إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله تحتاج إلى حكمة وإخلاص وعلم شرعي وحلم وتواضع وهي طريق المرسلين قال تعالى: { (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) } «سورة يوسف آية: 108» ومن تأمل سياق هذه الآية الكريمة وأخذها سبيلا لعمله ودعوته وأقرنها بالحكمة يتحقق لديه أمل كبير بتحقيق التوجيه الرباني، وبتحقيق عنصر البصيرة لمراعاة طبائع البشر ومستوياتهم يحصل له تطبيق الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن.
وغير خافٍ ان الحكمة هي وضع الشيء في موضعه والكلام الذي يوافق الحق هو من الحكمة {(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (البقرة:269) } «سورة البقرة 266» والله سبحانه وتعالى أمرنا بان نستعمل الحسنى بدعوانا إليه «وقولوا للناس حسنا» والموعظة الحسنة تدل على ما يجمع الرغبة بالرهبة والإنذار بالبشارة وهو القول الذي يلين نفس المخاطب ليستعد لفعل الخير والاستجابة له {اذًهّبّا إلّى" فٌرًعّوًنّ إنَّهٍ طّغّى" . فّقٍولا لّهٍ قّوًلاْ لَّيٌَنْا لَّعّلَّهٍ يّتّذّكَّرٍ أّوً يّخًشّى"} فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك من حمر النعم» فالله الله بالدعوة الى الله فالحديث ظاهر قوي ومشجع لمن وفق الله لهذه الدعوة وأخلص بها لله وحده.
الرياض
|