Friday 26th september,2003 11320العدد الجمعة 29 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لكي يتفوق طلابنا وطالباتنا لكي يتفوق طلابنا وطالباتنا
لابد من إيجاد الحلقة المفقودة
طيف أحمد /الوشم ثرمداء

المملكة العربية السعودية دولة عصرية تزهر بما حققته من حضارة معاصرة فدعم مملكتنا الحبيبة للتعليم ينصب في بوتقة شاملة لدعمها البناء لجميع المجالات الأخرى فالكل يعلم أننا نعيش الآن مرحلة نهوض التعليم بشكل ملحوظ وحقيقة نسعد جميعاً ونحتفي بهذا النهوض .
فالمدارس تنتشر في كل مدينة وقرية وهجرة والأموال الطائلة تبذل من أجل الطلاب والطالبات ولكن معظم الناس يعتقدون ان دورهم ينتهي بمجرد ارسال ابنائهم الى المدرسة وتسجيلهم فيها .
وكأن المطلوب أوراق رسمية فقط للتسجيل ثم ينتهي دور الأب والأم وللأسف ان هذه الحقيقة التي يعيشها مجتمعنا حقيقة مرة مضرة بالفئتين حيث يكون هناك انفصال بين البيت والمدرسة ومن ثم تُحمل المدرسة العبء الثقيل ان اخفق الطالب او أهمل او تعثر في مسيرته العلمية وكأن المدرسة هي المسؤولة الأولى عن اخفاقه..
لقد تناسى أهل الطالب ان لهم يداً في ذلك فهم مشاركون للمدرسة في كل شيء فالبيت والمدرسة توءمان بل هما وجهان لعملة واحدة ولا يمكن الفصل بينهما مطلقاً فالمنزل مكمل للمدرسة والمدرسة مكملة للمنزل وهكذا.
وإذا اردنا ان يتفوق طلابنا وطالباتنا فلا بدّ من ايجاد الحلقة المفقودة بين البيت والمدرسة وتكمن هذه الحلقة فيما يلي:
أولاً: إدراك المعلمين لمهامهم ومسؤولياتهم داخل المدرسة والقيام بها على خير وجه التي لا تنحصر في تلقين المعلومات بأسلوب الحفظ عن ظهر قلب وإنما يجب ان يُشعِر ولي أمر الطالب بين الفينة والأخرى بمستوى ابنه او ابنته وتحديد اجتماع مع ولي أمر الطالب من اجل رفع مستوى الطالب ومعرفة القصور ومعالجته.
ثانياً: المعلم والمعلمة دورهما كبير في إثراء الطالب او الطالبة بالمعلومات القيمة فهما كالذي يغرس اشجاراً ولا بد لها من عناية فائقة، وإلا ذبلت وهانت ولن تكون تلك العناية إلا بمشاركة البيت مع المدرسة، فيدٌ واحدة لا تصفق فمتى ما تعاون البيت والمدرسة اثمرت الجهود المرجوة من هؤلاء الطلاب.
ثالثاً: لا بد ان يكون للمشرف الطلابي في المدرسة دور كبير حيث يقع العبء على عاتقه حيث يجب اشعار ولي الامر بضعف ابنه وتقصيره وارسال الاشعارات التي تدل على التدني وإذا لم يستجب الأب في المرة الأولى فواجب المشرف ان يعيد الكرّة مرة أخرى ولا ييأس فربما يستجيب ويحضر حيث ان هذا المشرف له اسلوبه المؤثر في اقناع ولي الأمر بالحضور لينتشل الطالب مما هو فيه ويعدل مساره الى الأفضل..
أما إذا لم يكن في المدرسة مشرف مختص فيقع العبء على كاهل المعلم الذي يقوم بدور المشرف حيث يجب ان يقرأ كثيراً في أمور الاشراف ليتسنى له معالجة قصور الطلاب ومن ثم الاجتماع بالأولياء واطلاعهم على سير أبنائهم فالقراءة في مثل تلك الأمور تنمي موهبة هذاالمعلم وتساعده، يقول «ارثر غور دون: «كلما ازدادت قراءتك تبين لك كم هي قليلة معرفتك».
رابعاً: على ولي الأمر ان يكون حاذقاً فيدقق النظر ويرجع البصر ويطلع على مستوى ابنه ويسأل عنه ولا يغط في سبات عميق ومن ثم يصحو على نتيجة مؤلمة وخاتمة محزنة فيتفاجأ بعد ذلك وقد يندم وحينها لا ينفع الندم.. فواجب الولي ان يكون ديمقراطياً يدفع ابنه الى الأمام ويشجع ويحضر مجالس الآباء
ويناقش هذا المعلم ويستفسر من الآخر ويتأكد من كل شيء بنفسه ويتابع خطوات ابنه وحينها سيجد النتيجة المرضية بل التفوق المستمر الذي يطمح إليه.
أخيراً: يجب ان لا ننسى ان مبدأ الشورى حث عليه الدين يقول تعالى {وّشّاوٌرًهٍمً فٌي الأّمًرٌ} فالاعتماد على مبدأ الشورى يحقق جواً مناسباً من العلاقات الإنسانية بين البيت والمدرسة فيتحقق التعاون المثمر..
«فالكل راع والكل مسؤول عن رعيته»
حينها سيبقي التعليم لدينا شامخاً شموخ الجبال وسيبقى التفوق ديدن طلابنا وطالباتنا «فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس»

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved