على خلفية ما نشر في صحيفة الجزيرة للأخ عبدالعزيز العيادة بالعدد «11314» ليوم السبت 23 رجب 1424هـ، أذكر أني كتبت عن عشوائية تحديد مواقع المدارس في مدينة حائل، مما يؤدي إلى مشكلة الضغط الطلابي في المدرسة الواحدة، وقد ضربت لذلك مثالاً حياً بافتتاح مدرسة ابتدائية جديدة في حي الجامعيين، رغم أنه لا يعاني من ضغط أو زيادة سكانية، في مقابل غض الطرف عن حي غرناطة، الذي كان يعاني بالفعل من قلة المدارس على الرغم من الكثافة السكانية.
تلك المشكلة حدثت قبل قرابة عام، واليوم تتجدد بشكل آخر يؤكد أن عشوائية تحديد المدارس مستمرة، عندما أطلت برأسها من مكان مماثل، ولكن هذه العدوى انتقلت هذه المرة إلى قطاع تعليم البنات!! ولعل أبسط تشخيص مبدئي لهذا، أنه راجع إلى كون تعليم البنات أصبح تحت مظلة إدارة تعليم منطقة حائل!!
فالعدوى أصابت حي الزهراء والخزامى! بواقع رفض مديرة مدرسة «45» الابتدائية استمرار دراسة أكثر من «20» طالبة في الصف الأول من سكان الحيين رغم استقبالهن في الأسبوع الأول!! بحجة أن المدرسة لا تستوعب هذا العدد، فالفصول لا يتجاوز تعدادها عشرة فصول- بالمناسبة المدرسة في مبنى مستأجر- غير أن المشكلة لا تقف عند هذه المدرسة أو ذلك الحي، فربما أمكن حلها حتى لو كان ب «الواسطة» لمن أعيته الوسيلة، ولكنها تنم عن واقع تعيشه منطقة حائل بالنسبة للأحياء الجديدة! مما يؤكد على أنه لا توجد لدى إدارة تعليم منطقة حائل أية خطط إستراتيجية موضوعة سلفاً لمواجهة الزيادة السكانية وتوزيع المدارس وفقاً لهذه الزيادة وظهور الأحياء الجديدة!!
إنما المسألة لا تعدو أن تكون خططاً ارتجالية وتنفيذاً عشوائياً مع بداية كل عام دراسي جديد، فضلاً عن الوعود السرابية التي تقطعها إدارة تعليم البنات «تحديداً في هذه المشكلة» لأولياء أمور الطالبات المستبعدات من المدرسة «45» الابتدائية، اللواتي عدن إلى بيوتهن بخيبة أمل، تلك الوعود التي تتأرجح بين بناء فصول جديدة !! أو بناء مدرسة شرق الحي!! أو فتح المدرسة في الفترة المسائية، رغم أنها فترة مخصصة لتعليم محو الأمية!! لقد حفيت أقدام أولياء أمور الطالبات وهم يترددون بين دموع بناتهم الصغيرات، وبين تسويف المسؤولين في تعليم البنات والأمل بالله ثم بوزارة التربية والتعليم لمعالجة المشكلة، هذا ما كان والله المستعان.
محمد بن عيسى الكنعان
|