* دبي من مدحت عبداللطيف:
أكد السيد كامبار فلجير رئيس مجلس المحافظين في مؤتمر صحفي عقد أمس الأول في ختام أعمال اجتماعات مجلس محافظي صندوق النقد والبنك الدوليين في مركز المؤتمرات الدولية بدبي ان سويسرا عندما تنظم هذا المؤتمر في دورته القادمة ستحتاج الى خبرة دبي في ذلك مشيراً إلى أهمية النتائج التي توصلت إليها اجتماعات الدوليين بدبي معربا عن تفاؤله بأن الاقتصاد العالمي سيتعافى رغم انه لا يزال هشا.
وطالب الدول الغنية ان تزيد مساعداتها الى الدول النامية التي طالبها في الوقت نفسه ان تضاعف جهودها في التنمية.
من جانبه قال السيد جيمس وولفنسون رئيس البنك الدولي ان الاجتماعات كانت بناءة للغاية وهناك توازن في مناقشة كل القضايا المتعلقة بعمل المؤسستين الدوليتين مشيراً إلى انه كان لدى الجميع احساس بضرورة الاسراع بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مؤتمري مونتيري مع ضرورة بذل المزيد من الجهد وانه لا بد من أن نكون قادرين على وضع صورة حقيقية لهذا العالم للانطلاق نحو التقدم والتنمية والرخاء.
ورفض وولفنسون اقرار مساعدات مالية للعراق والحديث عن الارقام إلا بعد الاستماع الى أصوات مسؤولين عراقيين عن احتياجات العراق للبنية التحتية مشيراً إلى انه سيجتمع اليوم مع مسؤولين عراقيين لتقييم احتياجات العراق لفترات طويلة.
وأوضح ان مؤتمر مدريد حول العراق الذي سيعقد الشهر المقبل سيبحث القضايا التمويلية لاعادة الاعمار في العراق، ونفى وولفنسون وجود أرقام صادرة من البنك عن احتياجات العراق مشيراً إلى ان بعض التقديرات التي تتحدث عن 60 أو 70 مليار دولار ليست صادرة عن البنك الدولي معتبرا ان هذه التقديرات كبيرة بما تشتمل الامن وقضايا البنى التحتية واعادة الاعمار، كما اعتبر رئيس صندوق النقد الدولي هورست كولر ان نظرته المستقبلية بشأن العراق ايجابية، وطالب زعماء العالم بحل خلافاتهم بشأن العراق حتى تستطيع الاسرة الدولية التجمع والعمل المشترك ويستطيع صندوق النقد والبنك الدوليين العمل في العراق، ورفض هورست تأكيد حجم مديونية العراق الذي قدرته بعض المصادر بـ300 مليار دولار إلا انه أكد ان دين العراق ثقيل ويجب العمل المشترك على تخفيفه.
وأوضح ان الارقام الصادرة عن ديون العراق ربما تشمل ديونا سيادية وتعويضات الحروب، وقال هورست كولر مدير عام صندوق النقد الدولي انني اتفق على ان الاقتصاد العالمي يسير في مسار جيد نحو التعافي مؤكداً ان المناقشات اتسمت بروح التعاون المتبادل، ولفت الى ان دبي أظهرت قدرة عالية في التنظيم لهذا الحدث الضخم كما ان منهج الامارات الاقتصادي يبعث على الارتياح وان الاماراتيين يعتمدون على ذاتهم وتحسين أوضاعهم وتنمية قدراتهم والتوجه نحو المستقبل وهو ما تحتاج إليه الدول العربية كافة والعالم أجمع.
وحول أبرز النتائج والقرارات التي أسفرت عنها الاجتماعات السنوية أكد جيمس وولفنسون انه تمت مناقشة كافة الموضوعات الاقتصادية المحورية بالرغم من مؤشرات التحسن في الاقتصاد العالمي وقال انه كانت هناك مناقشات بالغة الاهمية حول الاعفاء من الديون وتقديم الدعم والمساندة للدول الفقيرة كما تمت مناقشة ما أسفرت عنه جولة المفاوضات في كانكون وبدأت المناقشة من حيث انتهوا.
وحول وضع الاسواق العالمية في هذه المرحلة توقع هورست ان تتنامى الحركة في الاسواق مرة أخرى، وأكد على انه لا بد ان يتعزز النمو المحلي والعالمي حتى يستعيد الاقتصاد الدولي عافيته ونشاطه السابق منوها الى ان هذا يحتاج الى العمل المشترك وتكاتف جميع الدول والاقتصاديات خاصة ان استعادة الاقتصاد العالمي لعافيته تصب في مصلحة الجميع، وحول اثار فشل منظمة التجارة العالمية على الاقتصاد العالمي أوضح هورست انه يجب العمل على تعزيز التجارة في العالم لأنها أكبر وسيلة للنمو، وقال إننا نريد أن نحقق أهداف النمو حتى نستطيع تحقيق أهداف التنمية في البلدان النامية، وأكد على انه آن الأوان للتركيز على القضايا التجارية والمسائل المثيرة للخلاف حتى يتم تخطي الصعوبات التي تعيق تطور الاقتصاد العالمي.
وحول الأوضاع في فلسطين والعراق والانعكاسات الاقتصادية للجدار الامني الفاصل قال جيمس وولفنسون اننا عملنا في فلسطين لعشر سنوات وقام البنك بطرح نحو عشرة مليارات دولار خلال السنوات العشر الماضية ونقوم بالمساعدة في البناء واعادة تأهيل البنية الاساسية، وفيما يتعلق بالجدار الفاصل في فلسطين قال وولفنسون ليس لي أي تأثير على الجدار أو السلطات الاسرائيلية أو الفلسطينية وما نحاول القيام به هو معالجة محنة الشعب الفلسطيني ومساعدة الفلاحين للتغلب على المشكلات المختلفة التي يعانون منها واننا الأكثر نشاطا ولا نستطيع ان نخوض في الاعتبارات السياسية ونحن في الميدان ونفعل ما في وسعنا، وحول قمة الاتصالات التي ستعقد في جنيف في ديسمبر المقبل قال وولفنسون اننا سوف نشارك في تلك القمة للتعرف على العالم وما يجري فيه في مجال التكنولوجيا والبنك في طليعة المؤسسات التي تشارك في مثل هذه الاجتماعات للتعلم من تجارب الاخرين بالاضافة لطرح تجاربنا، وحول استجابة الدول الصناعية لمساندة قضايا التنمية في الدول النامية قال اننا في قارب واحد وسنعمل على دعم جهود التنمية في البلدان الاقل فقرا وسنعمل على حث الدول الغنية على تعزيز دورها في جهود التنمية في تلك البلدان واننا سنعطي اهتماما أكبر بجهود التنمية في الالفية الجديدة.
وبين هورست كولير مدير عام صندوق النقد الدولي ان هناك موقفا موحدا للاستمرار في جهود محاربة الفقر وتقليص مشكلات الديون للدول الأكثر فقرا مشيراً الى ان الصندوق تعلم الدرس من الأزمة الآسيوية ويجب تعزيز الشعور بالملكية لأهميته للجميع مشدداً على ضرورة دعم ومساندة الشعب العراقي ليخطو نحو الامام وحل مشكلاته العالقة.
|