الكم من الحماية والحصانة المكتسبة وغير المكتسبة سواء من قبل الحكام، أو من قبل الاعلام، أو حتى من قبل الجهات المسؤولة.. في الوقت الذي تُعامل فيه معظم عناصر الأندية الأخرى وكأنها من سكان كوكب المريخ ولاسيما أندية معينة(؟!!).
.. سؤال أخير: أين شرط الاحترام المتبادل بين المتلقي والمسؤول والذي حدده المسؤول النصراوي في تصريحه المتلفز آنف الذكر في ثنايا مجمل الوقائع الواردة أعلاه .. مع انها ليست سوى نماذج حديثة العهد والوقوع، وإلا فان القائمة تزخر بسلسلة طويلة من الوقائع الأكثر جدارة بالتذكير كشواهد على ان شعار «الاحترام المتبادل» دون تقديم الدليل المقنع ليس سوى حالة من حالات بيع الكلام في زمن ازدهرت فيه تجارة النخاسة حتى في الكلام.. وكنت سأورد بعضها لولا ان في فمي ماء(؟!)
رفقاً بالقروني!!
** ما ان تمكن فريق الوحدة العريق بقيادة مدربه الوطني الموفق (خالد القروني) من هزيمة زعيم آسيا الكروي حتى اتجهت غالبية الانظار.. وانهالت جل الاهتمامات الصحافية صوب ذلك الحدث.. واستحوذ مدربنا الوطني القدير على نصيب الأسد من ذلك الاهتمام إذ تسابقت الصحافة في تدافع محموم أملاً بالظفر ببضع كلمات يجود بها ومن ثم المسارعة إلى نشرها في اليوم التالي مباشرة كسبق صحافي ثمين(؟!).
** ولم يقتصر الأمر على مجرد تصريح هنا أو خبر هناك، ولكن اللافت حقيقة هو ذلك التوسع في التناول والتداول إلى حد انه لم يمر يوم تقريباً دون ان نطالع حوارا طويلا أجري معه منشوراً بهذه الصحيفة أو تلك.. وآخر يحتل مساحة كبيرة بصحيفة أخرى.. وتعجبت من أين لأبي عبدالرحمن كل هذا الوقت (ماشاء الله) لاجراء ذلك الكم من الحوارات والتصريحات جنباً إلى جنب مع القيام بمهام تدريب الفريق.. والتي تتطلب المزيد من الوقت للمحافظة على رتم ومستوى الانتصارات التي تحققت مؤخراً.
** وللانصاف: فلم أجد في صلب أو بين سطور ما نشرته الصحافة له مؤخراً من حوارات أو أحاديث أو تصريحات.. أي إساءة لأحد.. أو انتقاص من قدر أي طرف.. بل على العكس تماماً.. فقد كان الرجل غاية في التهذيب والموضوعية كعادته.
ًً واعتراضي ليس على اعطاء رجل ناجح مثله حقه من الاشادة.. وإنما اعتراضي على اساليب الاغراق المبالغ فيها، والتي تم اتباعها في التعامل مع الحدث ومع القروني على حد سواء.. إذ كنت أتمنى لو انه تم تقنين ذلك التعامل الصحافي وترشيده، بحيث يتم الابقاء على شيء مما يمكن ان يقال في نهاية الموسم.. على الأقل لكيلا يتعرض لنفس الموقف الذي تعرض له في أعقاب السوبر السعودي المصري.. عندما تم تجريده من أبسط مقوماته كمدرب قد ينجح وقد يخفق مثله مثل أوسكار وغيره من المدربين الذين لهفوا كل شيء ولم يقدموا أي شيء(؟!).
** هذا هو وجه اعتراضي الخالي من أية حسابات شخصية وسلامتكم.
تصحيح
إلى ذلك المغتر بماله وفريقه.. كان الأجدر بك ان تقول (الله أكبر) بدلا من قولك لا يوجد من هو أكبر من فريقي.. هُزل الواصف والموصوف.
|