Thursday 25th september,2003 11319العدد الخميس 28 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
مفارقة الماء؟!
د. خيرية السقاف

من الماء تحيا الأرض وتنعش الأشجار...
ومن الماء تُروى العروق وتنبض الشرايين...
الماء يروي كلَّ عطش، والعطَش جوع...، وجوع المخلوقات لا يسدُّه إلاَّ رُواء الماء ...، وعطش الأشياء لا تروي صدأه إلا قطرة الماء...
ألم يجعل اللَّه تعالى من الماء كلَّ شيء حياً؟...
كيف تكون الرَّوضات في الإمحال؟
وكيف هي أوجه السُّطوح لكلِّ ما هو ظاهر في حالات القحط؟
وكيف هي أعماق كلِّ دفين في حالات الصدأ والزَّمهرير؟
لماذا ترتهج الأشياء كلُّها فوق ظاهر الأرض حين ترعد السَّماء وتتكدَّس السُّحب المطيرة... وتسقط الأمطار فتغسل التُّراب واليباب؟
لماذا تتناغم المشاعر في صدور الشُّعراء والأدباء وكلُّ ذي حسٍّ وشعور كلَّما لامست أنوفهم رائحة التُّراب في ندوة المطر؟
وكلَّما دكنت لوحة الأرض قبل هطوله؟ وكلَّما لمعت بعد نزوله؟
ما السِّر في الماء؟
وما الماء في الحياة؟
أسئلة.. وصور... ولوحة... وطعم... ورائحة.. ومشاعر تتداخل في حضرة المطر...، والقطر... وكلِّ لوحة في وجود الماء...
النَّاس لا تدعو بمثل ما تدعو حين يغيب المطر/ الماء...
والنَّاس لا تخشى الموت بمثل ما تخشاه في غياب الماء/ المطر...، والنَّاس لا تفرح كما يفرحها المطر/ الماء؟...
كلُّ ذلك تذكَّرته وهناك من يدعو لارتشاف قطرات من الماء في الصَّباح الباكر قبل أيِّ لقمة، وأيِّ طعام...
لأنَّ الماء يسري في الأعماق فيغسل ما تركه زمن سبق رشف القطر ... ويدعو للحياة... «الماء حياة»...
** ولأنَّ الآن هناك من جاء يحذِّر من ارتشاف الماء في الصبَّاح الباكر قبل أيِّ لقمة، وأيِّ طعام... «الماء ممات».
لأنَّ الماء يسري في الأعماق فيميت كلَّ شيء تدريجياً.. ويدعو للموت:....
«الماء ممات»؟!
مفارقة الماء...
آخر ما يعكس جهل الإنسان بعلمه، أو العلم بجهل الإنسان.. وعند هذا:
فلا ما يقلق عندما تأتينا أنباء العلم بمتناقضات... أو لا تستقرُّ نتائج البحوث على رأي!!
ذلك يعني: أنَّ الإنسان في الحياة مجتهد قد لا يصيب مهما أوتي من العلم..!!
فما بال الإنسان كقطرة الماء!! في حال بقائها على السَّطح!!
سرعان ما تتبخَّر...
وسرعان ما لا أثر لها؟!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved