* متابعة وتصوير - علي يحيى الراجحي:
فقدت محافظة المسارحة بجازان أحد أبرز وأشجع رجالاتها بوفاة الشهيد حسين بن مفرح بن محمد ياسين حنتول 42 عاما من منسوبي قوة الطوارئ الخاصة بجازان أثناء مشاركته في المداهمة الأخيرة في جازان مع الارهابيين في اسكان مستشفى الملك فهد المركزي بجازان واغتالته رصاصة غدر آثمة مسجلا بذلك ملحمة بطولية في أداء الواجب والذود عن الوطن وحماية أمن المواطن، و«الجزيرة» بدورها انتقلت الى منزل الفقيد الواقع في الحارة الشمالية بقرية سوق الليل بمحافظة أحد المسارحة حيث التقينا أهل الشهيد وأفراد أسرته وعددا من أقاربه وأصدقائه وقد ارتسمت علامات الحزن على محياهم وخيمت أجواء الأسى في ديارهم وقد تحدثنا في البداية إلى أكبر أبنائه الذكور سالم بن حسين مفرج حنتول «12 عاما وعيناه تذرقان الدمع حيث بادرنا بالقول ان أباه قد استشهد وهو يدافع عن أمن وطنه ومواطنيه ويعد بذلك مفخرة لكل أبنائه وذويه وقد توقف عن الكلام لسوء حالته النفسية، كما التقينا شقيق الفقيد المواطن حمود بن مفرح بن محمد ياسين حنتول الذي تحدث إلينا قائلا: ان أخاه الشهيد حسين قد تلقى اتصالا هاتفيا عند الساعة الحادية عشرة من ليل الاثنين الفائت من مقر عمله يدعوه الى الحضور فورا والتواجد بمقر عمله وقد لبى الشهيد الأمر وذهب على الفور ولم نتلق أي اتصال منه منذ خروجه من المنزل وإلى حين ابلاغنا بنبأ استشهاده عند الساعة الثانية ظهرا من يوم أمس الاول الثلاثاء حيث هاتفنا من يبلغنا بذلك وانه يتعين علينا التوجه الى مستشفى الملك فهد المركزي بجازان حيث وجدناه قد لاقى وجه ربه الكريم وهو يذود عن أمن وطنه ومواطنيه، كما تحدث الينا عم الفقيد المواطن محه جابر مبينا ماعرف عن الفقيد من كريم الخصال وحميد السجايا الى جانب بره لأمه وحبه الشديد لها وتضرع في ختام حديثه الى الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته وغفرانه، كمار التقينا أنجال الشهيد المواطن سليمان بن عبدالله خبراني والذي قال ان الشهيد حسين قد سجل صفحة مشرفة في أدائه لواجبه على الوجه التام والمطلوب.. تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
كما التقينا بأحد زملائه السابقين المواطن عبده بن حسين الفقيهي عسكري متقاعد من قوة الطوارئ الخاصة بجازان حيث أوضح انه قد عمل مع الشهيد عدة سنوات وقد اعتاد منه رحمه الله حرصه على اداء الصلوات جماعة في أوقاتها والانتظام في عمله والحرص عليه إضافة الى ماعرف به من شهامته وكرمه وجرأته وقوة اقدامه ورباطه جأشه وجم تواضعه واختتم الفقيهي حديثه ل«الجزيرة» قائلا: لا نملك الا ان نرفع أيدينا الى الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته وفسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
كما كان لنا لقاء بأحد أصدقاء وجيران الشهيد الأستاذ محمد بن حسين الطالبي والذي أبان في حديثه ل«الجزيرة» ان شهيد الواجب حسين بن مفرح حنتول كان معروفا بحسن سيرته وسمعته ومحبوبا من الجميع الى جانب مواظبته على عمله وانتظامه فيه ولم نسمع انه غاب عن عمله يوما حتى في أحلك ظروفه كان منتظما منضبطا في عمله اضافة الى ما اشتهر به من كريم المحامد والسجايا واختتم الطالبي حديثه ل«الجزيرة» قائلا لا يسعنا في هذا المصاب الجلل إلا ان نرفع أكف الضراعة الى الله العلي القدير ان يتقبل الفقيد شهيدا ويتغمده بواسع رحمته وعظيم غفرانه انه سميع مجيب.
هذا وتجدر الاشارة الى ان شهيد الواجب حسين بن مفرح ياسين حنتول من مواليد 1382هـ بقرية الجروف شمال أحد المسارحة ويبلغ من العمر اثنين وأربعين عاما ويسكن الى حين استشهاده في الحارة الشمالية من سوق الليل في محافظة أحد المسارحة وهو متزوج وله ست من البنات وثلاثة من الذكور وهم على الترتيب على النحو الآتي: الأولى ندى وتبلغ من العمر ثمانية عشر عاما وتدرس في الصف الثالث ثانوي، الثانية فاطمة وتبلغ من العمر ستة عشر عاما ويدرس في الصف الأول ثانوي، الثالثة منى وتدرس في الصف الثاني متوسط وتبلغ من العمر خمسة عشر عاما، الرابع سالم أكبر أولاده الذكور ويبلغ من العمر اثني عشر عاما ويدرس في الصف الخامس ابتدائي والخامسة آمنة وتدرس في الصف الخامس ابتدائي وتبلغ من العمر احدى عشرة سنة والسادس حمود ويبلغ من العمر تسع سنوات ويدرس في الصف الثالث ابتدائي والسابعة جميلة وتبلغ من العمر أكثر من خمس سنوات والثامنة نهى وهي طفلة تبلغ من العمر سنتين ونصف السنة والتاسع عبدالعزيز وهو طفل رضيع في الشهر الثامن، كما يعول الشهيد أمه البالغة من العمر ستين عاما وثلاث أخوات شقيقات له ليصل مجموع من يعولهم أربعة عشر فردا يسكنون في منزل شعبي متواضع.
هذا وكان الشهيد قد تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة سوق الليل الابتدائية ثم توقف عن الدراسة والتحق بقوة الطوارئ الخاصة بجازان قبل أربعة وعشرين عاما تقريبا ثم انتقل عمله الى أبها في عام 1402هـ حيث مكث فيها عشرين عاما واصل خلالها دراسته المتوسطة عبر الدراسة الليلية وحصل على شهادة الكفاءة المتوسطة ثم انتقل في العام 1422هـ الى قوة الطوارئ الخاصة بجازان وواصل عمله بها مخلصا جادا مجتهدا كفؤاً منضبطا برتبة رقيب الى أن وافاه الأجل المحتوم يوم أمس الاول الثلاثاء شهيدا وهو يؤدي واجبه اثناء عملية مداهمة عمارة سكنية باسكان مستشفى الملك فهد بجازان يتواجد فيها عدد من الارهابيين المطلوبين أمنيا مسجلا بذلك أروع أمثلة البذل والعطاء والفداء في خدمة الدين والمليك والوطن.. تغمده الله بواسع رحمته والهم ذويه وأهله الصبر والسلوان انه سميع الدعاء.
|