Friday 26th september,2003 11320العدد الجمعة 29 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نساء لا يعرفن الطريق إلى منازلهن!! نساء لا يعرفن الطريق إلى منازلهن!!
مواقف تتعرض لها النساء بسبب سوء تنظيم الأحياء السكنية وبعدها عن الترقيم

* رفحاء - منيف خضير:
عدم معرفة المرأة بشوارع ودهاليز المدن الكبيرة يُعد امرا مقبولا وعاديا.. ولكن عدم معرفة المرأة بشوارع وأحياء مدينتها الصغيرة هو المستغرب!!
هذا التحقيق «القصير» يكشف حقيقة متفشية بين النساء وهي ان المرأة لا تعرف مكان بيتها أو مقر عملها وذلك لانها لا تركز على ذلك اثناء جلوسها في السيارة حيث يكون تركيزها في الغالب على المحلات التجارية وعلى ما بداخل السيارات المجاورة.. وغيرها اضافة لاعتمادها كليا على الرجل.
تعالوا سويا نكشف خبايا هذه الظاهرة والمشاكل المترتبة عليها.. وكيفية حلها؟
* «أم يوسف - ربة منزل - حاصلة على الثانوية العامة» تقول: اعتماد المرأة على الرجل يوقعها في حرج شديد، فالمرأة احيانا لا تعرف خبايا الشارع الذي تسكن فيه، واعرف نساء لا يخرجن من منازلهن منذ سنوات فكيف لهن بمعرفة طريق منازلهن.
وتضيف: وانا شخصيا حدث لي موقف بسيط ولكنه طريف ومحرج، حيث اعتدت ان يأتي زوجي يوميا ويأخذ ابنتي من مدرستها المجاورة لحينا.. والمدرسة قريبة لا يفصلها عن منزلنا الا حوالي شارعين، وذات يوم هاتفني والدها وقال انه سيتأخر في عمله فقلت له لا بأس انا اذهب الى المدرسة مشيا على الأقدام واحضر البنت وفعلا ذهبت للمدرسة وقبل ان اصل اليها شعرت بارتباك شديد حيث خُيّل إليّ انني اضعت الطريق، ولكن وصلت اليها بعد جهد رغم قربها من منزلي واخذت البنت الصغيرة واتجهت لمنزلي ولا اعرف - هذه المرة - من أين أتيت، وخشيت ان اضيع المنزل وعدت الى المدرسة وطلبت الهاتف «طبعا قبل خدمة الجوال» وهاتفت شقيق زوجي، وفعلا وصل وأحضرنا للمنزل وسط مشاعري المحرجة فعلا حيث تحولت الى قصة ساخرة بين افراد عائلتي.
* المعلمة - ن.م - رفحاء - تروي حادثا مشابها حيث تقول: تعرض زوجي لحادث مروري اعاقه عن الوصول الي كما هي العادة يوميا دون ان اعلم فمكثت انتظره عند باب المدرسة، وانصرف الجميع وبقيت انا واقفة امام باب المدرسة في انتظاره ومعي حارس المدرسة وهو رجل وقور وكبير في السن فضَّل عدم تركي وحيدة، وقد حاول ان يوصلني بسيارته ولكني لا اعرف منزلي، وزوجي غريب في رفحاء لا احد يعرفه حتى نسأل عنه ونستدل عليه ومكثت عند مدرستي في حالة يرثى لها حتى حانت الساعة الثانية والنصف فخرج زوجي من المستشفى لانقاذ ما يمكن انقاذه.
تعتمد على الرجل
وتركز على المحلات!
* ماهي أسباب هذه الظاهرة؟
- أجابت خلود «جامعية» سبب عدم معرفة المرأة بالطرق المؤدية الى منزلها أو إلى السوق أو عملها يعود الى اعتمادها كليا على الرجل فالفتاة تذهب مع شقيقها الى المدرسة ثم مع والدها أو مع السائق الى السوق والكلية والجامعة.. وغيرها فهي لم تعتمد على نفسها مطلقا في هذا الجانب، واذا ما وجدت المرأة نفسها مضطرة للاعتماد على نفسها كأن تستعين بليموزين مثلا، فستفاجأ بالمشكلة التي لم تخطر على بالها، وهي انها لا تعرف الطريق الى منزلها.
