* جازان - إبراهيم بكري:
مرت ما يقارب 48 ساعة على مداهمة الارهابيين بسكن مستشفى الملك فهد بجازان وما زالت فصول وسيناريو المداهمة تروى على لسان أهالي السكن الذين عاشوا أصعب المواقف في حياتهم بين إطلاق النيران وقنابل مسيلات الدموع وقوة أصوات مكبرات الصوت التي نادت باستسلام الارهابيين لكن كان موقفهم الاصرار على الضلال والارهاب.
الجزيرة انتقلت يوم أمس الى موقع المداهمة لرصد ردود الافعال من السكان أنفسهم لحظة الوصول لمقر السكن وبدأت علامة الحزم والشدة في عيون حارس بوابة السكن وكأنه يقول انتهى زمن التساهل مع زوار السكن وبعد محاولات عدة للحارس واقناعه بضرورة الدخول أصر على الرفض لأكثر من ربع ساعة ولم يطلق سراحنا الا بعد اتصال هاتفي من مسؤول بالمستشفى وكأنه يعض أصابع الندم على كيفية دخول ارهابيين الى مكان يتميز بالأمن والامان وقد ذكر حارس الامن مجدي ل«الجزيرة» الفرق الكبير بين هدوء اليوم وهلع وخوف الامس واصفا حالة المداهمة وتبادل اطلاق النيران بالحرب الضارية ولم يكن امامه الا الرد على كافة اتصالات أهالي السكن بالسنترال وسؤالهم عما يدور بداخل العمارة B6 بالشقة رقم 3 بالدور الثاني فحاولت طمأنتهم لكن زيادة وارتفاع صوت النيران أصابت الجميع بحالة من الخوف لا يمكن وصفها.
وفي ذات السياق اضاف ل «الجزيرة» المقيم السوداني عبده المحمود الطاهر المحاضر بالكلية الصحية بجازان قائلا:
ذهبت الى مقر عملي في الساعة السابعة وكان الوضع طبيعيا وبعد مرور ساعتين اتصلت بي زوجتي وقالت: إنها محاصرة هي وابني داخل الشقة بسبب وجود عملية عسكرية كبيرة وظهرت عليها علامة الرعب والخوف وما زالت تعاني من ذلك حتى الآن.
المقيم هزاع عيسى سوري الجنسية أطفاله الثلاثة رامي ورما ورشا تم نقلهم أمس الى المستشفى لإصابتهم بحالة هستيرية وخوف وهلع مصاحبة لبكاء شديد وعدم القدرة على النوم وعلى تناول الطعام فأكد هزاع بأن طبيب المستشفى اشار من خلال تقارير طبية الى أن أطفاله مصابون بحساسية شديدة سببتها حالة الخوف والهلع الشديد ونصح الطبيب بضرورة فترة نقاهة للأطفال لمدة اسبوع.
المواطن ماجد عبد الله قاسم عاش الموقف بنفسه ووصف ذلك ل«الجزيرة» قائلا:
ما شاهدته يوم امس الاول شبيه بالأفلام الأمريكية وحرب الشوارع الرصاص من كل جانب لكن قوة ايمان وشجاعة رجال الأمن انهت عملية المداهمة بنجاح كبير.
وبينما الجزيرة ترصد ردود الأفعال قام مدير السكن بمنع مواصلة المهمة بحجة ضرورة مراجعة مدير المستشفى تنفيذا للتعليمات والانظمة من الجهات الرسمية.
مدير المستشفى لم يختلف موقفه عن مدير السكن وبدأ بسرد الحجج ولعل من أهمها الوضع الآن غير المناسب لرصد ردود الأفعال ولا لزيارة غرف المصابين من رجال الأمن لأن فرقة الصيانة والنظافة بدأت بعملية التجهيزات والتحسينات للممرات والأقسام بسبب زيارة مسؤول رفيع المستوى للمستشفى.
