Thursday 25th september,2003 11319العدد الخميس 28 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دودين والبرغوثي: الإضراب عن الطعام حتى الموت دودين والبرغوثي: الإضراب عن الطعام حتى الموت

* رام الله - نائل نخلة:
«الموت لا الاستسلام» هذا ملخص رسالة يريد الأسيران موسى دودين وأحمد البرغوثي ايصالها للعالم من قلب زنزانة رقم «5» في عزل ايلون الرملة، فمنذ الحادي عشر من الشهر الجاري والأسيران ينفذان الاضراب الثاني عن الطعام مؤكدين أن لديهما خيارين لا ثالث لهما إما الاستشهاد وإما الخروج من العزل.
بداية الحكاية:
رغم أن الأسيرين اعتقلا في فترة متفاوتة إلا أن المعاناة كانت عنواناً يجمع بينهما، في «العزل» وتحديداً عزل بئر السبع حيث كان اللقاء بين الأسير القسامي موسى دودين والمعتقل منذ عام 1992 والمحكوم بالسجن المؤبد والأسير أحمد البرغوثي الذي عرف في مدينة رام الله «بالفرنسي» لجماله الاخاذ والذي اعتقل قبل قرابة عام بتهمة الانتماء إلى كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح وحكم بالسجن المؤبد كذلك.
كان عزل الأسيرين في ذات الزنزانة هو البداية لنضالهما، فقد قرر الأسيران البدء في اضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على عزلهما الذي استمر ما يزيد عن الأربعة أشهر، وعدم استجابة الإدارة بإخراجهما إلى أقسام السجون العامة.
الإضراب عن الطعام:
في نهاية شهر ايار من العام الحالي بدأ الأسيران رحلة الاضراب عن الطعام، واستمر هذا الاضراب 29 يوماً لم يأكل خلالها الأسيران أي نوع من الطعام، بل كانت حياتهما تعتمد على الملح والماء الذي يتناولانه لكي يبقي على الأمعاء مفتوحة ويحميها من التعفن.
وبعد هذه الرحلة الطويلة وعدت إدارة معتقل بئر السبع دودين والبرغوثي بإخراجهما من العزل ونقلهما إلى الأقسام العامة في حال فكا الاضراب عن الطعام، وكما هي عادتها تنكرت الإدارة للمعتقلين بعد أن فكا اضرابهما عن الطعام ولم تنقلهما إلى الأقسام العامة بل نقلتهما إلى عزل أيلون في مدينة الرملة من جديد.
من جانبها أكدت خالدة جرار مديرة مؤسسة الضمير التي تعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين أن إدارة معتقل بئر السبع بدلاً من أن توفي بوعودها تجاه الأسيرين بإخراجهما إلى الأقسام العامة قامت بنقلهما إلى عزل سجن هدريم الواقع شمال فلسطين المحتلة وبعد ذلك عادت ونقلتهما إلى عزل «أيلون» في سجن الرملة.
في هذه المرحلة قرر الأسيران بدأ اضراب ثان عن الطعام - في زنزانة رقم «5» في عزل أيلون الرملة - شعاره «إمار الموت أو الخروج من العزل»، فمنذ تاريخ الحادي عشر من شهر آب الحالي بدأ دودين والبرغوثي إضراباً آخر مفتوحاً عن الطعام استمر حتى 22 من الشهر الحالي لكن الإدارة لم تستجب لمطلب الأسيرين، وعندها قررا تصعيد خطواتهما الاحتجاجية بإعلان الاضراب عن الماء أيضاً.
السيدة هادية البرغوثي والدة الأسير أحمد البرغوثي التي لم تره منذ اعتقاله قبل قرابة 16 شهراً أعربت تخوفها جداً على حياته نظراً لدخول اضرابهما عن الطعام مرحلة خطيرة للغاية تهدد حياتهما وكذلك امتناعهما عن تناول الماء.
الناطق الإعلامي:
وتضيف السيدة جرار ان حالة الأسيرين صعبة للغاية ولم يتمكن أي محام من زيارتهما، نظراً لعدم سماح قوات الاحتلال للمحامين بالوصول إلى داخل الزنزانة، وعدم قدرة الأسيرين على السير والوصول إلى الغرفة التي يجتمع فيها المحامون عادة بالأسرى.
وتؤكد خالدة أن جميع المعلومات التي تصل إلى وسائل الإعلام عن طريق المحامين ينقلها الأسير محمود عيسى الذي تقع زنزانته بالقرب من زنزانتهما، فالأسير محمود يرى دودين والبرغوثي أثناء اخراجهما أو ادخالهما إلى الزنزانة، وهو يؤكد أن وضعهما الصحي متدهور للغاية.
وترى السيدة جرار أن حديث الأسير عيسى يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار مع السعي للتأكد منه خصوصاً وأن الأسير محمود ليس طبيباً ولا يعرف الحالة الصحية التي يعيشها الأسيران داخل زنزانتهما، ولكنه يبقى هو المصدر الوحيد والرئيس للمعلومات عن الأسيرين المعزولين.
وقالت جرار إن أي أحد لم يزرهما باستثناء الصليب الأحمر الذي تمكن من زيارتهما قبل يومين حيث زارهما محام ترافقه ممرضة واحدة فقط وادعى أن حالتهما الصحية مستقرة.وأنهت جرار حديثها بقولها ان الأمر خطير حتى لو فكا اضرابهما عن الطعام وعادا إلى الحياة الطبيعية فمن غير الممكن الرجوع لوضعهما الصحي السابق، الكلى قد تتأثر وجزء من أعضاء الجسم يمكن ألا تعود لوضعها الطبيعي.
زنزانة رقم «5»:
ويؤكد الأسرى الذين عزلوا في زنزانة رقم «5» التي يقبع بها حالياً دودين والبرغوثي أنها صغيرة جداً ولا تتجاوز مساحتها «5 ،2» متر مربع ويمنعان من الخروج إلى الفورة ومن الاحتكاك بأي معتقلين آخرين.
اضافة إلى عدم وجود أي نافذة في هذه الزنزانة سوى فتحة صغيرة للتهوية تقع في سقف الزنزانة تتوسطها مروحة يصدر منها صوت ضجيج بشكل دائم وترسل الهواء الساخن إلى المعتقلين.
مؤسسات حقوقية: يجب إنقاذ حياة الأسيرين
من المقرر أن يقوم وفد من رابطة الأطباء من أجل حقوق الإنسان بزيارة الأسيرين المضربين عن الطعام للاطلاع على وضعهما الصحي والمطالبة بنقلهما بشكل عاجل إلى المستشفى للعلاج وإخراجهما من العزل.
من جهتها قدمت مؤسسة الضمير اسئنافاً للمحكمة العليا قبل يومين تطالب فيه بنقل الأسيرين إلى المستشفى لكن المحكمة رفضت طلب المؤسسة، وقدمت تقريراً مفاده أن حالة الأسيرين الصحية تتحمل بقاءهما داخل المعتقل.أما مؤسسة مانديلاً لرعاية شؤون الأسير فقد أبرقت رسالة عاجلة في 28 من الشهر الجاري إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر وطالبتها بالتدخل فوراً لإنقاذ حياة الأسيرين دودين والبرغوثي.
من جانبها ناشدت والدة البرغوثي العالم التدخل السريع لإنقاذ حياة ابنها البرغوثي ورفيقه دودين وحمّلت إسرائيل مسؤولية أي ضرر يمكن أن يلحق بهما.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved