Thursday 25th september,2003 11319العدد الخميس 28 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نعم المعلم.. ثم المعلم.. ثم المعلم!! نعم المعلم.. ثم المعلم.. ثم المعلم!!

يوم الأربعاء شدني عنوان المقالة «المعلم.. المعلم» لسهم الدعجاني وبما انني أنتمي لهذه الفصيلة وأتحرك داخل هذا القطاع فانني أحببت أن أخط بعض الكلمات وأصف بعض العبارات الممتلئة حباً والمشعة نوراً عن هذه المهنة الراقية الشريفة «المعلم»، ونحن نمارس الركض داخل المضمار وفي بداية المشوار ونستطعم نكهة البداية.. فان المعلم يوقد الشموع وينير الدروب ويشعل مواقد العلم.. ويدفع المركبة إلى الامام لترقى وتتسلق القمم وتحط رحلها في ميادين المعرفة وعوالم الحضارة..
المعلم هو الأرضية ومرتكز التعليم.. المعلم هو منشأ المعرفة وساحة العلم والقاعدة الأساسية في بناية الحضارة.. لا تُصنع الأمم وترقى الشعوب الا عن طريق هذا المعلم..
محاور التعليم ثلاثة معلم، وطالب، ومنهج.. لكن يبقى المعلم هو الأصل والأساس فعندما يجيد تحريك الدائرة ويفعِّل المحاور المساندة له الطالب والمنهج نقطف النضج ونتذوق نتاج المعرفة. المعلم.. وردة فائحة العطر وشمعة ينبثق منها شعاع النور وتزيح العتمة وتقاتل الظلمة وحتى أقترب أكثر فالمعلم زهرة جميلة متفتحة يمتص منها الطالب رحيق المعرفة.
المعلم هو نبض الحياة وروح تتحرك داخل جسم المعرفة.. المعلم عفواً أحبتي فقد لا أستمر أعفوني من هذه المسألة فالحبر كثير والطريق بعيد وكلامي نفد وأرضي اجدبت وعباراتي توقفت ويبقى المعلم شامخاً وكبيراً.. لكن أي معلم هذا الذي دوّخ قلمي انه المعلم الصادق المخلص المحب للمهنة والمتقن للحرفة.. المعلم الذي لا يدفع دفعاً إلى المدرسة ويكون تحركه داخل اطار الراتب المعلم الذي لا يقطع معلومته جرس الدرس وينتهي هدفه مع نهاية الحصة وخروج الطلاب.. انه المعلم النبض والحياة.. ليس المعلم الآلة والذي لا يفهم عن التعليم سوى سبورة.. وأقلام.. وكتاب سميك المنهج «والله يعين على التخلص من ثقله» أو المعلم الجاف الذي لا يراعي النفسيات ولا يقرأ الفكر ولا يهتم بالعاطفة والمشاعر.. فقط همه وهدفه.. معلومة ناشفة.. ينقلها من الكتاب ويعيدها على الطالب.
المعلم المثقف المهذب الذي يراقب تحركاته وتصرفاته ويرسم الابتسامة على وجهه لانه مركز القدوة ونبع المعلومة والمعرفة.. المعلم الذي يدرك أن أمامه فكراً وعقولاً غضة طرية تحتاج إلى تعامل دقيق وحذر لان هناك «عقلاً باطناً» يرصد كل حركة ويسجل كل جزئية يحدثها المعلم.. اتمنى في الختام ان نكون كلنا أُسرة التعليم ذاك المعلم الصادق الناصح المخلص لدينه والمراعي لأمانته والمحب لوطنه.

خالد عبدالعزيز الحمادا/بريدة
zeyad15@hotmail

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved