هدم وتفجير عشرات المنازل وحملات اعتقال جماعية
استشهاد ثلاثة فلسطينيين بينهم مسن من نابلس وطفل

  * رام الله - نائل نخلة:
كشف تقرير جديد لجمعية القانون عن ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الاسبوع الماضي عن استشهاد ثلاثة مواطنين وهدم لعشرات المنازل في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وشن حملات اعتقال جماعية في صفوف الفلسطيينين.
وأشار التقرير إلى ان من بين الشهداء: المسن فتحي محمود حسن بلبل 85 عاما من البلدة القديمة بمدينة نابلس، والشاب فادي كمال صالح ابو زنط من نابلس، والطفل احمد نايف طه ابو لطيفة 13 عاما من مخيم قلنديا شمالي القدس.
وأفاد التقرير ان استشهاد الطفل احمد ابو لطيفة قد تم بشكل متعمد من خلال اطلاق النار عليه من مسافة 20 مترا، وذكر شهود عيان ان الطفل ترك ينزف لمدة ساعتين حتى فارق الحياة متأثرا بجراحه.
هدم المنازل
أوضح التقرير عن تزايد حجم هدم المنازل في المناطق الفلسطينية سواء بالتجريف او التفجير.
فقد بيَّنت الاحصائية عن هدم 13 منزلا في الضفة الغربية والقدس الشرقية، و 16 منزلا في قطاع غزة.
وأشار التقرير إلى هدم 8 منازل في الخليل و 4 بركسات و بئري ماء في وادي حورة جنوب شرق مدينة الخليل، كما هدمت قوات الاحتلال 3 منازل في القدس الشرقية بحجة عدم الترخيص، و منزلين آخرين في محافظة جنين.وفي ذات السياق هدمت سلطات الاحتلال 16 منزلا في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، منها 10 منازل بشكل كلي وتأوي هذه المنازل 15 أسرة.
وأفاد التقرير استلام عدد من المواطنيين في قرية مسحة بمحافظة سلفيت اشعارا بهدم بركساتهم في القرية بحجة عدم الترخيص، وهذا ايضا ما افاد به مواطنون من بلدة طوباس شمالي الضفة الغربية عن استلامهم اشعارات بالهدم.
كما استمرت أعمال التوغل واجتياحات المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية، حيث خلال اجتياحها قامت بعدة اعتداءات على الممتلكات، ففي يوم الخميس 12003/9/1 اقتحمت بناية الريان خلف قصر الحمراء المشرفة على محافظة رام الله، واقتحمت مقر راديو وتلفزيون أمواج، وقامت بالتحقيق مع العاملين هنالك، كما توغلت القوات الإسرائيلية في بلدة الزبابدة محافظة جنين، وداهمت منزل المواطن فارس محمود فارس قبلاوي - 36 عاماً - واستخدم كدرع بشري بعملية تفتيش منزل شقيقه المطارد، كما داهمت بلدة ترمسعيا الواقعة شمالي محافظة رام الله، وقامت باعتقال عدد من المواطنين، واقتحمت مدينة نابلس البلدة القديمة من جميع الجهات، حيث استشهد المواطن فتحي محمود حسين بلبل 85 عاماً، فجر يوم السبت الموافق 13/9/2003، وهو في غرفة نومه بينما كان يراقب المواجهات، حيث أصيب بعيار ناري أعلى الصدر (الرئة).
كما قامت بتجريف عدد من المنازل في رفح جنوباً بلوك J، كما تم مداهمة ومحاصرة معهد قلنديا للاجئين جنوبي مدينة رام الله، حيث تم احتجاز ما يقارب ال 230 طالباً، وعدد من الموظفين، وفحص بطاقات الهوية لهم والتحقيق مع بعضهم، وقبل انسحاب تلك القوة قامت باقتياد الطالبين نهاد جميل صبح 18 عاماً، وعلي حسن فرج 18 عاماً، كما داهمت عدداً من المنازل الواقعة في مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية، وقامت بتسليم بعض أصحاب المنازل اشعارات بضرورة مراجعة الارتباط الفلسطيني الإسرائيلي.
كما استشهد المواطن أحمد (ماجد) فوزي أبو دوش 25 عاماً، في محيط منزل خاله أحمد محمد فياض نصار الكائن في ضاحية سنجر الواقعة بين دورا والخليل، يوم الثلاثاء الموافق 16/8/2003، وكانت قد حاصرت المبنى المكون من 3 طوابق قوات كبيرة بأجواء إطلاق نار كثيف من قبل مدفعية، ومن ثم باشرت جرافة إسرائيلية بهدم المنزل.
