تغير في المسميات أم تطوير في الأداء والمهمات؟ خلال ثلاثة عقود اختلفت المسميات في وزارة التربية والتعليم من التفتيش إلى التوجيه ثم أخيراً الإشراف.
قالوا: التفتيش كلمة تدل على اتهام المرؤوس والبحث عن زلاته- ومع ذلك فهي لا تدل على إصلاح هذه الأخطاء بل تنتهي المهمة بالوقوف عليها وإيقاع العقوبة المناسبة لها وقد تكون العقوبة كفيلة في ردعه وتقويمه - ومن ثم فلا تناسب لغة العصر، وبعد التفتيش والتنقيب في المصطلحات توجه الأمر وتقرر على استبدال التفتيش بالتوجيه والمفتش بالموجه وهي عبارة مهذبة لا تدل على تتبع الزلات أو البحث عن الهفوات بقدر ما تعني الإرشاد إلى الصواب مع رفع الملامة والعتاب لكن مع ذلك فالمدرس العصري استنكف من توجيه زميله له وجرحت الكلمة- رغم أدبها ولطفها- كبرياءه فلم يكن هناك بد من تغييرها واستبدالها مراعاة لمشاعر الزميل فوطء المدرس بحذائه قدم الطالب في الصباح الباكر ومع البرد القارس عقوبة لحافي القدمين- طبعاً- دون النظر لسببه هل يعود إلى إهمال الطالب أم إلى ظروف أسرته المادية.
والضرب بالعصا على أطراف الأصابع حتى يفسد الدم ويتحجر تحت الأظافر لأسابيع عقوبة إطالتها ولا تسأل بعد ذلك عن أدوات الضرب وتصنيف الأخطاء والواقعية في معالجتها!!!
وعندما غاب مفتش الأمس غاب التفتيش على الطلاب ومعه غابت العقوبات القاسية التي طالت ذلك الجيل.
استعدت تلك الذكريات الجميلة عندي - رغم قسوتها- والتي مضى عليها أكثر من ثلاثين سنة عندما رأيت الطريقة التربوية لاستقبال المدرسة للطلاب المستجدين في الاسبوع الاول فقارنته باستقبالهم لنا في عصر التفتيش فوجدت أن الفرق بين طالب اليوم وطالب الأمس كالفرق بين التفتيش والإشراف.
ص.ب: 13663
|