* أديس ابابا أ ش أ:
منذ اقرار معاهدة السلام التي اندلعت بين اثيوبيا واريتريا والتي عقدت في الجزائر خلال شهر ديسمبر عام 2000 وأنهت الحرب الطاحنة بين البلدين لم تصل عملية السلام بينهما الى مرحلة حاسمة.وازاء هذا الوضع بادر كثير من المسئولين والمنظمات الدولية إلى التحذير بل والخوف من خروج عملية السلام عن نطاق السيطرة ودعوا الطرفين إلى ضرورة الاسراع للخروج من دائرة الجمود الحالية.
وقبيل أن يصدر مجلس الامن الدولي قراره بتمديد فترة عمل قوة الامم المتحدة لحفظ السلام بين اثيوبيا واريتريا في 12 الشهر الحالي شدد كوفي انان السكرتير العام للأمم المتحدة على ضرورة قبول الطرفين لاحكام لجنة الحدود المستقلة بين البلدين بذات الطريقة التي قبل بها البلدان تشكيل اللجنة واختيار أعضائها من قبل وعليهما الاقرار بحقيقة ان الجغرافيا رسمت مصيرهما بأن يظلا جارتين الى الابد.وشدد مجلس الامن الدولي في قراره على ضرورة التعاون التام والفوري من جانب الطرفين الاثيوبي والاريتري في تطبيق تعليمات ترسيم الحدود واتخاذ الخطوات اللازمة لتوفير الامن على الارض.
كما شدد المجلس ايضا على دخول عملية السلام مرحلة الترسيم الحاسمة معربا عن قلقه من تأجيل تلك العملية من قبل داعيا إلى بدء العملية كما هو مقرر.
واعرب السفير ليجاويلا جوسيف رئيس بعثة السلام بين البلدين عن قلقه حيال التحديات التي لاتزال تواجه عملية السلام بين البلدين مشيرا الى ان البلدين سيظلان في حالة سلام بارد الى ان يتم ترسيم الحدود بينهما0
وأوضح في الوقت نفسه إلى التزام الطرفين بوقف اطلاق النار وتعاونهما مع قوة الامم المتحدة لحفظ السلام.
وحذرالبريجادير جنرال اليوت كامتيني من الاتحاد الافريقي من خروج عملية السلام عن نطاق السيطرة اذا لم يولي الاهتمام الكافي لعملية ترسيم الحدود «المعروف ان الاتحاد الافريقي احد الضامنين الاربعة لاتفاقية الجزائر».
وأكد قائد قوة حفظ السلام بين اثيوبيا واريتريا الميجور جنرال ربوبرت جوردن على ضرورة الاسراع في عملية ترسيم الحدود مشددا على ضرورة الحوار بينهما.
وفي اجتماع لجنة التنسيق العسكرية المشتركة بين البلدين الذي عقد قبل اسبوع بالعاصمة الكينية نيروبي اعرب الطرف الاريتري عن احباطه لتكرار تأجيل ترسيم الحدود بطول الف كيلومتر بين البلدين وقال ممثل اريتريا الجنرال ابراهلي كيفلا انه لو كانت عملية الترسيم قد بدأت وفق المقرراصلا لكانت قد انتهت الآن.وأكد الطرف الاثيوبي على لسان ممثل اثيوبيا في اللجنة الجنرال يوهانس جبرا مسكال تأييد بلاده لعملية ترسيم الحدود وتعهد بالتعاون التام مع قوة الامم المتحدة لاقرار سلام دائم.
وقد تأجلت عملية ترسيم الحدود مرتين حيث كان من المقرر أن تبدأ في مايو الماضي الا أنها تأجلت إلى شهر يوليو ومن ثم مرة ثالثة الى شهر اكتوبر القادم وسوف تستغرق ستة اشهر.
وتعارض اثيوبيا بعض العناصر التي تضمنها قرار لجنة الحدود الدولية المستقلة ولاسيما تلك المتعلقة ببلدة بادمي الحدودية التي تشكل رمزا مهما لكلا الطرفين فمنها اندلعت الحرب وباتت تمثل الان حجر الزاوية في اقرار السلام.
وقد أكدت اللجنة الدولية المستقلة للحدود في مارس الماضي منح تلك البلدة إلى اريتريا فيما تطالب اثيوبيا باستعادة سيادتها عليها حيث احتلتها اريتريا بالقوة لدى اندلاع الحرب عام 1998م.وتعتبر اريتريا ان الحدود التي رسمتها اتفاقية 1902 الموقعة بين ايطاليا التي كانت تحتل اريتريا وبين الامبراطور مينليك الثاني هي مرجعية الحدود بين البلدين.
وتعتقد دوائر دبلوماسية أنه يمكن البدء في ترسيم الحدود من الناحية الشرقية برغم ضغوط تواجه الحكومة الاثيوبية ناجمة عن معارضة داخلية للحكم تتجلى في تهديد احزاب معارضة بتنظيم مظاهرات ضد قرار اللجنة الدولية المستقلة للحدود.
واشار بييني بيتروس زعيم القوى الديمقراطية الاثيوبية المتحدة وهو تحالف معارض تشكل حديثا من احزاب المعارضة إلى ان قرار لجنة الحدود لايضمن السلام ولايخدم مصالح اثيوبيا بشكل عام وسكان المنطقة الحدوية بشكل خاص وهم الذين افادت تقارير إلى استيائهم البالغ من قرار اللجنة بل اظهرت بعض تلك التقارير استعداد بعضهم إلى اللجوء للسلاح.
وفي هذا الوضع المتأزم قال جورج سومرويل نائب المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة في اثيوبيا واريتريا أن الضغوط تمارس على الطرفين للتوصل الى صيغة ملائمة.
|