مما يسر النفس ويثلج الصدر ان يرى المرء العديد من المظاهر الحضارية حوله أينما ذهب وحيثما نظر فمن نظافة الشوارع إلى الأشجار والحدائق إلى اللافتات والإنارة إلى الهواتف العامة والخدمات والمرافق الأخرى والعديدة جداً.
وبالمقابل فانه مما يدعو للاستياء والانزعاج ان ترى شخصاً يعبث بتلك المكتسبات الحضارية فهذا يخرب الهاتف العام
وآخر يمزق المقاعد في الأماكن العامة وذاك يلطخ الأرض النظيفة والجدران بالأوساخ وأب ترك أولاده يعيثون فساداً في الحديقة بزرعها وشجرها وكل أولئك الناس يجمع بينهم التخريب من دون مبرر والإساءة للذوق العام، وهذا لعمري إساءة لكل البلد وأهله.
فما هو السبيل لدرء هذه الإساءات؟
هل هي أجهزة الأمن ووضع رقباء على الأماكن العامة أم وضع لافتات تحذر وتوعي الناس؟
أرى أن لا شيء يضمن حسن السلوك إلا الوعي الذاتي والدافع الشخصي للحفاظ على مظاهر الحضارة وصيانتها وهذه الأمور تربى وتنشأ مع الطفل منذ الطفولة.
إذن فيمكننا القول ان المحافظة على المكتسبات هي مسؤولية جماعية بدءاً من الأسرة والمدرسة ومشاركة كافة أفراد ومؤسسات الوطن.
(*) مدير عام مستشفى الحمادي
|