مشترو النفط في آسيا يسعون لتجنب عواقب قرار أوبك

* سنغافورة - رويترز:
ترك قرار أوبك المفاجئ بخفض إنتاج المصافي الآسيوية في حالة قلق من ارتفاع الأسعار لكن البعض قال ان بامكان المنطقة تفادي وطأة خفض الامدادات.
وقال بعض مشتري النفط ان تاريخ آسيا في دفع علاوات سعرية لتأمين الحصول على امدادات من أوبك يعني ان المنطقة المعتمدة على واردات النفط ستحظى بمعاملة تفضيلية من جانب المنظمة فيما يتعلق بالامدادات.
وقال اويستاين بيرنستين من شركة شتات اويل النرويجية في لندن أعتقد ان أوبك تميل دائما الى خفض الامدادات الى أوروبا وأمريكا الشمالية بدرجة أكبر من آسيا.
وفاجأت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» أسواق المال العالمية أمس الاول باعلانها انها ستخفض سقف إنتاجها الرسمي بمقدار 0 0 9 ألف برميل يوميا الى 5 ،24 مليون برميل يوميا اعتبارا من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وكان المحللون النفطيون يتوقعون ان تترك أوبك التي تسيطر على نصف صادرات العالم من النفط مستوى إنتاجها دون تغيير.
واثار قرار أوبك الاضطرابات في أسواق الصرف والاسهم بسبب المخاوف من ان يؤدي خفض الانتاج الى زيادة أسعار النفط واحباط انتعاش النمو الاقتصادي.
وارتفع سعر الخام الامريكي الخفيف في بورصة نايمكس بنسبة أربعة في المائة، وتستهلك آسيا ما يزيد على 21 مليون برميل من الخام يوميا وتحتاج لاستيراد نحو 4 ،13 مليون برميل يوميا للابقاء على سير اقتصادياتها بما فيها اقتصاد الصين المزدهر، ويأتي نحو 0 8 في المائة من واردات آسيا النفطية من الشرق الاوسط.
وقالت الهند التي تستورد نحو مليوني برميل يوميا ان تأثير خفض انتاج أوبك سيكون محدودا نظراً لحجمه إذ تبلغ نسبته 5 ،3 في المائة.
وقال بي.كيه. تشاتورفيدي المسؤول بوزارة النفط انه ليس خفضا كبيرا ولن يكون له تأثير كبير، وأضاف مشيرا الى الفترة من ابريل/ نيسان الى يونيو/ حزيران لدينا مخزونات كافية إذ اننا في الربع الاول استوردنا نسبة 20 في المائة اضافية من الخام.
وجرى بالفعل تنظيم امدادات أغلب الدول الآسيوية من النفط في شهر نوفمبر لذلك يقول المتعاملون ان اثر الخفض لن يظهر قبل ديسمبر/ كانون الاول، وقال متعامل في سوق النفط من كوريا الجنوبية نظرا لان ما بين 70 و80 في المائة من انتاج أوبك يوجه الى آسيا فاننا نتوقع نقصا في الامدادات في هذه المنطقة ربما اعتبارا من ديسمبر، لكن بعض المتعاملين قالوا ان منتجي أوبك قد يجبرون المشترين من أوروبا وأمريكا الشمالية على تحمل نصيب أكبر من الخفض بالمقارنة بآسيا لان المشترين الآسيويين يميلون لدفع نحو 50 ،1 دولار إضافية للبرميل بالمقارنة ببقية دول العالم لضمان الحصول على امدادات أوبك، لذلك فان الاثر الرئيسي لقرار أوبك قد يظهر على شكل ارتفاع في الأسعار مع تنافس المشترين في مختلف ارجاء العالم على حجم أقل من الامدادات.
وقال فومياكي واتاري رئيس اتحاد النفط في اليابان في بيان أعتقد ان سعر سلة خامات أوبك سيتراوح حول مستويات مرتفعة بين 25 و28 دولارا للبرميل وهو ما يمثل الحد الاقصى لمستوى السعر المستهدف.
وسجل سعر سلة خامات أوبك التي تضم سبعة أنواع من الخام 14 ،25 دولاراً للبرميل يوم الثلاثاء الماضي في أحدث رصد لها، لكن المتعاملين يقولون ان ارتفاع أسعار النفط في السوق الفورية في الشرق الاوسط قد يدفع المشترين الآسيويين للبحث عن بديل من خارج أوبك مثل روسيا وجنوب افريقيا وربما البرازيل.
ومن جانبها تقبلت المصافي الصينية المتوقع ان تشتري كمية قياسية تبلغ 7 ،1 مليون برميل من الخام في عام 2003 فكرة ارتفاع الأسعار. وقال مسؤول من مصفاة جينهاي ريفاينينج اند كميكال أكبر مصفاة في الصين ارتفاع الأسعار بسبب الخفض سيكون الثمن الذي تتحمله المصافي.
وأضاف من المستبعد ان نخفض انتاجنا في الربع الاخير من العام لسبب بسيط وهو أن الطلب المحلي الصيني قوي للغاية.