Friday 26th september,2003 11320العدد الجمعة 29 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

همسات مع البداية همسات مع البداية
خالد عبدالعزيز الحمادا /بريدة

في هذه الأيام حركة غير عادية يزدهر فيها سوق المكتبات لا العلمية طبعاً وإنما القرطاسية.. فالازدحام شديد.. قد يثور فيه الغبار عند أبواب المكتبات «القرطاسية».. حركة فاعلة نشطة.. مغرية يستعد فيها الجميع لرصد حركة العام الدراسي الجديد.. فهذا دفتر من «100» ورقة.. وهذا من «60» وأشكال وألوان من الأقلام والمساطر والحقائب وجميع الآليات الهندسية والكتابية.. فالكل مستعد لعملية الرصد.. فقط ينتظر صافرة الانطلاق ومتى ستكون الانطلاقة وتعلن البداية ويقطع الشريط.. وتتحرك المركبة المزوَّدة بكل «ذهاب» المسير فالرحلة «شاقة» والطريق «بعيد» تتداخل فيه الفصول فبعد ان يلهبها سموم الصيف «يلفحها» و«يُثلجها» زمهرير الشتاء.. ثم يأتي الربيع وبعده.. الخريف وهكذا دواليك.. رحلة طويلة ومسافة منهكة «يهترئ» فيها الجسم.. فما بالك «بالعقل والفكر».. والطالب خلال هذه الرحلة يدوّن على صفحات دفاتره تقاطعات الطريق و«يمتر» المسافة بين محطات الاستراحة ويلقي بنفسه ويحط بثقله ويغط في نوم عميق بعدما انهكه السفر البعيد ويقضي على قلقه وسؤاله المحير طوال هذه الرحلة.. متى تبدأ الإجازة؟ وما ان يستبشر بالاجابة واقتراب الاستراحة حتى يُعيد السؤال مرة أخرى بنغمةٍ يثقلها الزفير ومتى سنعود..؟
يوم السبت وما أدراك ما يوم السبت.. عنده تكون البداية وتنطلق المركبة.. وتتحرك الرحلة.. وهناك باقة من الكلمات أهمسها في أذن كل طالب وأتمنى ان يتقبلها ويعيها وهي كالآتي:
* الباقة الأولى: ان تجلس أخي الطالب مع نفسك وتقلِّب في أوراقك وتراجع في دفاترك القديمة وتنظر ماذا قدمت وماذا أخرت ما هي النتائج التي قطفتها وما هي السلبيات التي تحاول ان تغيرها وتستبدلها، ان تنظر في وضعك الدنيوي والأخروي هل انت تسير في توازن، دنياك اعطيتها حقها ودينك التزمت به وأرضيت ربك.
* الباقة الثانية: يقول الله تعالى: {$ّمّا خّلّقًتٍ پًجٌنَّ $ّالإنسّ إلاَّ لٌيّعًبٍدٍونٌ مّا أٍرٌيدٍ مٌنًهٍم مٌَن رٌَزًقُ $ّمّا أٍرٌيدٍ أّن يٍطًعٌمٍونٌ}، فنحن ما خلقنا عبثاً وإنما خلقنا للعبادة والعبادة ان نكون متصلين بالله اتصالاً يجلب لنا الخشوع واليقين ويجعلنا من المؤمنين الواثقين المتوكلين ومن الذين يلجأون إليه متضرعين منكسرين بين يديه بالدعاء بأن يساعدنا ويوفقنا ويجعلنا من الناجحين في الدنيا والآخرة حتى نخدم أنفسنا ونسلك بها الطريق المستقيم ونبعدها عن الطريق المنحرف المعوج ونقدم شيئاً لأمتنا ووطننا.
* الباقة الثالثة: هذا الكون وهذا الخلق العجيب أبدع الله تعالى في صنعه وجعله علامة لتبصرنا وطالبنا بأن ننظر للنظام والإبداع فيه فقال تعالى: {إنَّ فٌي خّلًقٌ السَّمّوّاتٌ وّالأّرًضٌ وّاخًتٌلافٌ اللّيًلٌ وّالنَّهّارٌ لآيّاتُ لأٍوًلٌي الأّلًبّابٌ} وبما ان الله تعالى أبدع في الخلق وسيّره في نظام ورزقنا شريعة تسيِّر حياتنا في نظام فلابد ان تنتظم حياتنا داخل هذا النظام فلا تتأخر وتختلف عنه فلا بد أخي الطالب في بداية هذا العام ان ترتب أوراقك وتعيد تقييم نفسك وتضع نصب عينيك الهدف الذي تريد أن تحققه وتصل إليه وتتسلقه إلى قمة «النجاح» لا يكون هدفك فقط ان تتجاوز مرحلة وتنتقل إلى فصل آخر بل يكون هذا جزءاً من هدفك الكبير ومشوارك البعيد وأخيراً عند الباقة الأخيرة أهمس في اذنك مراراً.. وتكراراً لا تنس الدعاء.. لا تنس الدعاء.. مارس عبادة الدعاء.. ولا تنساني أيضاً من خالص الدعاء.. {قٍلً مّا يّعًبّأٍ بٌكٍمً رّبٌَي لّوًلا دٍعّاؤٍكٍمً}.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved