نعم، اليوم الوطني له مضامين هامة في نفوس المخلصين والعارفين من أبناء الوطن، تتكرر ذكراه في نفس التاريخ من كل عام فتعتبر مناسبة وفرصة لكشف حساب المنجزات الوطنية بشتى عناصرها. وإذا تأملنا العمر الزمني للمملكة منذ توحيدها مقارنة مع الكثير من البلدان فإننا حقاً سوف نزداد فخراً واعتزازاً ببلادنا وما تيسر لها من تنمية وبناء بحول الله ثم بهمة الرجال المخلصين من قادتها ومجتمعها بدءاً بالمغفور له جلالة الملك عبدالعزيز ثم أبنائه من بعده وكافة رجال الدولة في شتى مواقعهم.
والمملكة اليوم تحتل موقعاً مرموقاً بين الدول في منجزاتها الحضارية وبنيتها التحتية وأمنها؛ وفوق ذلك رعايتها الكريمة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة التي كرم الله هذه البلاد برعاية شئونها وشئون زوارها من الحجاج والمعتمرين من شتى أنحاء المعمورة وقد أصبح معروفاً للعالم الإسلامي أجمع أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تسعى سعياً حثيثاً لتطوير الخدمات العامة لضيوف بيت الله الحرام وزوار الأراضي المقدسة والمملكة بما يتوفر لها من مقومات ومصادر القوة تمكنت بحمد الله من التميز في استقرارها وأمنها ونهضتها التي عمت ربوعها وجعلتها محط اعجاب وتقدير المجتمع الدولي.
وفي ظل طفرة الإعلام والمعلومات وتواصل المجتمع الدولي فقد أصبح المواطن السعودي على يقين وعلم بأوضاع بلاده مقارنة مع الغير. ففي الوقت الذي نشهد أحداثاً متلاحقة في كثير من بلدان العالم قريباً أو بعيداً منا فإننا نضاعف حبنا وولاءنا ووطنيتنا لبلادنا ولقادتها بمزيد من الفخر والاعتزاز بما حققته بلادنا آملين أن يديم الله سبحانه وتعالي عليها نعم الأمن والاستقرار وأن يحفظ لها هذا النهج القويم في بناء المجتمع والحفاظ على وحدته ومكتسباته.
كما أن المواطن العاقل المدرك سوف يعمل على تعميق مفهوم المواطنة في وعي ابنائه ومجتمعه كلٌّ حسب موقعه وقدراته. واليوم الوطني يصبح فرصة نتحاور خلالها ونتبادل المعلومات والمعارف حول تنمية وطننا وما تحقق له من منجزات؛ وكيف يجب علينا جميعاً أن نسخِّر وسائل إعلامنا وقنوات تواصلنا رسمياً واجتماعياً ليدرك الكل أن حالة بلادنا المشرفة بكل شئونها تستحق منا الوفاء قولاً وعملاً، فالدول تزيد من نهضتها ونموها على قدر نهضة همم أبنائها، وبقدر ما يكون عطاء المواطن ومجموع عطاء المجتمع يرتقي الوطن وينافس غيره ويحقق المزيد من دواعي الازدهار والاستقرار.
وتهنئة خالصة لقادة مملكتنا الغالية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والأسرة الملكية الكريمة وكافة أبناء الشعب السعودي الوفي بمناسبة يومنا الوطني. ودعوات خالصة إلى المولى عز وجل أن يحفظ المملكة ويزيدها سؤدداً وازدهاراً ولتظل قبلة المسلمين ومنار الإسلام تحظى بعناية ورعاية المخلصين.
والله الموفق..
(*)مدير إدارة التدريب بالحرس الوطني
| 
