أيام وتنطلق مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره في دورتها الخامسة والعشرين، وقد كانت المسابقة في سنواتها الماضية وما تزال بمثابة لقاءات روحانية على مائدة القرآن الكريم.. لقاءات محبة ووئام بين ناشئة وشباب الأمة من مختلف دول العالم.
المسابقة تحاول كل عام التغيير بحجب سلبيات الأعوام الماضية، وتطوير الايجابيات، وإضافة الجديد المفيد قدر الاستطاعة.
هذا العام سيشارك لأول مرة متسابقون من نيوزلاندة والكونغو، كما سيتم ولأول مرة ايضاً عقد ندوة بعنوان: «اثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو» يناقش فيها اربعة محاور من خلال ثلاثة وعشرين بحثاً، وهي ضمن الفعاليات التي اعدتها وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد في إطار البرنامج الثقافي والدعوي المصاحب للمسابقة.
إن تلك المسابقة المباركة هي إحدى الهدايا التي تقدمها المملكة العربية السعودية لابناء الأمة من الناشئة والشباب تشجيعاً لهم على حفظ كتاب الله لما فيه خيرهم وصلاحهم، وهي ترجمة حقيقية للاهتمام المتواصل والدعم السخي الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين للقرآن الكريم واهله.
لقد شهدت المسابقة وعلى الدوام تطوراً ملحوظاً ومستمراً فكانت الشجرة التي تكبر عاماً بعد عام، بلا توقف، وبفضل الرعاية الكاملة التي تحظى بها والقوة الروحية الكبيرة التي تتمتع بها اهداف المسابقة منذ انطلاقتها الاخيرة عام 1399هـ وستبقى كذلك الى ما شاء الله، والدعم واحد ودائم من قادة البلاد وحكومتها الراشدة الرشيدة.
الناظر إلى حجم الإقبال على المسابقة يجده في ازدياد وتنام، والكل يطلب ويلح ويناشد للاشتراك في مسابقة تعقد في رحاب مكة المكرمة، وقد بلغ عدد المشاركين فيها منذ بداياتها الاولى وحتى هذا العام «3991» مشاركاً، قدمت لها الدولة بسخاء ما يزيد عن سبعين مليون ريال كمصروفات على هذه المسابقة الطيبة العطرة، ووفرت كافة سبل الراحة وجندت الرجال لخدمة كتاب الله وحفظته.
ارجو أن تكون المملكة ابتداء من الثالث من شهر شعبان المقبل هي محط أنظار المسلمين بالبهجة والسرور التي تشعها الدورة الخامسة والعشرون، وليسهم الإعلام بكافة قنواته بنقل صورة حية للواقع الذي تعيشه بلاد الحرمين الشريفين وعنايتها الدائمة المستمرة بالقرآن الكريم واهله على الرغم من الحملات المشبوهة الحاقدة على كل ماله صلة بالإسلام والمسلمين.. ولنؤكد للجميع أن دستورنا القرآن الكريم وسنة نبينا - عليه أفضل الصلاة والتسليم - لا يمكن أن نحيد عنه قيد أنملة.
|