توقفت في عروقي كل جارحة
لما أتانا بنعي المرشد الخبر
وعانق الحزن قلبي وهو منفطر
فلن أعيش سوى والقلب منفطر
شيخ جليل مضى في الله محتسباً
يدعو ويرشد بالإيمان يدثر
وكم دعا في سبيل الله مصطبراً
شيخ جليل له من اسمه أثر
شيخ جليل تهاب الأرض وطأته
إذ لم يسر خلف من ساروا وهم خور
تراه خمساً - إذا ما شئت - متجهاً
الى الصلاة وما في قلبه ضجر
إن شئت داعية فاحفل بمجلسه
فيه المواعظ والآداب والدرر
شيخ تحدر من أسلافه فغدا
نعم الإمام وفي أجياله الأثر
هذه الكواكب من أجياله حضرت
فكيف تبدو إذا لم يحضر القمر؟
الموقت حق ولي نجزع به أبداً
ولن ترانا سوى بالذكر نصطبر
الله أكبركم في الموت من عبر
فهل ترانا بهذا الموت نعتبر
الموت يأتي بلا وعد وليس له
فأسرجوا خيلكم بالذكر وادّكروا
والموت يأتي بأقدار مؤجلة
وليس يُقبل من مستمهل عذر
يا حامل النعش رفقاً من حملت له
قدر عزيز فداه السمع والبصر
شيخ جليل ورب الكون نحسبه
والله يمنح، فامنح أجر من صبروا
وامنحه ربي إله الكون مغفرة
والبسه ربي ثياباً لونها خضر
ماذا أقول؟ وجدي قد غدا خبراً
ماذا أقول؟ وماذا ينفع الضجر؟
حارت لوصف جروح القلب قافيتي
فرحت أنظم شعراً ما له أثر
لكنه الصبر إن زادت مصائبنا
نقرنه بالذكر لما ينزل القدر
إذا تراكمت الأحزان واجتمعت
من كل صوب كسيل حين ينهمر
نقول إنا إلى الرحمن مرجعنا
وليس من غيره حول ولا قدر
هذي الكواكب من أجياله حضرت
فكيف تبدو إذا لم يحضر القمر؟