* دبي - من مدحت عبداللطيف:
أكد تقرير للصندوق الدولي للتنمية الزراعية حول تمكين فقراء الريف من التغلب على الفقر ان واحدا من كل خمسة افراد من سكان العالم يعيش في فقر مدقع أي ما مقداره 5 ،1 مليار نسمة مشيراً الى ان هذا النوع من الفقر لا يمثل حالة انخفاض في الدخل فقط او عدم وجود اصول وإنما هو حالة من الضعف والعزلة وانعدام القدرة على التأثير مبيناً انها حالة تراجع لقدراتهم على التحرر من الخوف والجوع وعلى ان يكون لهم صوت مسموع.
وأوضح التقرير انه على الرغم من التسليم بأهمية الحد من الفقر إلا ان الاهتمام الذي يولي حالياً لهذا الأمر لا يزال غير كاف ويبدو وكأنه لا يوجد تقدير كاف للإسهام الذي يمكن ان يقدمه فقراء الريف انفسهم من أجل مواجهة التحديات الإنمائية الجديدة وذكر ان نحو 900 مليون شخص أي ما نسبته 75 بالمائة من الفقراء في العالم والبالغ عددهم 2 ،1 مليار نسمة يعيشون في المناطق الريفية لذلك يجب اعطاء الفقر الريفي الأولوية في تحقيق الأهداف الانمائية للألفية وبخاصة الهدف المتعلق بالحد من الفقر.
واشار التقرير الى ان اعطاء الأولوية يعني مواجهة التحديات في عالم سريع التحول والتأكد من عدم تخلف فقراء الريف بالتكافل العالمي واللامركزية مؤكداً ان التطور السريع لمنظمات المجتمع المدني تتيح فرصاً عديدة ما دام لدى فقراء الريف امكانية التأثير على المؤسسات والسياسات والقرارات التي تمس حياتهم ولكن في ضوء الاوضاع الراهنة فإن فقراء الريف قلما يختارون الظروف التي يعملون في ظلها لكسب ارزاقهم او يتحكمون فيها خاصة وان غالبية النساء ما زلن يعانين من التهميش الاقتصادي والسياسي على الرغم من الاعتراف بإسهاماتهن في صمود الاسر الريفية وقدرتهن كعناصر مؤثرة في عملية التغيير.
وبيّن التقرير وجود جوانب أخرى للتحول العالمي تهدد بالقضاء على المكاسب التي حققها الملايين من الفقراء في بعض أجزاء العالم على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية مؤكداً ان التحرر من اغلال الفقر لا يشكل ضمانا لعدم السقوط مرة أخرى في هذه الهاوية بسبب الصداعات المدنية والحروب والكوارث الطبيعية والنمو السكاني السريع والهجرة والضغط المتزايد باستمرار على الموارد الطبيعية، إذ يؤدون الى زعزعة الريف بشكل كبير.
وذكر التقرير ان الحلول المقترحة لهذه المشكلة يجب ان تكون متعددة الجوانب ومتكيفة مع الظروف المحلية نظراً لتعقد الاسباب الكامنة وراء تفشي الفقر الريفي ويجب الاخذ بعين الاعتبار قضايا التمايز بين الجنسين والقضايا الاجتماعية والسياسية كما يحتاج فقراء الريف الى زيادة قدرتهم على الوصول الى العديد من الاصول البشرية والاجتماعية والطبيعية والأخرى المتعلقة بالبنى الأساسية والأصول التكنولوجية والمالية حتى يتمكنوا من السيطرة على حياتهم اليومية اضافة الى حاجتهم الى ان يكون لهم تأثير على القرارات الرئيسية التي تمس حياتهم بما في ذلك القرارات التي تتخذها الحكومات المحلية والوطنية.
| 