وبعد المفاوضات مع مدير المستشفى التي انتهت بالفشل، أنقذ موقفنا موظف بسيط ومتعاون ادخلنا على طريق يصل إلى الدور الرابع لقسم الباطنية رجال غرفة المصابين من رجال الأمن في المداهمة ولحظة وصولنا بدأت عملية الاخلاء الطبي لرجل الأمن رزنان جبران الغزواني ورجل الأمن محمد يحيى خبراني لأن اصابتهما بليغة وتحتاج لعناية في مستشفيات متخصصة بالرياض.
وفي نفس الاطار تحدث ل «الجزيرة» من السرير الأبيض الملازم أول خيف سعد القحطاني قائد فريق الاقتحام بطوارئ جازان قائلاً:
الدفاع عن الدين وسام والدفاع عن الوطن عز ومجد وأرواحنا فداء لوطن الخير لقد شارك 20 فرداً وضابطان من طوارئ جازان في عملية المداهمة التي بدأت الساعة 8 صباحاً ويصف العملية بالنجاح والسيطرة على الموقف بالرغم من كمية الأسلحة التي كانت بحوزة الارهابيين.
وأضاف القحطاني بانه عند اقتحام الشقة تم مشاهدة الارهابي سلطان جبران القحطاني في وضع استعداد يحمل سلاحاً رشاشاً مصوباً على مدخل الشقة فتبادلنا النيران وبفضل الله تم قتله برصاصتين في القلب والأخرى في العين بعد ذلك تم اطلاق قنابل غازية اجبرت اثنين من الارهابيين على الخروج وتم قتلهما عن طريق القناصين من طوارئ منطقة الرياض.
وواصل القحطاني سرد عملية المداهمة قائلاً: بعد ذلك اطلقت المزيد من القنابل الغازية فأجبرت اثنين من الارهابيين على الاستسلام.
شقيقة فيصل سعد القحطاني ذكرت ل «الجزيرة» بان دماء واصابات رجال الأمن تعتبر وساماً وعزاً وفخراً لابناء الوطن المخلصين.
وفي نفس السياق تحدث باسهاب رجل الأمن المصاب مناجي عيسى دليح من طوارئ جازان عن تفاصيل عملية المداهمة قائلا:
كان عددنا لحظة دخول شقة الارهابيين 5 أفراد من رجال أمن طوارئ منطقة جازان اقتحمنا الباب فوجدنا ارهابياً مسلحاً واجه الرقيب حسين مفرج حنتول وجهاً لوجه فتبادلا اطلاق النيران فاستشهد الرقيب حنتول وقتل الارهابي وبسبب اطلاق النيران اصيب ثلاثة من الأفراد وقمت بمحاولات انقاذهم الى خارج مبنى العمارة وطلبت النجدة والعون.
واضاف رجل الأمن دليح بانه لحظة دخولهم للمبنى شاهدوا رجلاً يلبس ثوباً مصوب عليه سلاح ارهابي من بوابة الشقة كان يحاول قتله لاسباب لا نعرفها.
المصاب وكيل رقيب محسن هادي حامضي من قوة طوارئ جازان يعاني من عجز في الرجل اليسرى نتيجة طلقة رصاص في الفخذ الأيسر هشمت العظام وتم اجراء عملية عاجلة له وتركيب اسياخ حديدية في رجله ستستمر لمدة 4 سنوات يصف ما قام به بالواجب تجاه الوطن الغالي.
شيخ قبيلته وشيخ قبيلة الحوامضة الشيخ أحمد جبران حامضي للجزيرة بان أبناء قريته أرواحهم فداء للوطن وأنهم مستعدون لتضحية من أجل استمرار الأمن والأمان.
ولقد ضمت حصيلة المصابين كلاً من العريف ابراهيم سعود البرجس من قوة طوارئ الرياض، العريف مشرقي محمد حكمي الدوريات الأمنية بجازان، العريف ناصر موسى محزري طوارئ جازان، الجندي اكرم عبده الشيعاني الدفاع المدني بجازان.
|