كما داهمت قوات الاحتلال بنفس اليوم بلدة كوبر شمالي محافظة رام الله، حيث اعتقلت أحد المطلوب لديها وهو حسام عطا إبراهيم زيبار 22 عاماً.
وواصلت ارتكاب المزيد من العقاب الجماعي، حيث تم تفجير ستة منازل فلسطينية خلال هذا الأسبوع وهي: تفجير المنزل الأول يعود للمواطن نعيم صالح عبدالله يوم الخميس الموافق 12003/9/1 الواقع بمدينة بيتونيا جنوبي مدينة رام الله، عند مفرق عين عريك، بحجة أن ابنهم عماد صالح مطلوب لديها، وبنفس اليوم منزل ثان يعود للمواطن المعتقل محمد عبد الرحمن سالم مصلح 27 عاماً، سكان حي أم الشرايط الواقع جنوبي مدينة رام الله، والمنزل يقع خلف مقر الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني وقد لحقت أضرار بعدد من الأبنية المجاورة. وبنفس اليوم نسفت المنزل الثالث الذي يعود للمواطن عبد القادر القواسمي في مدينة الخليل حي الحرس الواقع شمالي المدينة، وهو يحتوي على 4 طوابق يضم 8 شقق، حيث تم تفجير شقتين بالطابق الرابع، بدعوى أنه قائد الجناح العسكري لحركة حماس في الخليل، حيث تضررت باقي الشقق بالمبنى، المنزل الرابع تم تفجيره يوم الجمعة الموافق 12/9/2003، المبنى يعود لأسرة الشهيد عز الدين خضر شمس مسك، الواقع في منطقة وادي البصاص الواقع غربي المدينة، يتكون من ثلاث طوابق ويضم خمسة شقق ويأوي 9 أفراد ومساحة كل طابق 250م2، بحجة أن نجلهم رائد كان برفقة أحمد عثمان بدر، وكلاهما قضيا في عملية لكتائب عز الدين القسام في تاريخ 19/8/2003، كما تم هدم المنزل الخامس الذي يعود للمعتقل سابقاً المواطن بشار حسين فراس شواهنة من قرية سيلة الحارثية غربي مدينة جنين يوم الأحد الموافق 14/7/2003، والمنزل ثلاثة طوابق يقيم به 15 فرداً، وتم تفجير الطابق الثالث فيما لحقت أضرار جسيمة بباقي المبنى، المنزل السادس يعود لوالد المعتقل محمود وليد محمد علي، في مخيم نور شمس الواقع بين حارة السلام والمخيم من الجهة الشرقية لمدينة طولكرم.
اعتقالات جماعية
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي الاسبوع الماضي حملة اعتقالات واسعة في مناطق عدة من الضفة الغربية كما اشار إلى ذلك تقرير جمعية القانون ونوه التقرير إلى حملات التوغل والاجتياح التي ترافقت مع حملات الاعتقالات و المداهمات.
واشار إلى حملات المداهمة المستمرة في مدينة نابلس وخاصة لبلدتها القديمة التي اسفرت عن اعتقال الشاب بشار منير طبيلة 38 عاما بتهم الانتماء إلى كتائب شهداء الاقصى، كما شملت الاعتقالات مناطق مخيم بلاطة والجبل الشمالي وقرية مادما جنوبي نابلس.وفي محافظة رام الله والبيرة اشار التقرير إلى ازدياد حملات الاعتقال والمداهمة في المحافظة وقراها خاصة بعد العمليتين الاستشهاديتين في القدس وتل ابيب الاسبوع الماضي.
وذكر التقرير ان الاعتقالات شملت احياء في مدينتي رام الله والبيرة وبلدة بيتونيا وقرى نعلين ورنتيس غرب رام الله، وخربثا بني حارث وترمسعيا شمالي المدينة، وتمت خلال هذه الاعتقالات عمليات مداهمة وتفتيش للمنازل والمواطنيين. وفي بلدة بيرزيت تم مداهمة البلدة وتفتيش لسكنات طلبة جامعة بيرزيت وخلالها تم اعتقال 10 من طلبة الجامعة.
وأشار التقرير إلى ان حملات الاعتقال شملت محافظة جنين وخاصة في بلدة الزبابدة، حيث تم اعتقال 7 اشخاص فيها.يشار إلى ان هذه الاعتداءات والممارسات الصهيونية تأتي عقب العمليتين الأخيرتين في القدس وتل أبيب واللتين اسفرتا عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإسرائيليين.
هذا وقد طالبت جمعية القانون في ختام تقريرها الحكومة الإسرائيلية بوقف جرائمها البشعة و عقوباتها الجماعية المخالفة لكافة الشرائع الدولية والإنسانية ودعت إلى فتح تحقيق في كافة حالات القتل التي نفذها جنود الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق دولية.