|
|
تعليقاً على ما ينشر في «الجزيرة» من أخبار عن السرقات أقول: إن فشو السرقة في مجتمعنا الطيب تعتبر قضية في غاية الخطورة ومأذنة بنتائج وعواقب غير حميدة ان لم يستدرك الوضع، ولا سيما اذا اتت السرقة من صغار السن أو الأحداث، فهذه أعظم ولو دققنا وأمعنا النظر في القضية لوجدنا هذا السارق الصغير يفقد شيئاً ما في بيته مما قربه إلى السرقة فقد يكون يفقد الهدايا أو الاعطيات من الوالدين أو حتى قد يكون حرم من بعض أموره الشخصية مما حدا به ذلك إلى هذه الجريمة، إن مما يجب على الأبوين والأسرة مراعاة هذه المشكلة واحتواءها من جميع جوانبها، وتفقد الأبناء لكيلا يتطلعوا إلى ما عند غيرهم من الأشياء، هذا وقد يكون للأبوين نصيب في سبب تمرد ابنهم وسطوه على ممتلكات غيره وذلك حينما يغفل الأب ويتشاغل كذلك حينما تكثر الأم الغفلة حينها يصبح الجو آمنا للسرقة والتعدي، وقد يكون الأب لم يمنع الابن من بعض مستحقاته بخلا وشحا وانما غفلة منه وعدم اهتمام نتج عنه هذا الجنوح المشين. لقد فشا الآن جنوح خطير يقوم به الأحداث وهو سرقة أجهزة الجوالات من داخل السيارات أثناء وقوفها عند المساجد، وهذا بحد ذاته سلوك غريب وعجيب، أترى هؤلاء الشباب قد أتوا من أدغال الفقر والخوف والجوع؟! كلا وانما هم بيننا ولكن جنحوا وعدلوا عن الطريق السوي لخلل ما في حياتهم فاستحبوا العمى وأصبحوا يسطون على المحلات التجارية والمجمعات كذلك المنازل والسيارات. إن مما يجب على المجتمع عموما إزاء هذه الجريمة هو التحذير من الوقوع في شراكها وتبيين مخاطرها على الفرد والجماعة وايضاح عاقبتها وحد الله فيها للسارق ويجب اعطاء الشباب جرعات كبيرة من التوعية والتبصرة بأضرار السلوكيات الخاطئة وملء فراغهم بكل جديد مفيد، وتكليفهم بالأعمال التي تلهيهم وتبعدهم عن وحل الشيطان ومصائده، ويجب كذلك انزال أشد وأقسى وأغلظ العقوبات على من يجرؤ على السرقة ومن أحسن حكما من الله حيث يقول جل وعلا {(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ) }. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |