عزيزي: عبدالعزيز الهزاع.. أنت لا شك موهبة فذة في فننا تعجبني جداً، وتفرحني جداً، وأتابع بشغف كل تمثيلياتك ومسلسلاتك.. لأنني أرى فيها الجودة والابداع والحرص الكبير على تقديم مادة جيدة مفيدة.. لكن لي شيئاً أود أن أهمس لك به، وصدقني أنني لم أقله إلا بفؤاد صادق.. وضنا بموهبتك التي تسفحها في أشياء قد يكون هنالك أشياء أخرى أكبر منها نفعاً.. وأعظم منها جدوى..
وهذا الشيء الذي أود أن أقوله لك هو أن تفطن وأن تنتبه كثيراً لمدى نجاح ما تريد تقديمه قبل أن تقدم على تقديمه بأسلوب أوضح أقول لك أنك رائع جداً.. ومبدع جداً في «التمثيليات» الدورية.. أو التمثيليات المستقلة إن صح هذا التعبير.. وستظل كذلك بإذن الله.
أما في حكايات التمثيليات التي تأتي على شكل مسلسلات فإني أرى في السنوات الأخيرة أنها لم تلاق ذلك النجاح الذي لاقته في بدايتها.. وكل رمضان يأتي نرى أن المسلسل الذي يأتي به أقل من غيره. وانتبه كثيراً ألا أقول أفضل أو أصف تلك المسلسلات بالاخفاق.. لا ولكني أقول أنها تكاد تفقد ذلك «المغناطيس» الذي كان يطوق كل تمثيلياتك..
فيا عزيزي بدافع الحب والأخلاص أقول لك أرجو أن تهتم بما تقدمه.. ولا تحسب للمادة حساباً أبداً.. فالمادة شيء تافة طائر، والذي يبقى هوالعطاء الناجح.. وحذار أن تسخر «موهبتك» للمادة.. فعندما لا سمح الله ستفقد موهبتك؟!
أخيراً، عليك بالاهتمام والحرص على تقديم التمثيليات المستقلة.. فهي هي التي ستخلق لك كل ما ترتئيه من نجاح.. لأنها هي التي تستطيع أن تجمع فيها كل الضروريات اللازمة لنجاح التمثيلية من عقدة، وتسلية، وإفادة.. إلخ وها هي أخر تمثيلية أذيعت لك كان عنوانها (الهادي الله)..
لقد كانت ناجحة وموفقة.. واستطعت بها أن تغزو القلب.. فلقد شددتنا إلى سماعها شداً..
ولم نملك عندما جاء الموقف الإنساني بالتمثيلية.. موقف الابن وهو يقبل والده ارضاء له.. فيبكي الابن عندها ويبكي الأب.. فلم نملك نحن المستمعين الا نبكي معهما لروعة الموقف وجلال المقام.. أما مسلسلك الأخير في رمضان فصدقني أنني لم أجد فيه شيئاً يشدني إليه مثلما وجدت في هذه التمثيلية؟!
المخلص
أبو عبدالله
|