* س: - جرى نقاشٌ حادٌ بيننا حول/ حرم المدينة/ أيْن حدوده..؟ وأنتم تعلمون أن الجبال تتشابه أسماؤها خاصة:/ عير وثور/ فهل نطمع منكم تحديداً لهذا..؟
وهل بمكة «عير»؟
ع.م.أ جمعية الآثار/ بسورية
دمشق
* ج: - السؤال لا جرم يدل على خلفية جيدة في بعض أسماء الجبال والمواقع وهذا يُطمع منه خلفاً ربط الآثار كلها بما يدعو إلى: تذكر آلاء الله، وعبادته سبحانه وتعالى وأخذ العبرة بما كان علماً وعملاً.
والآثار والمواقع كلها إنما هي للاعتبار بالعمل على خالص التوحيد وصدق التوجه إلى الله وحده سبحانه قال سبحانه:{وّإنَّهّا لّبٌسّبٌيلُ مٍَقٌيمُ}.
وقال تعالى: {وّإنَّكٍمً لّتّمٍرٍَونّ عّلّيًهٌم مٍَصًبٌحٌينّ}.
والآثار بضرورة العبرة والآثار في هذا كثيرة فصَّلها ابن جرير الطبري/ وأبو بكر بن العربي/ وابن كثير/ وابن سعدي/ والشنقيطي/ وغيرهم خاصة سورة «البروج» وآيات قوم صالح عليه السلام.
قال سبحانه: {وّتّنًحٌتٍونّ مٌنّ الجٌبّالٌ بٍيٍوتْا فّارٌهٌينّ} وفي غزوة «تبوك» سنة 9هـ بين النبي صلى الله عليه وسلم حينما مروا على آثار قوم صالح صلى الله عليه وسلم أنها ديار للعبرة والاعتبار بما حلَّ بمن أشرك وكفر بالله أو كفر بنعمه بما يوجب نظر هذه الآثار نظرة جليلة لأخذ العبرة والتبصر.
وكم يسرني إنشاء هيئة للآثار لتكون باباً عظيماً لما تتمتع به المملكة من الآثار العظيمة لتكون منطلقاً لكل زائر وعابر عليها متذكراً آثار أمم وبقايا قوم كانوا هناك عمروا الأرض وشقوا الترع ونحتوا الجبال فما هي إلا آثارهم وبقاياهم وما عملوا وقاموا به.
واجابة للسؤال الوارد فقد ورد في مسلم حديث جليل رقمه عند صاحب (بلوغ المرام) 758 وشرحه الشيخ/ محمد بن حامد الفقي جاء هناك «وعن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المدينة حرام من عير إلى ثور) رواه مسلم، قال الفقي في ص149 مهمشاً على اسمي عير وثور في (البلوغ) ... من مطبعة (دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع).
«قال التوربشتي في شرح المصابيح في بعض طرقه «ما بين عائر إلى كذا» وقال مصعب بن الزبير: لا يعرف بالمدينة عير ولا ثور، وقد ذهب أهل العلم إلى تأويله أنَّه صلى الله عليه وسلم: حرم من المدينة قدر ما بين عير إلى ثور بمكة، قال: وبمكة جبل يقال لع: عير عدي، وثور يقال له: المحل، وكان ثور بن عبدالمناة بن أدين طاينحة ينزله واشتهر به وغلب عليه ذلك حتى قيل للجبل ثور، ويحتمل أنه أراد بهما: الحرتين فشبه إحدى الحرتين بعير لنتوء وسطه ونشوزه، والأخرى بثور لامتناع تشبيهاً بثور الوحش، أراد بهما مأزمي المدينة، والمأزم الطريق بين الجبلين، قال: وإنما جوزنا الاحتمال لما لم نجد بالمدينة جبلاً يعرف بواحد منهما» أ.هـ.ص149
قلت وعير وثور جبلان معروفان لعله قديماً ويعرف كثير من أهل المدينة هذين المكانين، وما ذكره الفقي رحمه الله نقلا إنما هو كلام جيد وتأصيل حسن لكن الأصل في هذا عدم تأويل (عير وثور) إلى شيء آخر ما داما معروفين، ومن حفظ جمة على من لم يحفظ.
وبمكة جبل يقال له: عير عدي لكنه غير مشهور عند العامة لندرة تردد اسمه لديهم قديماً وحديثاً، وكنتُ أحب السؤال دائماً حين وصولي مكة ما بين سنة (/1404ه حتى/ 1424ه) لكنني أنشغل هن هذا بدروسي العلمية في (الحديث ورجاله وعلله وفقه)، وإلا فهو موجود يُقارب «8كم» عن مكة شرفها الله لكنني لا أعرف موقعه تماماً.
قلت كذلك وقوله صلى الله عليه وسلم: «المدينة حرام.. الحديث..»
يُريد صلى الله عليه وسلم مثل حرمة مكة بعدم الصيد /وقطع الشجر/ وأخذ اللقطة/ وإرادة الفتنة/ والشر/ وتنفير/ العير، وكذا مثلها: مثل مكة بأجر العبادة وهي بعد مكة في ذلك في مضاعفة أجر الصلاة.
|