* منى «متزوجة حديثا» تقول: انتقلت مع زوجي الى شقة جديدة وارادت احدى صديقاتي زيارتي فقمت بوصف مكان الشقة لها دون ان تعرف والسبب انني لا أعرف من الحارة الا اسم جاري وهو امام مسجد ولكن صديقتي والتي استعانت بزوجها - وكلنا - من اهل البلد - لم تصل إليّ الا بعد ساعتين وتخيلوا «والكلام لمنى» انني حتى لون باب شقتي لا اعرفه حينما سألتني عنه والسبب في رأيها ان المرأة اثناء ركوبها مع زوجها لا تفكر في هذا الامر «وهو معرفة الطرق والاحياء» لانها تعتمد عليه اولا وثانيا تركز على اشياء اهم مثل المحلات التجارية واشكال الحارة، ومن هم بداخل السيارات.. لذلك اعتقد ان نساءنا عليهن اعادة النظر في كثير من الاشياء.
* المرأة عادة تكتفي بالتعرف على الاماكن البارزة في الحي مثلا سوبر ماركت قريب من منزلها أو مدينة العاب أو مطعم كبير وغير ذلك هكذا تبرر الاسباب الاستاذة نادية المجالي - ماجستير علم اجتماع - مضيفة ان امورا كثيرة لا تخطر على بال الفتاة ان تعرفها مثل الطريق الى مدرستها أو جامعتها، الطريق الى منزلها، الطريق الى قصر الافراح، وغير ذلك فالفتاة في بعض المجتمعات تعتمد اعتمادا كبيرا على الرجل ناهيك عن وجود بعض العادات الاجتماعية الاخرى والتي قد تعيق حرية التنقل المهم ألا نغفل هذه المشكلة لانها قد توقع الفتيات في مواقف نحن بغنى عنها.. وترى المجالي انه من الاولى ان نبحث عن حل لمثل هذه المشكلات بدلا من سماع وتحليل مواقف تتكرر يوميا فهذه الفتاة لم تعرف الطريق الى منزلها حينما ركبت مع سيارة اجرة وتلك حينما تزوجت عرفت حارتها ومدينتها شارعا شارعا واخرى لا تعرف اسم الشارع ولا الحي الذي تسكن فيه.. وغيرها من الامور..
ترقيم الأحياء
وتلوينها هو الحل
وعن السؤال ماهو الحل الامثل لمثل هذه المشكلة اجاب المهندس رشيد الفريح بعرض اقتراح قديم لم يطبق وهو الترقيم وقال: في معظم بلاد العالم المتقدم يلجؤون لترقيم الاحياء والشوارع الرئيسية والطرقات الفرعية وكثيرا ما نسمع ان شابا يزور صديقه في ولاية أخرى في أمريكا - مثلا - يأتيها لأول مرة ويقف من خلال وصف الأرقام للمباني عند باب شقته.
وهذا حدث معي حينما زرت أمريكا - قبل سنوات - حيث دعاني احد اصدقائي في نيويورك واعطاني رقم الحي والشارع والمنزل «العمارة» ورقم الشقة واول مرة اشاهد فيها نيويورك لم اجد صعوبة في الوصول الى شقته تحديداً، وهذا معمول فيه في كثير من عواصم ومدن العالم، اما عندنا فمن الصعوبة على الرجال في الرياض مثلا ان يتوصلوا الى شارع القشيري بن الصمة، فما بالكم بالنساء.
ولحل هذه المشكلة التي نعاني منها كلنا لابد من اللجوء الى ترقيم كل حي وكل طريق وشارع ومنزل.
* تهاني الشمري «طالبة جامعية» تقول: من ضمن الحلول التي اقترحها حتى نتعرف على مدننا وشوارعنا الالوان، وتضيف: لو كان لكل حي لون يميزه لحلت المشكلة فمثلا تكون المباني في حي العليا بالرياض باللون الاصفر، وفي حي البطحاء باللون الاخضر وهكذا ويمكننا مزج لونين أو اكثر..
وتضيف تهاني: وقد تبدو الفكرة صعبة التحقيق اذ لكل شخص حريته في اختيار لون منزله، وانا اتفق مع هذا التوجه، ولا اقول ان نقوم بصبغ المنزل كاملا بل نكتفي بلون اللوحات التي تحمل الارقام على المنازل والعمارات، صدقوني الاقتراح رائع وبسيط ولكنه يحتاج الى عبقري لتنفيذه والعباقرة كثيرون ولكن بشرط ان يكون المنفذ امرأة لان الرجل لا يشعر بالمشكلة.
* الطالبة : فهدة مشعل: قدمت اقتراحا طريفا لحل هذه المشكلة وهو الزواج.
وقالت: اذا تزوجت الفتاة ركبت مع زوجها في السيارة واخذوا يتمشون ويجوبون الشوارع ويقول لها هذا بيت فلان وهذا سوق فلان وهذا الحي الفلاني.. وهكذا.وتضيف: وكثير من الفتيات اللاتي اعرفهن عرفن الطريق الى منازلهن واحيائهن لأول مرة بعد الزواج.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved