جاءنا من معهد التربية الرياضية ما يلي:
إن اعداد الطالب لحياته العملية المقبلة لا يتناول تكوين هذا الطالب تكوينا عملياً فحسب، وإنما يجب أن يتناول اعداد هذا الطالب تربية تربوية علمية خلقية متكاملة، وذلك حتى يستطيع هذا الطالب أن يكون عضواً نافعاً ومفيداً في مستقبل حياته، وفي أيامه المقبلة، يجب على كل مؤسسة اجتماعية تعتني بالنشء أن تسلح أفرادها بالتربية وبأسسها ومبادئها.
وانطلاقاً من هذا المبدأ التربوي فقد أقام معهد التربية الرياضية يوماً دعاه «بيوم المسؤولية» وذلك بأن قام الطلبة في المعهد بتحمل مسؤوليات المعهد كافة، وطبعاً فإن هذه التجربة ذات أثر كبير في تقوية شخصية الفرد وفي تعويده على الريادة.
لقد جرى ترتيب هذا اليوم بأن اشترك جميع طلبة الدبلوم (السنة الثالثة) بالقيام بأدوار وبتحمل مسؤوليات جميع إداريي ومدرسي وفراشي المعهد. وذلك بأن أجريت القرعة بين جميع الطلبة في هذه السنة حول الأسماء «أسماء الهيئات المختلفة في المعهد) وسحب كل طالب ورقة كتب عليها أحد أسماء الإداريين أو المدرسين أو الفراشين، وكان هذا قبل اليوم المعد لذلك بيومين، وقام كل طالب فيما بعد بالاتصال بمن سيقوم بدوره ليعرف مهامه في هذا اليوم.
لقد أقيم هذا اليوم في يوم الخميس الموافق 16/11/1390هـ وجرت الأمور في هذا اليوم على أحسن ما يرام إذ أثبت طلبة الدبلوم قدرتهم على القيام بالريادة وتحمل المسؤولية، فقد ابتدأ اليوم من الصباح بأن تولى الطلبة مسؤولياتهم وقاموا بأدوارهم أفضل قيام فالمدرسون في الملاعب يرافقهم مدرسوهم الحقيقيون وكان الدور الأكبر لاداريي المعهد حيث قام مدير المعهد بتفقد الملاعب في الصباح وبتفقد جميع الإداريين والفراشين أيضاً وهل يقومون بأعمالهم أم لا، وكانت زياراته المتقطعة وغير المنظمة للفصول والملاعب، وتجلت مقدرة جميع الاداريين في تسيير أعمال المعهد، وقدرة المدرسين في ملء الفراغ الذي أحدثه لزوم مدرسيهم جانب الصمت، وكان يخيل إلى كل من يدخل إلى المعهد لأول وهلة أنه لا شيء جديد ولكنه إذا دخل ولاحظ سير الأمور في المعهد لاحظ أن هناك شيئاً جديداً، لاحظ نشاطاً وحيوية زائدة، ورأى كيف يتصرف مربو الغد إذا ترك لهم مجال للريادة وتحمل المسؤولية.
والذي يتجلى زيادة هو كيفية تقبل فراشي المعهد الجدد لأدوارهم ونشاطهم وحيويتهم الزائدة، وقد قام هؤلاء بمسؤولياتهم خير قيام وأصبحوا هم المحور الأساسي الذي يلاحظه كل من يزور المعهد.
وتجلت قدرة الطلبة في الفسحة الطويلة، وفي النقاش الذي أقاموه مع مدير المعهد ووكيله الحقيقيين، وذلك بأنهم أثاروا أموراً في غاية الأهمية بالنسبة للمعهد وبالنسبة لسكنهم الداخلي.
ونقدر أن نقول حبذا لو جرى إعداد هذا اليوم دائماً ففيه من القيمة التربوية والتمرن على الريادة وتحمل المسؤولية ما يكفي للطالب بأن يحاسب نفسه كل دقيقة على ما قدم تجاه مجتمعه، بالإضافة إلى قيمته للطالب وفي تعديل سلوكه المدرسي اليومي عندما يرى بماذا يواجه أي خروج عن النظام وفي هذه الحالة يزداد تمسك الطالب بالأنظمة وباحترامه لها.
|