إن هدف التربية تنمية الأجيال وتهيئتها للمستقبل وإن تربية الجيل لأمر حيوي وعمل جليل له أهميته من حيث الكتاب والمدرس والمنهج وطرق التدريب والاختبارات والتجارب التربوية الحديثة والوسائل التعليمية والنشاطات المدرسية والصحية المدرسية والإشراف وتدريب المعلمين والمباني المدرسية والمكتبات المدرسية.. إلى غير ذلك من عناصر ومقومات العملية التعليمية... ولعل المهم هو القدرة على التنسيق والتكامل بين تلك المقومات لتنمية وتطوير التعليم على أسس راسخة والإسهام بفاعلية في الإبداع العلمي والتطور التقني.
وإن العمل الجاد المتواصل والتطلع المستمر إلى الأمام كفيلان بعون الله وتوفيقه- على تحقيق الوصول إلى تلك الأهداف، فالتعليم بما يصاحبه من تربية فعالة قوية هوالميدان الأفضل لتكوين وتنشئة الأجيال على هدي الإسلام ليكون لهم منهج سلوك وأسلوب حياة، إذ إن تزويد الشباب بالمفاهيم الأساسية للثقافة الإسلامية سيجعله معتزاً بالإسلام وواعياً له وقادراً على الدعوة إليه والدفاع عنه... وخصوصاً في هذا العصر الذي ازدحمت فيه التيارات الفكرية والنظم المتعددة وذلك لكي يعرف طريقه ويحدد وجهة نظره ويدرك ما يحيط به من مختلف الآراء والنظريات وبذلك يتسنى له إدراك ما حوله فيكون سيره في الحياة على هدى وبصيرة ومنهاج واضح وسبيل قويم فيتجنب الانزلاق والضياع...
ولذلك لابد من أن يكون تطوير المناهج عملية مستمرة متطورة وإن شباب الأمة هو أملها المرتجى وعليه أن يدأب في تحصيل العلم والمعرفة ويعد نفسه إعداداً صالحاً للقيام بواجبه ويكون قادراً على مجابهة تحديات الحضارة ومناهجها المتباينة، والتعليم من أهم الوسائل والمقاييس في بناء النهضات والمجتمعات، وللمدرسة دور حيوي بارز في عملية التربية والتعليم، والتربية - كما يقال- هي عملية تنمية الطفل في أسلم الأجواء تنمية بدنية ليشب سليما قوياً معافى بعيداً عن الأمراض والعلل وتنمية عقله وفكره ومستوى إدراكه حتى يشب صادق الحكم بعيد النظر سليم الخلق حميد الصفات.
ومن خلال ذلك يتجلى ويبرز بوضوح عظم المسؤولية المنوطة بالمدرسة وأساتذتها، وإن التمعن الموضوعي في ذلك يجعلنا ندرك أن رسالة المربي لها دور عظيم وفعال في توسيع مدارك الطالب وإنماء تفكيره وتغذية عقله وروحه وتدريبه على النشاط والحياة العملية، وهؤلاء الأبناء هم محط الآمال ومعقد الرجاء، والنشاط المدرسي يصقل مواهب الطلاب ويبرز أفكارهم وميولهم ويتيح لهم التنافس الشريف من خلال شتى أنواع الأنشطة كالخطابة والمكتبة والقراءة والجمعيات العلمية المتنوعة وغير ذلك من ميادين النشاط، مما يسمو بفكر الطالب ويربطه بالحياة ويبرز ميوله ومواهبه فيكون عاملاً مهماً في تكوين شخصيته وتفاعله مع المجتمع الذي يحط به في جو من التعاون والمحبة والألفة والتوجيه المثمر السديد من قبل المعلمين وزيادة الاهتمام بمهارات التعلم وتنميتها لدى الطلاب.
إذ إن تشجيع الطالب وإذكاء روح النشاط والحماس في نفسه يجعله أكثر قوة وثقة واهتماما واستجابة، فالشباب هو مرحلة القوة والنشاط والمواهب والاستعداد.... إن الحديث عن مزايا النشاط المدرسي يحتاج إلى شرح طويل ولكن المهم أن نركز على هذا الجانب حتى ينال أبناؤنا الطلاب أطيب الثمرات وأسمى النتائج لتحقيق الرسالة التربوية على الوجه الأكمل والأمثل بفضل التعاون ومضاعفة الجهد والصبر والتوجيه المثمر السليم، حتى تتمكن المدارس والجامعات من تنشئة أجيال تتميز بالتفتح الذهني والقوة وسمو الروح والأخذ من كل ألوان الحياة بأوفر نصيب وتخريج أجيال من الشباب الواعي الرشيد الذي يرجى منه الخير لأمته ووطنه بما تعلمه ودرسه لأنه لا خير في علم لا ينفع ولا ثمر له.
إن على الشباب ألا يدع فرصة التحصيل تمر من حياته سدى بل عليه أن يضاعف جهده ونشاطه وأن يؤصل في نفسه حب العلم والمعرفة والنشاط والإيجابية وتحقيق الأهداف التربوية المنشودة، وبالله العون والتوفيق...
|