Friday 26th september,2003 11320العدد الجمعة 29 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ما زال الخطر قائماً ما زال الخطر قائماً
إلزامية الفحص قبل الزواج تنهي موت الحياة

  * الرياض فهد الغريري روضة الجيزاني:
في إطار حملة مشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية الرامية إلى استصدار قرار بإلزامية الفحص الطبي قبل الزواج أقام المشروع مساء أمس الأول الأربعاء ندوة في قاعة الأمير نايف بن عبدالعزيز للمحاضرات بمستشفى قوى الأمن بالرياض.
وتأتي هذه الندوات التي يقيمها المشروع في جميع مناطق المملكة في سبيل البحث عن قرار الزامي يكفل ايقاف نسبة الزيادة وانتشار أمراض الانيميا المنجلية والثلاسيميا التي وصلت في بعض مناطق المملكة إلى 30% حتى ان المملكة تعد من أعلى دول العالم إصابة بهذا المرض.
وقد تحدث الدكتور طارق السقاط مدير إدارة الشؤون التعليمية والتدريب ملقياً كلمة المستشفى نيابة عن الدكتور محمد المفتي مدير المستشفى حيث وجّه الشكر إلى أعضاء المشروع لما يقومون به من جهود في سبيل مكافحة هذه الأمراض الخطيرة التي تفتك بالمجتمع.
وتحدث بعد ذلك الأستاذة نسيم الحاطي منسقة المشروع بالرياض مستعرضة نشاط المشروع والندوات التي أقامها في منطقة الرياض خاصة.
بعد ذلك تحدثت الأستاذة ريم التميمي مديرة فرع المشروع بالجبيل مستعرضة علاقة الاعاقة بأمراض الدم الوراثية، مشيرة إلى ان ولادة 12 طفلا مصابا يومياً يعني بالتأكيد ولادة 12 طفلا معاقا مطالبة الجهات المسؤولة بوضع حد لهذا النزيف في المقدرات البشرية للوطن.
ثم القت الأستاذة هدى المنصور مديرة المشروع محاضرة بعنوان «الزامية الفحص الطبي قبل الزواج كحل جذري لوقف الإصابة» استعرضت من خلالها العديد من الاحصائيات والحالات الواقعية التي تثبت بما لا يدع مجالاً للشك ان هذه الأمراض خطر قاتل يستشري في جسد وروح الوطن منذ 24 عاماً وانه ليس هناك حل لوقفه الا بالزامية الفحص الطبي قبل الزواج حتى يتم السيطرة على تزايد الإصابة الناتج عن زواج أطراف حاملة للمرض أو مصابة به.
مشيرة إلى ما قام به ستون طبيبا سعوديا من الاقرار بأن هذا المرض ليس له حل وان الطب والعالم يقفان عاجزين أمامه وان المملكة تواجه كارثة اجتماعية لا محالة إذا تم التساهل في هذا الموضوع مؤكدين انهم من واقع مواطنتهم وشرفهم المهني يطالبون بتطبيق الزامية الفحص الطبي قبل الزواج كحل وحيد جذري للسيطرة على هذا الخطر القاتل.
مناقشة الحضور
ودارت مناقشات بعد انتهاء المتحدثين بينهم وبين الحضور حيث تحدث الدكتور عصام الشواف متسائلاً عن متغيرات القضية بعد تولي الدكتور حمد المانع لمهمة وزارة الصحة؟
واجابته الأستاذة هدى المنصور بتوجيه الثناء لجهود المانع في المشروع بوصفه كان عضوا في المشروع قبل ان يصبح وزيرا والقت هدى المنصور باللوم على اللجنة المسؤولة عن أمراض الدم الوراثية والتي لم تقم بايصال الصورة بالشكل الصحيح المبين لخطورة المرض.
