حقق انتاج التمور في المملكة العربية السعودية معدلات زيادة مرتفعة في العقدين الأخيرين، حيث زاد انتاج المملكة من التمور ليصل قرابة 850 ألف طن سنوياً، وهو ما يمثل حوالي 14% من إجمالي الانتاج العالمي، ومع هذا التوسع الهائل في الانتاج كان لابد من تطوير نظم تداول وتخزين التمور بهدف إطالة مدة التخزين مع المحافظة على وجوده الثمار المخزنة، وأفضل التقنيات الحديثة المستخدمة حالياً على المستوى الدولي في تخزين ثمار الفاكهة والخضر هو التخزين تحت ظروف الجو الهوائي المعدل (MA) أو الجو الهوائي المتحكم فيه (CA).
إن الجو الهوائي المعدل والجو الهوائي المتحكم فيه يعني إزالة أو إضافة الغازات الموجودة طبيعياً في الهواء الجوي إلى غرفة التخزين بما يؤدي إلى تركيب غازي حول الثمار المخزنة يختلف عن التركيب العادي للهواء الجوي (78 ،08% نيتروجين - 20 ،25% أوكسجين - 0 ،03% ثاني أكسيد الكربون). ويتم الحصول على الجو الهوائي المعدل عادة عن طريق خفض تركيز الأوكسجين وزيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون، والاختلاف بين الجو الهوائي المعدل والجو الهوائي المتحكم فيه أساسه درجة التحكم حيث أن الأخير أكثر دقة وتحكماً.
ويمكن استخدام الجو الهوائي المعدل أو الجو الهوائي المتحكم فيه خلال عمليات النقل والتخزين للحاصلات البستانية الطازجة أو الموجهة للتصنيع، وقد يتم معاملة بعض الحاصلات البستانية بتركيز مرتفع من ثاني أكسيد الكربون قبل تخزينها في الجو الهوائي المعدل بهدف مقاومة الأمراض.
التأثيرات المفيدة المحتملة لاستخدام الجو الهوائي المعدل:
إن التطبيق السليم للتخزين تحت ظروف الجو الهوائي المعدل يمكن أن يؤدي إلى واحد أو أكثر من الجوانب النافعة التي تؤدي في النهاية إلى تقليل نوعي وكمي للفاقد في الثمار بعد حصادها، ومن هذه الفوائد ما يلي:
* تأخير الشيخوخة للثمار (تأخير النضج): حيث تؤدي المعاملة بالجو الهوائي المعدل إلى إبطاء التغيرات البيوكيميائية والفسيولوجية المصاحبة لعمليات نضج وشيخوخة الثمار، كخفض معدلات التنفس وإنتاج الإيثيلين وتقليل ليونة الثمار والتغيرات الأخرى
* تقليل حساسية الثمار لغاز الإيثيلين مما يقلل من معدلات تدهورها، فيكون الضرر الناشئ عن غاز الإيثيلين للثمار أقل كثيراً تحت ظروف الجو الهوائي المعدل.
* منع بعض الأضرار مثل أضرار التبريد في بعض الحاصلات البستانية (البقع الصدأية في الخس) وبعض الأضرار في التفاح.
* يمكن أن يكون للجو الهوائي المعدل تأثير مباشر أو غير مباشر على أمراض ما بعد الحصاد، وعلى سبيل المثال فإن التركيزات العالية من ثاني أكسيد الكربون يمكن أن تؤدي إلى تقليل الإصابة بفطر البوتريتس (Botrytis) الذي يؤدي إلى عفن الثمار.
* يمكن أن تؤدي المعاملة بالجو الهوائي المعدل لمقاومة بعض الحشرات في بعض الثمار (كما في حالة التمور).
ويختلف مدى احتمال نجاح استخدام الجو الهوائي المعدل أو الجو الهوائي المتحكم فيه خلال عمليات النقل والتخزين حسب طبيعة الثمار المخزنة وتركيز كل من الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون ودرجة الحرارة في المخزن.
ولقد أخذت كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة الملك سعود - فرع القصيم - السبق الدولي لتكون من أوائل الذين قاموا بإجراء التجارب على استخدام هذه التقنية الحديثة في تخزين التمور، حيث تمكن فريق البحث لمعاملات ما بعد الحصاد بالكلية برئاسة د. خالد بن ناصر الرضيمان من تخزين ثمار التمر البرحي لمدة ستة أشهر مع المحافظة على جودتها وصفاتها الأكلية بدرجة ممتازة.
د. خالد بن ناصر الرضيمان رئيس قسم إنتاج النبات ووقايته كلية الزراعة والطب البيطري جامعة الملك سعود - فرع القصيم
| 
