في يوم الخميس الموافق 28/7/ 1424هـ ودعت الرياض رجلاً فاضلاً كريماً أحب الناس فأحبوه وأصبح بيته مزاراً لهم في الأسبوع ثلاث مرات أو أكثر، إنه راوية عصره وفريد زمانه وقوله الفصل في أي اختلاف على رواية أو قصيدة ومناسبتها وقائلها، إنه الشيخ إبراهيم بن محمد الواصل الذي فجعت فيه مجالس الرواية والأدب.
كان -رحمه الله- وفياً مع أصدقائه مهما طال الزمن المفرق بينهم، انقطعت عن زيارته - رحمه الله- فترة طويلة بحكم انتقال عملي خارج مدينة الرياض وعندما علم أنني عدت إلى الرياض أخذ يسأل عني ولما زرته عاتبني على عدم المبادرة بزيارته بعد العودة ثم أخذ يسألني عن أخي الذي جاوره قبل أربعين سنة وعن أولاده وطلب مني حضور أبنائه لرؤيتهم .
كان -رحمه الله- يفرح بزائريه ويركِّز على الجديد منهم حتى يزيل عنه الكلفة ويستمر في زيارته. كان يصحح المعلومات بأدب جم يأخذ بألباب المستمعين ولا يحرج المخطئ في الرواية أو نسب القصيدة لغير قائلها.
وكان يحترم وجهة النظر المخالفة ويدلل على صحة الرواية حتى يقنع الطرف الآخر، وكان يستمع للمتحدث بأدب جم ولا يقاطعه رغم علمه المسبق بما يرويه المتحدث أو عدم صحته فهو ينطبق عليه قول الشاعر:
وتراه يصغي للحديث بقلبه
وبسمعه ولعله أدرى به
|
لو تحدثنا عن مزايا فقيدنا لما وسع القرطاس شيئاً عن بعضها، ولكن نقول رحمه الله رحمة الأبرار وعزاءنا لأبنائه الكرام وبناته وللوسط الأدبي عموماً..
{انا لله وانا اليه راجعون}.....
|