Friday 26th september,2003 11320العدد الجمعة 29 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ما أشبه الليلة بالبارحة ما أشبه الليلة بالبارحة
فرح بنت عبدالرحمن السويد / كلية الاقتصاد للبنات بريدة

لقد اقلقني وضع العالم الاسلامي وما يحيط بالمسلمين من قلاقل ومحن يعجز القوي الصحيح عن حملها فأغمضت عيني علها تجود بالدمع فاذا هو ينهمر كالسيل الجارف فبدأت بقول بسم الله وما شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
وعرفت ان الحكمة الالهية وامر ربنا سبحانه بألا يديم الامر على حال واستذكرت قوله تعالى: {وّتٌلًكّ الأّيَّامٍ نٍدّاوٌلٍهّا بّيًنّ النّاسٌ} فهدأت نفسي وعلمت ان الله حكيم بما يفعله لحكمة لا يعلمها الا هو وسرحت بخاطري بكتب الادب لعلي اجد ما يسليني ويقوي صبري فوجدت قصيدة للشاعر الكبير (محمود غنيم) كأنها قيلت اليوم:


مالي وللنجم يرعاني وأرعاه
امسى كلانا يعاف الغمض جفناه
لي فيك يا ليل آهات ارددها
اواه لو أجدتِ المحزون اواه
لا تحسبني محبا اشتكي وصبا
أهوِنْ بما في سبيل الحب القاه
إني تذكرت والذكرى مؤرقة
مجدا تليدا بأيدينا اضعناه
ويح العروبة كان الكون مسرحها
فأصبحت تتوارى في زواياه
انى اتجهت إلى الاسلام في بلد
تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
ورحب الناس بالإسلام حين رأوا
أن الإخاء وأن العدل مغزاه
يا من رأى عمراً تكسوه بردته
والزيت ادم له والكوخ مأواه
يهتز كسرى على كرسيه فرقاً
من بأسه وملوك الروم تخشاه
هي الشريعة عين الله تكلؤها
فكلما حاولوا تشويهها شاهوا
سل المعانيَ عنا إننا عرب
شعارنا المجد يهوانا ونهواه
هي العروبة لفظ إن نطقت به
فالشرق والضاد والإسلام معناه
استرشد الغرب بالماضي فأرشده
ونحن كان لنا ماض نسيناه
إنا مشينا وراء الغرب نقبس من
ضيائه فأصابتنا شظاياه
بالله سل خلف بحر الروم عن عرب
بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا
فإن تراءت لك الحمراء عن كثب
فسائل الصرح اين المجد والجاه
وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها
عمّن بناه لعل الصخر ينعاه
وطف ببغداد وابحث في مقابرها
علّ امرأ من بني العباس تلقاه
اين الرشيد وقد طاف الغمام به
فحين جاوز بغداداً تحداه
هذي معالم خرس كل واحدة
منهن قامت خطيبا فاغراً فاه
الله يشهد ما قلَّبت سيرتهم
يوما وأخطأ دمع العين مجراه
ماضٍ نعيش على أنقاضه أمما
ونستمد القوى من وحي ذكراه
إني لأعتبر الإسلام جامعةً
للشرق لا محض دين سنه الله
أرواحنا تتلاقى فيه خافقة
كالنحل إذ يتلاقى في خلاياه
دستوره الوحي والمختار عاهله
والمسلمون وإن شئوا رعاياه

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved