Thursday 25th september,2003 11319العدد الخميس 28 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ستفقده حلقات القرآن ستفقده حلقات القرآن
إبراهيم عبدالعزيز الشثري/مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسويدي وسلطانة - الرياض

موت العلماء مصيبة تحل بالمسلمين ونازلة عظيمة على الصالحين، تبكي لها القلوب كمدا وتذرف لها العيون دما كيف لا وهم الذين يبينون للناس طريق الهدى وينيرون لهم مصابيح الدجى، أثرهم على الناس واضح بهم تحيا الأرض واليهم يلتجئ الخلق بعد الله سبحانه وتعالى، هم ورثة الأنبياء وبهم يعرف الناس الحلال من الحرام.


لعمرك ما الرزية فقد مالٍ
ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شهم
يموت بموته خلق كثير

لقد ودعنا عالماً مجاهداً بذل وقته وماله في سبيل الله عزوجل، فأنشأ الحلقات لتحفيظ القرآن الكريم بل هو الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لها في منطقة الرياض وذلك قبل عام 1386هـ تحت اسم الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض انه الشيخ العلامة أبو عبدالله عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان عرفه الصغير والكبير رجلا متواضعا حسن الأخلاق ذا هيبة ووقار لا يمل مجلسه.
بابه مفتوح لطلاب العلم والضيوف وله جلسة بعد العصر تجد فيها طالب العلم والفقير والمحتاج، يقضي حاجة هذا ويشفع لذاك ولا يكاد هاتفه يتوقف عن الاتصال يستفتيه القريب والبعيد النساء والرجال فيفتيهم بما فتح الله عليه من العلم، فيرشد هذا ويوجه ذاك، هذا هو ديدنه دائما ولقد عرف عن الشيخ جلده في الدعوة فكثيرا ما يسافر للدعوة الى الله في شمال المملكة وجنوبها، فيمكث هناك الأيام والأسابيع ما بين محاضرات وكلمات في المساجد والدوائر الحكومية كالمدارس والكليات والشيخ شديد الغيرة في الله فهو يغار عندما يرى مخالفة لدين الله عزوجل ولا يجامل في دين الله، هكذا هم العلماء الربانيون.


أهكذا البدر تخفي نوره الحفر
ويفقد العلم لا عين ولا أثر
خبت مصابيح كنا نستضيء بها
وطوحت للمغيب الأنجم الزهر

وقال آخر:


تخرم الصالحون المقتدى بهم
وقام مقامهم المبتدأ الخبرُ

لقد تأثر بموته عدد كبير من الفقراء والمساكين فهو بحق «أبوالمساكين» أما المساجد والعناية بها فحدث عنها ولا حرج، فله في ذلك القدح المعلى ليس في المملكة وحدها بل في خارجها أيضا يبشر ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم القائل:«من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة» لقد كان مهتما بحلقات تحفيظ القرآن الكريم ويسأل عنها المشرفين والأساتذة ويذلل كل الصعوبات التي تعترضهم وأصبحت هذه الحلقات في كل مدينة وقرية بل حتى وصلت القرى والهجر النائية.
نسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناته.
ولقد كان الشيخ وهو في المستشفى يتابع المناشط الدعوية ويسأل عنها، فالدعوة الى الله هي هاجسه واهتمامه الأول. فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأصلح الله عقبه و{انا لله وانا اليه راجعون} فله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved