* واشنطن بغداد - نيويورك - الوكالات :
اتهم مجلس الحكم العراقي فرنسا باستخدام العراق في محاولة لتسوية حساباتها مع الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه أعلن المجلس انه يعمل مع الادارة الامريكية في العراق لاعادة السيادة إلى الشعب العراقي في اسرع وقت ممكن.
وقال اياد علوي وهو طبيب كان عضواً سابقاً في حزب البعث والان عضو بجلس الحكم في مؤتمر صحفي: «المشكلة مع الرئيس (الفرنسي جاك) شيراك والفرنسيين انهم لا يتناقشون مع الجانب العراقي. اننا لا نعرف اسبابهم ولا ما يريدون تحقيقه».
واضاف: «إن قلق مجلس الحكم ينصبُّ على أن الفرنسيين يستغلون العراق لتسوية خلافاتهم مع الولايات المتحدة». وقال: «مما يؤسف له أن فرنسا تحاول تسوية حسابات».
ودأبت فرنسا على معارضة الولايات المتحدة فيما يتعلق بالعراق حيث كانت ضد الحرب. وتقول الآن إن الولايات المتحدة يجب أن تسلم السلطة للعراقيين خلال أشهر.
لكن الولايات المتحدة تقول إن التعجل في العملية سيكون نوعا من التهور وانه يتعين أن يستتب الأمن ويوضع دستور جديد قبل الانتخابات.وقال متحدث باسم عضو آخر في مجلس الحكم إن المجلس يعمل مع ادارة التحالف المؤقتة لاعادة الأمن والسيادة إلى العراق وان المجلس بأكمله يعمل لاستعادة السيادة في اقرب وقت ممكن.من ناحية أخرى أعلن مسؤول عسكري أمريكي كبير أن الجيش الأمريكي قد ينشر في العراق وحدات اضافية من جنود الاحتياط والحرس الوطني اذا لم تصل اي مساعدة عسكرية من الدول الاجنبية لمساعدة قوات التحالف.
واوضح الجنرال بيتر بايس نائب رئيس هيئة اركان الجيوش أن قرار احتمال نشر جنود احتياط اضافيين يجب أن يتخذ خلال فترة من أربعة إلى ستة اسابيع. لأن ارسال هؤلاء الجنود يستغرق أربعة أكثر.
وقال لمجموعة من الصحافيين المتخصصين «في أواخر تشرين الاول (اكتوبر- مطلع تشرين الثاني) نوفمبر. سنبلغ القوات التي سيتم ارسالها».
ويقوم بالخدمة الفعلية في الوقت الراهن أكثر من 170 ألفا من جنود الاحتياط والحرس الوطني، لكن وزارة الدفاع لا تحصي اولئك الموجودين في العراق.
وقد قررت وزارة الدفاع في الفترة الاخيرة تمديد فترة خدمة الجنود والاحتياطيين في العراق. ويمكن أن يبقوا حتى فترة سنة.
واشار الجنرال بايس إلى أن وزارة الدفاع تفضل كثيرا أن تقدم دول أخرى العناصر الاضافيين، وقال «ان كثيرا من الدول تتحدث عن هذا الموضوع ونأمل كثير في أن يحصل ذلك».
واكد أن احتمال اتخاذ قرار حول تعبئة الجنود الفعليين او الاحتياط يأخذ في الاعتبار الحاجات الدفاعية لكوريا. من جهة أخرى أعلن مسؤول رفيع المستوى في ادارة بوش مساء الأربعاء أن الولايات المتحدة على استعداد للانتظار بضعة أكثر لحمل الامم المتحدة على تبني مشروعها حول العراق حتى تكون متأكدة انه سينال الدعم المطلوب.وقال هذا المسؤول طالبا عدم الكشف عن هويته على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: «لا احد مستعجل» لطرح هذا القرار على التصويت «لأننا نريد شيئا مؤكدا».
واضاف هذا المسؤول أن معظم الدول في الامم المتحدة باستثناء فرنسا على الارجح، سعت إلى تقريب المواقف حول المسائل المثيرة للخلاف: كيف نعيد إلى العراق سيادته في أقرب وقت؟
واشار هذا المسؤول إلى أن «الدول كانت مستعدة للمناقشة والتفكير حول كيفية التقليل» من خلافاتنا.وسئل: هل يمكن أن تمضي أشهر قبل التوصل إلى توافق. اجاب: «هذا ممكن ولا اعتقد أن ذلك سيطرح اي مشكلة».
واعتبر هذا المسؤول أن الاقتراح الفرنسي بالاسراع في نقل السيادة إلى السلطات العراقية «مؤذ». وقال إن «الولايات المتحدة ليست مستعدة لذلك». من جانب اخر دافع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو عن مشاركة بريطانيا في الحرب ضد العراق. وقال سترو في برنامج «نيوزنايت» لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) «لو لم نتخذ القرار (...) بدعم تحرك عسكري ضد النظام العراقي اين كنا سنكون اليوم؟».
وأضاف أنه لو لم يتخذ قرار التحرك العسكري «لما كانت هناك اليوم سياسة لاحتواء العراق وكان هذا سيعني تكريس صدام (حسين) الذي سيترجم بتقوية نظامه وتعزيز حكم الارهاب ضد شعبه الذي ادى إلى سقوط 300 ألف قتيل (...) وكان ذلك سيؤدي إلى فقدان اشخاص وزعزعة اكبر في الاستقرار في هذه المنطقة في العالم».
ونقلت البي بي سي عن مصدر لم تكشفه في ادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش أن الفريق الأمريكي البريطاني في «مجموعة مراقبة العراق» (ايراك سيرفي غروب) الذي يضم 1400 من العلماء والخبراء العسكريين وعناصر الاستخبارات لم يعثر على أي أثر لأسلحة دمار شامل في هذا البلد.
وقالت القناة الثانية للبي بي سي في برنامجها «ديلي بوليتيكس» الذي بثته مساء الأربعاء إن هذا الفريق الذي سينشر تقريره في تشرين الاول/اكتوبر المقبل لم يعثر على أي من أسلحة الدمار الشامل ولا حتى على «كمية ضئيلة جدا» من المواد النووية او البيولوجية أو الكيميائية.
|