ثم بعد ذلك تحدث الدكتور الضوء إبراهيم الحاج وهو صيدلي من السودان الشقيق حيث أشار إلى خطورة القضية وسعادته بوجود مجموعة متطوعة تقوم بهذا المجهود الجبار، كما انتقد ضعف حملات التوعية، مشيراً إلى انه رغم كونه صيدلي ويعتبر ضمن الكادر الطبي إلا انه لم يدرك خطورة هذه الأمراض وفداحتها، وأكد الحاج على أهمية صدور القرار بأسرع وقت وتزامن ذلك مع نشر الوعي والتضافر بين جهود الأهالي والجهات الرسمية في هذا الجانب، كما أشار في ختام حديثه إلى معاناة السودان مع هذه الأمراض بحكم قلة الوعي وسيطرة العادات القبلية التي ترفض الزواج من خارج القبيلة أو حتى فكرة الفحص الطبي، مما يعني ان الإلزام هو الحل لوقف معاناة المجتمع والأطفال التي تعتبر ابنتي «والحديث للحاج» واحدة منهم حيث انها مصابة بالمرض وفي معاناة معه طوال 13 سنة وهو عمرها.
وقد علقت الأستاذة ريم التميمي على مداخلة الحاج مشيرة إلى تجارب الدول الأخرى التي طبقت القرار مثل قبرص والبحرين وكيف ان نسبة الإصابة بالمرض انخفضت إلى ان وصلت درجة الصفر، مشيرة إلى عديد من الحالات الواقعية التي تواجهها في عملها بالمستشفى مع أفراد من الشارع السعودي يتمنون تطبيق قرار الالزام حتى يتخلصوا من الحرج الاجتماعي الذي يواجههم عندما يتقدمون لطلب الزواج ويطلبون من أهل الطرف الآخر اجراء الفحص فيواجهون بالرفض والفهم الخاطئ.
قلن ل«الجزيرة»
وقد كانت ل«الجزيرة» بعض اللقاءات التي تضمنت مطالبة المسؤولين بسرعة اتخاذ قرار الفحص الطبي قبل الزواج لتفادي المزيد من الإصابات بهذا المرض الخطير.
فقد تحدثت نسيم الحوطي ممثلة المشروع بالرياض قائلة: يجب تفعيل القطاعات المسؤولة عن هذا المرض في عملية بث الوعي بين أفراد المجتمع للتوعية بأهمية هذا الإجراء الوقائي قبل الزواج، كما نطالب بعض الجهات التي تدعم المشاريع الإنسانية بأن تدعم مشروع مكافحة أمراض الدم بصورة مستمرة وان يقدموا الخدمات المشروعة التي تساهم في تقديم الخدمات والخطط الداعمة لهذا المشروع الإنساني لتفعيل مهمة هذا المشروع وتقديمه للعامة بالشكل المطلوب اجتماعياً.
وقالت هويدا عبدالرحمن: يجب علينا النظر إلى تجربة الدول الأخرى وكيف استطاعت ان توقف هذا المرض من خلال الزامية الفحص قبل الزواج الذي هو الحل الوحيد لمنع التزايد بهذا المرض، وقد اذهلني ما شاهدت في هذه الندوة من فواجع إنسانية لا يحتملها بشر لذا نطالب ولاة الأمر النظر بقرار الفحص الطبي قبل الزواج وتعميد المحاكم في أنحاء المملكة وغيرهم ممن يعقدون الزواج بشكل فردي بأهمية تطبيق هذا القرار وعدم تجاوز شرعيته لوقف حالات الإصابة بهذا المرض.
كما التقينا أم عبدالرحمن الدوسري فقالت: لقد سمعت بهذا المرض منذ فترة بسيطة ولكنني لم أشاهد لهذا المرض أي توعية فهناك وسائل الإعلام المحلية التي لم تشارك في بث الوعي وتنبيه المواطنين بالزامية وأهمية اتخاذ الاجراءات الوقائية والمتمثلة بقرار الفحص قبل الزواج.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved