Thursday 25th september,2003 11319العدد الخميس 28 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

اليوم الوطني ذكرى كفاح وجهاد المؤسس لتوحيد البلاد اليوم الوطني ذكرى كفاح وجهاد المؤسس لتوحيد البلاد
علي بن سالم العبدلي*

يمثل مشروع توحيد البلاد الذي قام به الإمام المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - في مثل هذا اليوم حدثاً تاريخياً كبيراً يجسد ملحمة كفاح بطل عربي مسلم دون اسمه بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ الحديث والمعاصر على ارض الجزيرة العربية استطاع خلالها ان يوحد كيان دولة مترامية الاطراف اتخذ لها الشريعة الاسلامية السمحة القائمة على كتاب الله وسنة نبيه المصطفى دستوراً ومنهجاً للحكم في البلاد، مؤكداً بجلاء تام لا لبس فيه أن الدين الاسلامي هو خيار البلاد الاوحد الذي لا عدول عنه بتاتاً ولا نكوص مستشعراً - رحمة الله تعالى - ان لا عزة للانسان الا بالاسلام ولاسيما ان ملحمة الكفاح والبطولة التي واكبت قيام حركة الامام المؤسس لتوحيد دولته كانت تشهد فيها المنطقة حالة من الفوضى السياسية والامنية بشكل كبير في البلاد التي تضم اهم المشاعر المقدسة على وجه المعمورة وهما بيت الله الحرام ومسجد رسوله - صلى الله عليه وسلم - فكان خروج الملك المؤسس من وسط الجزيرة العربية لتوحيد دولة مترامية الاطراف نقطة تحول للقضاء على حافة الفوضى السائدة في ذلك العصر لتتحول بعد ذلك المنطقة الى دوحة من الاستقرار والامان ليمد الامام المؤسس يده لجميع المواطنين في البلاد بالحكمة والعدل والوفاء استطاع خلالها ان يوحد مناطق مترامية الاطراف في وطن ودولة واحدة يقع على كل فرد فيها مسئولية الحفاظ على ما تحقق من انجازات لتتعاضد بذلك سواعد الرجال الفتية للمساهمة في بناء دولة التوحيد في اطهر بقاع الارض، لقد عمل المك المؤسس فور الانتهاء من مرحلة التوحيد على ان تشمل مرحلة بناء دولته جميع النواحي في الحياة الدينية، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، اضافة الى الا منية الامر الذي تحقق معه ولادة دولة فتية قادرة على البقاء وسط حقبة تاريخه تسودها الحروب والنزاعات والصراعات التي تحيط بالدولة من كل جهة التي شاء الله تعالى أن يحفظها من هذه المخاطر لتتعدى مرحلة كفاح البطل الامام ان تكون مجرد تأسيس دولة، لتصبح مرحلة التوحيد موعداً لولادة امة، الامر الذي يعطي تجربة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - خصوصية تشكل هوية وطنية جديدة للشعب قامت على سياسة الجمع دون تفرقة، استطاعت ان تصنع من القيم الدينية والتاريخية والثقافية ملامح الانسان السعودي الذي يعتبر العمق الدين الاسلامي الحنيف مرتكزها ليدخل الامام المؤسس بلاده الى عصر حديث متجدد عبر رؤية تربط السلوك السياسي بأخلاقي من خلال الثوابت الراسخة القائمة على العقيدة السمحة التي تترسم خطى السلف الصالح وتحفظ الحقوق والواجبات وتنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وتربط اسس العلاقة في التعامل بين شرائح المجتمع كافة ليتحقق بذلك مبدأ العدل والمساواة ويعم الامن والاستقرار ارجاء البلاد وفق وحدة اجتماعية متجانسة.
بكل اختصار نتذكر في هذا اليوم المجيد العديد من المضامين والمعاني الخالدة التي واكبت مسيرة العطاء، كما نستعيد ذكرى تجربة وطنية رائدة من الانجازات العظيمة التي تحققت في دولتنا خلال هذا العهد الميمون الذي حول الاراضي الصحراوية القاحلة في البلاد الى واحة زراعية وصناعية رائدة ينعم فيها كل مواطن ومقيم بنعمة الامن والاستقرار والرفاهية. لذلك يعتبر اليوم الوطني السعودي يوماً من الصعب ان يمر مثل بقية الايام العادية فهو يوم حمل بشائر مولد امة وصناعة ووطن قائم على اسس الشريعة الاسلامية السمحة في دولة شرفها الله تعالى بوجود اطهر البقاع المقدسة على وجه الارض فيها سائلا الله تعالى
أن يديم على هذه الارض الطيبة نعمة الامن والاستقرار وان يحفظها وولاة امرها من كل شر وسوء.

(*) مدير عام الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة الجوف

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved